مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : أدركوا الوسط الفني يا هؤلاء


غضب كثيرون من اهل الوسط الفني عندما وصفتهم الفنانة إنصاف مدني في حلقة تلفزيونية بما يشير إلي أنه وسط بلا ترابط أو تكاتف ، وفي راوية خالي من (الآخاء والمحبة) ، وبالتأكيد إنصاف لم تقل ذلك من فراغ أو خيال لكنها تجربة مريرة عاشتها وما زاد مرارتها هو تجاهل الكثير من زملائها وزميلاتها لها ، وهي التي ما كانت ترجو منهم غير السؤال عن أحوالها وسبب إختفائها عن الساحة.
إنصاف ما قالت إلا الحقيقة التي تؤكدها الكثير من الحالات والأمثلة ، ليس آخرها بالطبع الفنان الكبير السني الضوي الذي وجد من تجاهل الزملاء بأكثر مما وجد من أهل السلطة ، وهو الذي كان في أحوج ما يكون لزياراتهم وتفقدهم لأحواله ، لا أكثر ولا أقل ، لكن بعضهم آثر دون حياء أن يسترزق بأغنياته ويتكسب الملايين دون أن يهتز له طرف من خجل ، وغير السني الضوي هناك الكثيرين فيهم من رحل وهو يعاني من ظلم ذوي القربي من أهل الفن ، وفيهم من ينتظر والغصة تطعن في حلقه صباح مساء.
كنا نتمني من الذين غضبوا من حديث إنصاف أو بالأصح عتابها الغليظ عليهم أن يستدركوا خطأ تقصيرهم ويبادروا بالإعتراف بهذا التقصير ويتقدموا بإعتذارات رقيقة لها بدلا من شن الحرب عليها دون مراعاة لزمالة أو غيرها من العلاقات الإنسانية.
الوسط الفني ليس وسط محبة كما كان في السابق كما يدعي بعض أهله بعد أن تحول إلي وسط (همبتة) نهارا جهارا بالقرصنة علي أعمال الأحياء والأموات وجعلها وسيلة للثراء وفي أسوأ الأحوال وسيلة لأكل العيش ، لا يهمهم معاناة زميل أو زميلة ، لكن المهم المال و(الناس جميع ما تهمني).
أقول ذلك مع علمي التام أنه سيغضب الكثيرين الذين أغلبهم جاءوا لهذا الوسط عبر الشباك لأنهم لا يملكون من مؤهلاته إلا إمتلاك (أورغن وساوند سيستم) ، لأن الفنان الحقيقي هو من يحس بإحساس الآخرين ، أفراحهم وأتراحهم فيترجمها إلي أغنيات تغسل الأحزان وتغذي الوجدان وتريح الوجدان وليس بطاقة تحمل صفة فنان..
نعم نعلم أن هناك فنانين كبار ما زالوا يعطونا بارقة أمل تبدو عندنا كسراب ،في أن الحال المائل سينعدل في يوم ما ، لكنهم للأسف ينسون أو يتناسون أن الدور القادم عليهم ، ومع ذلك نثمن حملهم للقضية ونشكر تواصلهم وتفقدهم لأحوال بعضهم البعض وهنا لابد من إشادة بالفنان الإنسان كبير القبيلة الفنية وحادي ركبها عبد القادر سالم ، لأنه ما سمع بفرح أو كره لزميل إلا كان أول الحاضرين ، ومثله يجعلنا نقول (الوسط الفني لسة بخيرو) مع أن الواقع يكذبنا.
خلاصة الشوف
أدركوا الوسط الفني يا هؤلاء