مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : هو الحاصل شنو


سألت فنان كبير ممن نظنهم كبارا : لماذا لا تغنون للوطن ؟ فاجابني بغباء يحسد عليه :وما هي المناسبة .. ذكرى الإستقلال لسة.
وأخاف اليوم أن أطرح ذات السؤال علي كبارنا وصغارنا من الفنانين وأشباه الفنانين : ماذا سيقدموا لنا وبلادنا تستشرف مرحلة جديدة ، هي مرحلة سلام ووئام بمشيئة الواحد الذي لا ينام ، وأخاف أن تأتيني الإجابة (هو الحاصل شنو).
هذا هو للأسف الشديد فهم الكثير من الذين نحسبهم كبارا ويشاركهم في الفهم من جاءوا للساحة الفنية عبر (الشباك) وعن طريق الصدفة، لذلك ليس غريبا أن يغيب الغناء الوطني عن ساحتنا وعن أجهزتنا الإعلامية التي ما زالت حتى اليوم تلجأ لمكتباتها (العتيقة) عند كل مناسبة وطنية ، لأن لا وقت لدى السادة (المغنيين) والسيدات المغنيات يهدرونه في الغناء للوطن طالما أن أغنيات (أنا ورندة قفلنا البرندة) و(حرامي القلوب تلب) هي التي تدر الملايين على أرصدتهم في البنوك ، لذلك كان من الطبيعي أن تفشل الكثير من مهرجانات الأغنيات الوطنية من لدن (سباق الأغنيات) وحتى مهرجانات الثقافة المتعددة ، كلها لم تقدم لنا أغنية وطنية تحاكي (وطن الجدود) وأخواتها ، وكلها لم تحرك شعرة من أولئك لأن أحاسيسهم الوطنية (متحجرة) ، إلا قلة مبدعين من الفنانين الذين يعلمون أن الفن رسالة وحضور فاعل في كل مناسبات الوطن.
إن الغناء للوطن هو غاية الغايات وأسمي الإبداعات ورسالة الفن الأولى التي لا تسبقها رسالة ، لأننا إكتفينا وشبعنا من أغنيات الدموع وإطفاء الشموع وإلهاب العواطف وتحريك الأبدان وتسميم الوجدان ، لذلك نكرر رجاءاتنا لإخواننا وأخواتنا من الفنانين والفنانين بضرورة أن يسمعونا أغنيات نغني معها للحب والسلام ، تغذي في دواخلنا إحساسنا بوطن هو ليس كالأوطان لأنه السودان الذي يستحق أن نغني له صباح مساء ، وأن نشجع كل ما يدعو للمحبة والسلام بيننا نحن أبنائه في ربوعه المختلفة ،
مؤسف والله ويدعو للخجل أن يموت فينا الحس الوطني لدرجة جعلتنا نعبر عن أفراحنا في جميع المناسبات الوطنية بأغنيات وصل عمرها لنصف قرن من الزمان
خلاصة الشوف
للمرة الألف اقول : ليت الإخوة في قناة النيل الأزرق خصصوا برنامجهم (نجوم الغد) للتنافس في الأغنيات الوطنية، بدلاً عن ترديد أغنيات الأموات، وتقديم فنانين وفنانات للساحة لا هم لهم إلا الشهرة.