احمد دندش

(الدكتور)…تفاصيل (كشف مُستعجل).!


مكابر من لايقرّ ويعترف ان الفنان الشاب حسين الصادق صار اليوم هو الفنان الشاب الاكثر تأثيراً وسط شريحة الشباب، ومخطئ من يعتقد ان (الحضور الضعيف) الذي لازم حفلاته الجماهيرية مؤخراً يمثل بداية النهاية لمشوار ذلك الفتى، فمقاييس الاشياء تتأثر في احايين كثيرة بالعوامل الزمانية والتأثيرات المكانية.
شخصياً، لاانكر انني صوبت سهام الانتقادات وبشدة لذلك الفتى، وقمت بتوجيه الكثير من النقد القاسي له في اوقات سابقة وذلك بغرض لفت انتباهه للكثير من نقاط الخلل والضعف التى تصاحب مشواره الفني، تلك الانتقادات التى كان جمهور حسين الصادق يتعامل معها وكأنها (استهداف) لمطربهم المحبوب، وماعلموا ان كل ماكتبنا كان من اجل مصلحته ومن اجل استمرارية نجوميته التى طغت على كل من سبقوه من الفنانين ابناء جيله.
واليوم ايضاً، نوجه (كشفاً مستعجلاً) لعناية حسين الصادق او (الدكتور) -كما يحلو لمعجبيه- هذا (الكشف) الذي نوضح من خلاله العديد من السلبيات التى باتت تصاحب مشواره الفني، والتي يجب ان ينتبه لها جيداً وان يعمل على علاجها بأسرع فرصة، قبيل ان تفقد تجربته الفنية حلاوتها وتصبح (ماسخة) وغير قابلة للـ(إستهلاك المزاجي).
اول السلبيات التى بدأت تظهر على مشوار حسين الصادق تمثلت في اتجاهه الغير موفق لـ(اثارة الجدل)، تلك الجزئية التى لاحظها الجميع في شهر رمضان عبر برنامج (اغاني واغاني)، حيث ظهر حسين الصادق بـ(حلاقة) اقل ماتوصف بأنها (زرائبية)، ذلك النهج الذى لايشبه حسين بأي حال من الاحوال، فهو فنان صاحب امكانيات كبيرة وموهبة مميزة ولايحتاج للظهور بأي تقليعات للفت الانتباه، لذلك من الافضل ان يركز على (اقناع) الجمهور بأغنياته، ويترك بالمقابل (اثارة الجدل) لبعض زملائه من الفنانين (فاقدي الثقة) في امكانياتهم.
امر آخر ينبغي على حسين الصادق التركيز عليه، وهو الاتجاه للتعاون مع الشعراء الكبار المتواجدين بالساحة الفنية، اولئك الشعراء الذين يمتلكون آلاف القصائد التى تبحث عن حنجرة حسين الصادق والتى تعتبر (الانسب) بين كل الحناجر الشبابية لتستلقي عليها قوافي تلك الاغنيات، كما ينبغي على حسين ان يتريث قليلاً في الطرح المتتابع لاغنياته الجديدة وان يجعل اي اغنية خاصة جديدة تأخذ وقتها وفترة (حضانتها الجماهيرية) اللازمة وذلك حتى لايظلم احدى الاغنيات على حساب الاخرى.
اخيراً، على حسين الصادق ان يعلم تماماً بأنه تجربة فنية مستقلة وقائمة بذاتها، ولاتشبه اي من التجارب الفنية المتوفرة بالساحة، تلك القناعات التى تساعده كثيراً في الابتعاد عن اي (تأثر سلبي) بتلك التجارب، وتساعده ايضاً في الترسيخ لمدرسة فنية شبابية جديدة حافلة بالطرب والجمال والاستثنائية.

جدعة:
ان انتبه حسين الصادق لكل الملاحظات التى اوردناها اعلاه، وقام بالتعامل معها بشئ من المسؤولية والجدية، فلن ينافسه احد على عرش الفن الشبابي في السودان، فهو الاحق بالجلوس عليه، وذلك وفق مايقدم من اغنيات خاصة رصينة ومميزة، ساهمت في ان يصبح (دكتوراً) يعالج امراض الشبابية (العاطفية).!

شربكة اخيرة:
مايميز حسين الصادق عن سائر الفنانين الشباب هو انه الاكثر (اقناعاً) والاقل اثارة لـ(الضجيج).