منوعات

مطعم شهير ورّط مصريين لترحيلهم من بريطانيا.. فانتقموا بجيش من الصراصير


أجبر نشطاء أحد فروع مطاعم “بايرون” لوجبات الهامبرغر في لندن على إغلاق أبوابه أمام الزوار وذلك بعد أن تجمعوا مقابل الرصيف المقابل للفرع، وذلك اعتراضاً منهم على تخلي الشركة عن العشرات من موظفي المطعم المهاجرين بعد الإيقاع بهم.

المحتجون الذين يتجاوز عددهم المائة لوحوا بلافتات خارج مطعم هولبورن بوسط العاصمة البريطانية بحسب ما ذكر تقرير نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية، الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2016.

احتجاج بواسطة الصراصير والجراد

وتعهد مطعم بايرون أمام المتظاهرين بأن يحترم معايير الأمان المتعلقة بالعملاء وكذلك طاقم العمل، بعد أن صرح نشطاء بأنهم أطلقوا آلاف الحشرات- بما في ذلك الجراد والصراصير- داخل فرعي المطعم في هولبورن وسنترال سان جايلز، وذلك مساء الجمعة الماضية.

هكذا خدعوهم

المتظاهرون اتهموا سلسلة مطاعم بايرون بتنفيذ “فخ مخادع”، انتهى بإلقاء القبض على 35 عاملاً، وهم من جنسيات ألبانية وبرازيلية ومكسيكية ونيبالية ومصرية، وذلك بعد أن أوقع بهم من خلال دعوتهم للمجيء صباحاً إلى المطعم بداعي حضور مقابلات مرتبطة بأطقم العمل، لكن الأمر لم يكن سوى عملية مداهمات من الشرطة ضدهم.

وتم ترحيل 25 شخصاً حتى الآن. وفي ظل الحد الأقصى للغرامة التي تدفعها الشركات مقابل العامل الواحد الذي يعمل بشكل غير قانوني، والتي تبلغ 20 ألف جنيه إسترليني، يواجه مطعم بايرون غرامة تصل إلى 700 ألف جنيه إسترليني، ولكنه حاول التهرب منها من خلال تلك الصفعة المؤلمة التي وجهها لموظفيه المغتربين.

واتفق أكثر من 1000 شخص على حضور التظاهرة أمام مطعم الهامبرغر.

وكتبت إحدى الصفحات على موقع فيسبوك فيما يتعلق بالتظاهرة “لقد تصرفت إدارة مطاعم بايرون بشكل مخجل، كما أنها ضربت مثلاً لأصحاب العمل غير الجديرين بالاحترام على الإطلاق”.

وأضاف المنشور “تهدف تظاهرتنا إلى تسليط الضوء على مثل تلك التصرفات غير الأخلاقية، ومنعها من الحدوث في مكان آخر، ولكي ندعم العمال الذين لا يزالون يعملون بالمطاعم لكي يقاوموا الاستغلال”.

وزارة الداخلية قالت الأسبوع الفائت أنها ألقت القبض على 35 شخصاً في جرائم متعلقة بالهجرة، في عدد من المطاعم بمختلف أنحاء لندن، بعد عملية نُفذت بمساعدة كاملة من مطاعم بايرون خلال شهر يوليو/تموز.

وأوضح بيان وزارة الداخلية أن مطاعم البرغر نفذت الإجراءات السليمة المتعلقة بأفراد العمل، لكنها إما زورت أو أخطأت في توثيق تلك الإجرءات؛ لذا فإنها سوف تواجه العقوبة المدنية.

إنهم دمروا عائلتي

وكتب أحد الطباخين بياناً متعلقاً بالأمر، إذ أنه كان يعمل بمطعم بايرون وتم ترحيله بأسوأ الطرق الممكنة.

يقول البيان “تسبب ذلك الأمر في أن تنتابني مشاعر لم أشعر بها من قبل، لقد انكسر قلبي تماماً من كل اتجاه. إنهم دمروا عائلتي. كنا عائلة لكنهم أخذوا شيئاً مني”.

وأضاف الطباخ في بيانه “كنت أبكي بشدة وأنا أفكر فيهم، وكنت أقول: يا ربي فلترع عائلتي. ولا يمكنني أن أفعل شيئاً إلا الصلاة والدعاء، فقد كان أمراً بشعاً بحق”.

كان على المطعم تحذيرهم

إحدى المتظاهرات، واسمها “لولا” انتقدت مطاعم بايرون لعدم أمانتهم، وقالت إنهم كان ينبغي عليهم أن يصلوا العاملين الذين لا يمتلكون توثيقاً بالمنظمات المتخصصة.

وأضافت قائلة “كان عليهم تحذيرهم بدلاً من خداعهم والكذب عليهم. كان من الممكن أن يقولوا لهم: هذا ما سوف يحدث إن أُلقي القبض عليكم. سيتم ترحيلكم. لن يكون لديكم وقت للحديث إلى عائلاتكم أو الحصول على أمتعتكم. بل كان ينبغي عليهم تحذيرهم بدلاً من تلك المعاملة غير الآدمية من خلال اتصالهم بالشرطة كما لو كانوا حيوانات”.

ولم يمنع هطول الأمطار المتظاهرين من استكمال التظاهرة، وصاحوا بعبارات من قبيل “عار على بايرون، ليس ثمة شخص غير قانوني”، و”كيف تريدون أن يكون طلبكم من البرغر؟ بدون ترحيل”.

وحضر التظاهرة مجموعات تنتمي إلى أقصى اليسار، إذ يصفون أنفسهم بأنهم مناهضون للعنصرية والتمييز الجنسي.

الجماعات التي حضرت الفعالية

من ضمن تلك المنظمات، الاتحاد العالمي للأصوات المتحدة United Voices of the World Union، والتي تتكون من مهاجرين معظمهم قدموا من أميركا اللاتينية ويعملون بمهن ذات أجور زهيدة مثل مهن النظافة.

كما شاركت جماعة أخرى تسمى لندن لاتينكس London Latinxs، وهي جماعة عمل مباشر تصف نفسها بأنها تكافح التمييز جذرياً، ويتكون معظمها أيضاً من أشخاص لهم أصول أميركية لاتينية.

في غضون ذلك تحاول حركة “العدالة الدولية” Global Justice، أن تحشد الرأي العام في المملكة المتحدة لكي تصل إلى عالم مليء بالعدل والمساواة.

أما جمعية “الحرب ضد العوز” War on Want، فإنها تستهدف الجذور التي تسبب الفقر وانتهاك حقوق الإنسان، وهي جزء من حركة “العدالة الدولية” ذائعة الصيت على مستوى العالم.

أما حركة “المثليون والمثليات يدعمون المهاجرين” فإنها حركة تتحدى الروايات التي تقودها وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة ضد المهاجرين.

وانتقدت إيوا جايزفيتش، منسقة التظاهرة بمنظمة “يا عمال الفنادق اتحدوا”، دور الشركة غير المقبول الذي شارك في ترحيل العمال.

وقالت جايزفيتش “إن القانون لا يخبر بايرون بأن يوقعوا بالعمال وأن يجتذبونهم لذلك الشرك؛ من أجل خداعهم للمجيء إلى العمل في الوقت الذي هم في الحقيقة سيواجهون مداهمات من الشرطة وسيتم ترحيلهم”.

تم التخلص منهم كما لو كانوا أكياس قمامة

وأوضحت قائلة “إن صاحب العمل المسؤول الذي يُقدّر العاملين معه والذي يجعلهم سبب ربحه، ينبغي عليه في الحقيقة أن يدعمهم لكي يحصلوا على الوثائق السليمة التي تساعدهم على البقاء. لقد تم التخلص منهم كما لو كانوا أكياس قمامة. إن ذلك الأمر غير مقبول على الإطلاق. إن ما قاموا به قد يبدو قانونياً لكنه ليس أخلاقيا”.

وأضافت جايزفيتش “بسبب تلك الطريقة التي تصرفوا بها، نحن نشعر بالشك تجاههم في الحقيقة باعتبارهم أصحاب العمل، لا سيما فيما يتعلق باحترام حقوق العاملين. وهم في حاجة إلى تبرئة ساحتهم”.

ونشرت سلسلة المطاعم المتخصصة في تقديم وجبات البرغر بياناً قالت فيه “استجابةً للتحقيقات التي أجرتها وزارة الداخلية مؤخراً، حري بنا أن نكرر الآتي: لم يكن لدى بايرون علم بأن أياً من موظفينا يمتلك وثائق مزورة إلى أن لفتت وزارة الداخلية انتباهنا للأمر. نحن نتبع إجراءات صارمة فيما يتعلق بالحق في العمل، بيد أن أساليب التزوير المستخدمة هذه المرة كانت معقدة وهو ما جعلها تمر دون أن نكتشفها.

وأضاف البيان “لقد تعاونا بكل طاقتنا بناءً على طلبات وزارة الداخلية، وتصرفنا في سياق التحقيقات التي أجروها: وإننا ملتزمون قانونياً بأن نفعل ذلك”.

واختتم البيان “لقد عملنا بكد من أجل التأكد بأن الأمر سيتسبب في أقل تأثير على عملائنا خلال تقدّم سير العملية برمتها”.

هافينغتون بوست عربي