عالمية

موسكو تقترح على الناتو لعبًا على المكشوف


تناولت صحيفة “إيزفيستيا” المبادرة الروسية حول الطيران فوق بحر البلطيق، مشيرة إلى أن موسكو مستعدة للعمل بشفافية تامة لمنع وقوع الحوادث، وتطلب خطوات مماثلة من الناتو.

جاء في مقال الصحيفة:

تمكنت “إيزفيستيا” من الحصول على بعض تفاصيل مضمون المبادرة الروسية بشأن الحد من المخاطر فوق بحر البلطيق، التي أرسلت رسميا نهاية الأسبوع الماضي إلى دول البلطيق والدول الاسكندنافية. وقد أوضح مصدر مطلع أن الجانب الروسي اقترح إبلاغ البلدان المجاورة عن خطوط تحليق الطائرات والتدريبات، والالتزام بتشغيل جهاز الترددات (ترانسباندر) المثبت في الطائرات، والذي يرسل المعلومات اللازمة عن جنسية الطائرة. ويعتقد الخبراء أن هذه الخطوة ستساعد كثيرا في خفض التوتر في سماء البلطيق، حيث تنشط طائرات الناتو وروسيا في الفترة الأخيرة.

وبحسب قول المصدر، فإن هذه المبادرة تتطرق قبل كل شيء إلى نشاط الطائرات. فروسيا مستعدة لضمان شفافية تامة لنشاط طائراتها فوق البلطيق، وهي تأمل المعاملة بالمثل من جانب بلدان الناتو والسويد وفنلندا، التي نشطت طائراتها الحربية في المنطقة منذ بداية الأزمة الأوكرانية. كما يثير قلق موسكو تحليق الطائرات البريطانية والأمريكية الاستكشافية “RC-135” فوق المنطقة وأجهزة “ترانسباندر” فيها مغلقة.

يقول القائد السابق للقوات الجوية الروسية بيوتر دينيكين: عندما يكون جهاز الإرسال والاستقبال أثناء تحليق الطائرة مشغلا يصبح من السهولة تحديد موقعها. هذا هو مقترحنا السلمي، والآن الكرة في ملعب الناتو.

وقد اعتمد المقترح الروسي على مبادرة الرئيس بوتين التي طرحها خلال زيارته إلى فنلندا يوم 1 يوليو/تموز المنصرم، والتي كانت تتفق مع مقترح نظيره الفنلندي بشأن منع تحليق الطائرات، التي لا تشغل جهاز “ترانسباندر” فوق البلطيق.

وأكد مصدر في الدائرة العسكرية الغربية لـ “إيزفيستيا” بأن ما يقلق العسكريين الروس حاليا هو تحليق طائرات الاستطلاع الأمريكية والبريطانية من دون تشغيل الجهاز.

ويذكر أن طائرة “سوخوي–27” روسية كانت قد اعترضت في شهر أبريل/نيسان الماضي، طائرة استطلاع أمريكية من طراز “RC-135” فوق بحر البلطيق.
ولكن الطائرات الأمريكية بعد هذه الحادثة لم توقف طلعاتها الاستطلاعية، التي زادت عن 40 طلعة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، ما اضطر الطائرات الاعتراضية الروسية إلى مواجهتها. وهذه المواجهات الجوية قد تكون سببا في وقوع حوادث غير مرغوب فيها على خلفية تفاقم علاقات الناتو وروسيا.

من جانبه، أوضح رئيس قسم الأمن الأوروبي في معهد أوروبا دميتري دانيلوف أن جميع إجراءات الثقة فوق بحر البلطيق يجب أن تكون متبادلة.

وأضاف أن خطر الحرب في هذه المنطقة في تزايد، ويجب العمل من أجل خفضه. لذلك يجب أن تكون العملية متبادلة، ولا يمكن أن تكون التنازلات من جانب واحد فقط، وأن هذا من مصلحة روسيا ومعارضيها في أوروبا. وعمليا هذه عملية ثنائية تهدف إلى التوصل إلى نتائج محددة.

وقد أكد رئيس الإدارة الرئيسة للتعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاع الروسية سيرغي كوشيليوف، يوم 4 أغسطس/آب الجاري، استعداد روسيا لمناقشة مسائل الأمن فوق بحر البلطيق مع ممثلي وزارات الدفاع في لاتفيا وليتوانيا وإستونيا وبولندا والسويد وفنلندا، وقد تم إرسال مذكرات بهذا الشأن إلى هذه الدول.

روسيا اليوم