مقالات متنوعة

مؤمن الغالي : إنهيار هدنتي مع الإنقاذ (4-4)


واليوم يبحر مركبنا في بحركم الذي يعج بالتماسيح.. إنه إبحار أكثر خطورة وأشد وعورة من السباحة (عرياناً) في الأمازون… وكنا قد حذرناكم من الحقد الطبقي.. ورب العزة حذركم من فتنة المال الذي بفضلكم وبفضل حبكم وافتتانكم بالدنيا قد صار (دولة بين الأغنياء).
والسؤال الأول.. لماذا كل المسؤولين منكم أغنياء وأثرياء (يعومون) في أنهر المال ويستنطقون ويتوهطون على الديباج والرياش والمخمل.. وهم (نفسهم) و(ذاتهم) و(ياهم ذاتهم) الذين كانوا قبل إشراق شمس الإنقاذ من (الحفاة رعاة الشاه).
السؤال الثاني .. لماذا (الابتلاءات) فقط لنا نحن الفقراء والمساكين، رغم إنها من الله ونعم بالله.. لماذا لا (تجي جنب) أيٍ منكم!! ألستم مؤمنين مثلنا.. أم أنتم من أحفاد (دار الندوة).
السؤال الثالث.. لماذا جيرتنا معكم- أي جيرة المواطنين وأنتم- جيرة جغرافية فقط.. يجمعنا وطن واحد.. ونيل واحد.. وصحراء واحدة وغابات واحدة.. وأنتم في الثريا ونحن في الثرى.
السؤال الرابع.. لماذا يحمل أطفالنا في مدارس الأساس الأثاث (كراسي الجلوس) من منازلهم وعلى رؤوسهم، وأبناؤكم أبناء المترفين تقلهم السيارات الفارهة أو الترحيل (المكندش) إلى مدارسهم؟.
السؤال الخامس: لماذا طفل من أطفالنا (تهرسه) حمى الملاريا ويعز على والديه ثمن جرعة (الكلوركوين) وطفل من أطفالكم تحمله أجنحة الطائرات إلى بلاد (اليانكي) ليجلوا الأطباء أولئك الكفار بصره وبعض أذى لحق بعينيه؟.
لماذا ذاك (الفصل الطبقي).. وهروبكم من أحياء المواطنين المنهكة، ثم بدأت في إنشاء شاهق العمارات في شرق وجنوب الخرطوم، ثم أطلقتم عليها الأسماء المخملية المستوردة من دول النفط.. فصارت أسماء لها رنين مثل (الفردوس والطائف، والنزهة، والمنشية، وقاردن سيتي).. ونحن نتجه في عاصمتنا وعاصمتكم غرباً وأسماء تدل على الخطر والخطورة والبؤس والفقر والمسغبة.. وأنجولا.. وأب نيران.. وصابرين وكرور .. وزقلونا وتورا بورا.. وحكومة مافي.
لماذا المال دولة بين الأغنياء، وكلما زكمت الأنوف رائحة فضيحة وفساد مالي و (عطاء وضروب) أبداً ودوماً و (طوالي) يكون وراؤه نجم من (الأخوان) أو شاب من شبيبة الأحباب الأخوان أو من (المتوزكين) الجدد أو من المؤلفة قلوبهم .
السؤال السادس: كيف يستقيم عقلاً وعدلاً ومنطقاً أن يكون الحد الأدنى من الأجور لا يصل إلى (مليون) جنيه بالقديم، (وأقل) واحد فيكم يكون راتبه من خمسة ملايين و(لي فوق)، رغم أننا نشتري السكر مثلكم والشاي مثلكم والزيت مثلكم.
السؤال السابع والأخير..
لماذا لم يعد في أحيائنا القديمة ما كان سائداً قبل مجيئكم الميمون، فقد كان يسكن معنا في (ودنوباوي) وفي منزله الوزراء (أمين القوم) و(نقد الله) وفي البوستة (زروق)، وأيضاً في ود نوباوي (بوت ديو).. والآن نحن لا نراكم إلا عبر شاشة التلفزيون، لأن عرباتكم مظللة وتمر من أمامنا كما يمر الصاروخ الباليسني، بل كالشهاب الراصد.
أحبابنا.. لقد وقعتم في الذي حذر منه رب العزة، وهاهو المال دولة بين الأغنياء وأنتم الأغنياء ويا له من مصير.