منوعات

الألعاب الإلكترونية تسلية منزلية لحماية الأطفال من الخطف


تلجأ أسر عراقية كثيرة، مع تزايد نشاط عصابات الاختطاف في العاصمة بغداد، إلى فرض الإقامة الجبرية على أطفالها. لكن حجز الصغار في المنازل يكلف بين 300 إلى 400 دولار، ثمن شراء جهاز ” إكس بوكس” أو “بلاي ستيشن” لتسليتهم.

ويؤكد عدد من الباعة والتجار في بغداد أن الإقبال على شراء الألعاب الإلكترونية وتوابعها من الأقراص الخاصة، واسع جداً، مما أدى إلى زيادة استيراد تلك الأجهزة من الصين والإمارات والدول الأوروبية.

وأوضح أحد سكان بغداد، ويدعى حسين الربيعي، لـ” العربي الجديد”، أنّ “الأسر تتخوف من خروج أولادها إلى الأماكن العامة، مع ارتفاع معدل عمليات الخطف، مما دفع عدداً منها إلى شراء ألعاب إلكترونية مثل (إكس بوكس)، و(بلاي ستيشن)، لضمان بقائهم في المنازل”.

كما أشار إلى أن “حي القاهرة، حيث أسكن في بغداد، شهد عدداً من حالات خطف الأطفال، انتهت بمساومات مالية فرضها الخاطفون لإطلاق سراح الأطفال المخطوفين”.

من جهته، قال عمر الدليمي، أحد تجار الأجهزة الإلكترونية في سوق الكرادة، لـ” العربي الجديد”، إن “الألعاب الإلكترونية مثل الإكس بوكس، وبلاي ستيشن 4، تجد طلباً عليها بكميات كبيرة، والفئة التي تقبل على شراء تلك الألعاب هي الأطفال والشباب، وأسعارها تتراوح بين 300 إلى 400 دولار أميركي”.

وأكد أن “الأجهزة تحتاج إلى أقراص مدمجة، نبيعها بشكل منفصل عن الأجهزة، وأسعار الألعاب الجديدة الخاصة بجهاز بلاي ستيشن4 تصل إلى 50 ألف دينار، في حين يصل سعر أقراص الإكس بوكس، إلى نحو ألف دينار، وتتضمن ألعاباً متنوعة ومختلفة”.

كما أوضح أن “شراء الأسر تلك الألعاب دفعنا إلى استيراد كميات كبيرة منها، لنفادها من المخازن والمحال التجارية وزيادة الطلب عليها، ونستوردها عبر تجار من الصين والإمارات وأوروبا”، لافتاً إلى “نوع من الأجهزة نستورده من أوروبا نطلق عليه اسم (بالات)، أي الأجهزة المستعملة أو القديمة، التي تعمل وتباع بسعر 200 دولار أميركي”.

وعن تزايد حالات الخطف، أشار ضابط في وزارة الداخلية العراقية، في تصريح لـ” العربي الجديد”، إلى أن “العصابات عادت إلى نشاطها بعد أن تراجعت عمليات الخطف في العاصمة بغداد، ونجحت فرق مكافحة الإجرام، خلال الأسبوع الماضي، في تحرير ثلاثة أطفال مختطفين، وألقينا القبض على أفراد العصابة”.

كما بيّن أن “نسبة جرائم الخطف التي سجلت هذا العام قلّت بالنسبة للعام الماضي، إذ وصلت نسبة الفارق إلى 55 في المائة”، لافتاً إلى أن أغلب أفراد تلك العصابات مجرمون سابقون يبحثون عن المال من ذوي المخطوف.

وتصاعدت وتيرة الخطف في العاصمة بغداد بين عامي 2014 -2016 بشكل لافت، واستهدفت مختلف الأعمار وشرائح المجتمع من عناصر الأمن والتجار والأطباء ورجال الدين وشيوخ العشائر. لكن الكثير من عصابات الخطف تستهدف الأطفال لمساومة ذويهم على مبالغ كبيرة من المال، مقابل إطلاق سراحهم.

ويعزو مراقبون تزايد حالات الخطف في بغداد وباقي المدن العراقية إلى انتشار المليشيات المسلحة وسيطرتها على مفاصل الدولة ومؤسساتها، وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على ردعها بسبب نفوذها الكبير.

العربي الجديد