عالمية

حمل شعلة أولمبياد ريو ثم مات


لا شك أن حمله للشعلة الأولمبية التي حطت رحالها في البرازيل لافتتاح أولمبياد ريو 2016 كان حدثا هاما في حياته أرخته عدسات كاميرات عديد وسائل الإعلام، كما سيؤرخ اسمه في سجل أهم جراحي التجميل في العالم، لكن الأكيد أنه لم يكن يخطر بباله ولا لوهلة أن تلك اللحظات المميزة هي آخر لحظات العمر.

فعلا كانت آخر لحظات حياة البرازيلي ايفو بيتانغيي أحد أبرز رواد الجراحة التجميلية في العالم الذي توفي السبت عن عمر ناهز 93 عاما في ريو دي جانيرو حسب ما أفادت به ناطقة باسم عيادته.

ونقلت مصادر إعلامية عن باتريسيا سلوم قولها “توفي ايفو بيتانغيي السبت عند الساعة 17,30 (الساعة 20,30 ت غ) إثر أزمة قلبية في منزله في غافيا” الحي الراقي في ريو دي جانيرو.

والجمعة أي عشية وفاته كان ايفو حمل لفترة وجيزة وهو جالس في كرسي متحرك الشعلة الأولمبية التي حطت في البرازيل في افتتاح أولمبياد ريو مساء في ملعب ماراكانا الشهير.

وعمل بيتانغيي من دون كلل طوال حياته للتعريف بمهنته التي تعرضت للاستخفاف لفترة طويلة وكان أحد روادها في الستينات والسبعينات من القرن الماضي. وأصدر الكثير من الكتب والمقالات العلمية كما شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات.

تلقى دروسه في البرازيل ومن ثم في الولايات المتحدة في سينسيناتي وفي فرنسا حيث كان طبيبا متدربا بين عامي 1950 و1951. وضع الكثير من التقنيات ودرب المئات من جراحي التجميل الشباب طوال مسيرته.

كان يلقب “جراح النجوم” وقد أجرى عمليات لعشرات المشاهير في أوساط الفن والسياسة ولم يكشف يوما عن هويتهم في عيادته الشهيرة التي أسسها العام 1963 في حي بوتافوغو في ريو.

ويقال أن جينا لولوبريجيدا وجاكي اوناسيس واليزابيث تايلورو وميك جامعر كلهم استعانوا بلمسته السحرية على ما جاء في مقالات صحافية لا تحصى ولا تعد.

وأقر هذا الجراح العام 2009 أنه أجرى عملية للص الفرنسي البير سباجياري منفذ عملية السطو الشهيرة على مصرف “سوسييتيه جنرال” في نيس في فرنسا العام 1977 عندما كان فارا في أميركا الجنوبية. ولم يعرف هويته إلا بعد سنوات طويلة.

وكان ايفو بيتانغيي يستقبل مئات الشخصيات على جزيرته الخاصة انغرا دوش رييش في ولاية ريو التي يرتادها الأثرياء والمشاهير في البرازيل.

إلا أن جراح الطبقة المخملية كان يجري عمليات مجانية لآلاف الفقراء من نساء معدمات وضحايا حرائق أو أشخاص يعانون من تشوهات في الوجه في مستشفى سانتا كاسا دي ميزيريكورديا العام في ريو.

وشكل الحريق المدمر في سيرك في نيتيروي قرب ريو في العام 1961 المحطة الأهم والأكثر إيلاما في مسيرته.

وأدى الحريق إلى مقتل 500 شخص غالبيتهم من الأطفال وإلى عدد مماثل من المصابين بحروق خطرة. وكان يومها طبيب طوارئ متخصصا بالجراحة التجميلية وقد أجرى يومها عمليات جراحية على مدى ثلاثة أيام وثلاث ليال متواصلة مع زملائه.

كان يعشق الجمال ولا سيما جمال النساء إلا أنه كان يعتبر أن الاهتمام الكبير بالجسم “ليس ناجما عن الجراحة التجميلية بل عن التسويق الذي يروج لصورة الشباب والجمال”.