مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : رقص مصري على طريق (السد)


> العام الماضي .. وهو وقت قريب.. زار الخببر الامريكي الدارس في جامعة أوكسفورد مستر (كيفن) موقع سد النهضة. > (كيفن) كان يمتطي سيارة فارهة وهو في طريقه من أصوصا إلى سد النهضة غرب قوبا .. وخلفها وأمامها سيارتان للجيش .. تحرسانه. > كانت درجة التوتر حتى داخل العمق الإثيوبي عالية.. وقد كانت الفرصة متاحة لتسوِّق أية معارضة مسلحة بضاعتها.. مثل جماعة أبرهة. > وأعداء السد أمامهم فرصة شراء المعارضات المسلحة التي بالطبع تسعى لجمع الأموال. > لكن هذا العام .. وفي هذه الأيام تنطوي صفحة القضية المصرية والموقف المصري من السد تحت أقدام الإعلاميين والإعلاميات وهم يرقصون على أنغام الموسيقى ليلاً في أصوصا المدينة الإثيوبية. > والتقاط الصور بكاميرات الوفد الإعلامي المصري مع الإثيوبيين وحتى أطفال إثيوبيا.. لقد كانت التغطية الصحفية بعد دورة تدريبية متقدمة حول مشروع سد النهضة فرصة للسياحة في إثيوبيا من أديس إلى أصوصا إلى موقع سد النهضة. > لكن هل تفاجأت وزارة الري المصرية بالبدء في إنشاء السد مثلما تفاجأ الإثيوبيون برقص المصريين وابتهاجهم في أصوصا وهي على طريق سد النهضة؟ > المصريون حكومة.. وهي حكومة الثورة التي مهدت الطريق للديمقراطية المجهضة في رحم المستقبل، كانوا قد اعلموا في فبراير 2011م بأن اثيوبيا بصدد إنشاء سد على نهر الأباي أو نهر النيل الأزرق.. الرافد الأعظم في حوض نهر النيل. > كانت مصر في مرحلة ما بعد مبارك الذي أنقذته السلطات الأمنية الإثيوبية من محاولة اغتيال تقول الاستنتاجات الذكية بأن المحاولة كانت مسرحية رسمت مشاهدها المخابرات المصرية نفسها بإشراف من مديرها عمر سليمان. > ففي مصر كل من يجد فرصة أمامه للوصول إلى السلطة يحاول انتهازها. > قصة انتحار عبد الحكيم عامر..هل انتحر وهو كان يحب الحياة ويحب رقص سهير زكي؟ أم نحروه بعد أن نزلت أسهم عبد الناصر بعد الهزيمة؟ > ومثال آخر.. تحكيه بعسر قصة تأخر السيسي في واشنطن.. لتتفجر الطائرة بإرهاب أمريكي في سماء المحيط الاطلسي. > وأحمد شفيق.. (بتاع الطيران) ورئيس وزراء عهد مبارك في أيامه الأخيرة .. كان سيكون ضحية لطموح قائد الجيش لو فاز في الانتخابات. > كانت ستكون حجة قائد الجيش هي أن شفيق إعادة إنتاج لمبارك، وبالتالي إفراغ الثورة من مضمونها. > حينها كان الإعلام المصري يعكس حماقات بعض الخبراء كمواقف من بناء سد النهضة. > الأمر لم يترك في مصر للخبراء .. وقد تصدى للأمر غير الخبراء .. وظنوا أن الأمر يمكن أن يصلح سوقاً سياسية للكيد لمرسي .. رئيس الجمهورية المنتخب الذي أصبحت مصر بنظامه الديمقراطي المنتخب جديرة بالاحترام وريادة الإقليم العربي والإفريقي والاسلامي. > بل جديرة بالانضمام إلى الاتحاد الاوروبي بديلاً لبريطانيا ترلة واشنطن. لكن دولة يحكمها نظام انقلابي كيف لها ذلك؟ > إدارة الأزمات تتم من الداخل في البرلمان الديمقراطي المنتخب حتى لا يكون الرأي الآخر المخالف لرأي الحكومة جريمة تعاقب عليها السلطات الأمنية خارج إطار السلطة القضائية. > إن الشعب لا ينبغي أن يقاد برأي واحد كالقطيع. > وفي السودان بروفيسور سيف الدين حمد يختلف في الرأي حول سد النهضة مع الباشمهندس كمال علي.. وكلاهما تقلد منصب وزير الري. > فهذا يقول بالمنافع وهذا يقول بالمضار.. لكن تُدار هذه الخلافات في جو ديمقراطي معافى من اضطهاد السلطات للمواطنين .. وإلا اعاد الشعب السوداني انتفاضة (6) أبريل 1985م .. بعد استبداد حاشية الرئيس نميري. غداً نلتقي بإذن الله.