حوارات ولقاءات

في أول حوار للسكرتير السياسي للشيوعي محمد مختار الخطيب بعد اعادة انتخابه


شهدت الأسابيع الماضية تصاعدا للأحداث في دوائر الحزب الشيوعي بعد فصل القيادي وعضو اللجنة د.الشفيع خضر وأربعة من القيادات من بينهم عضو آخر باللجنة نفسها هو حاتم قطان، تم خلالها تبادل اﻹتهامات بين المفصولين وقيادات بالحزب طرحت العديد من التساؤلات حول كيفية إدارة الصراعات داخل هذه المؤسسة,وقد عقد الحزب الشيوعي مؤتمره العام السادس في ظل تلك الظروف وأيد المؤتمر قرارات اللجنة المركزية فيما يخص المفصولين كما أتخذ العديد من القرارات حول الاتجاهات السياسية المستقبلية للحزب، كما إنتخب المؤتمر أعضاء اللجنة المركزية للحزب الذين بدورهم انتخبوا المكتب السياسي وحددوا الأستاذ محمد مختار الخطيب سكرتيرا سياسيا مجددا للحزب، وللوقوف على كل ما شهدته ساحة الحزب من أحداث نحاور فيما يلي السكرتير السياسي المنتخب للحزب في أول حوار يجري معه بعد توليه المنصب.

دار لغط كبير قبل انعقاد المؤتمر العام لحزبكم بخصوص فصل عضو اللجنة المركزية د.الشفيع خضر واتهمتهم بالتأمر عليه وتم التشكيك في الإجراءات التي تمت بحقه؟
قضية الشفيع تتمثل في الخروج عن الأطر التنظيمية والدعوة لأفكار يمكن أن تطرح من خلال قنوات الحزب، بجانب غيابه المستمر عن المكاتب المسئول عنها تنظيميا سواء على مستوى اللجنة المركزية أو العلاقات الخارجية أو اجتماعات المكتب السياسي وكذلك قيامه ببعض اﻹتصالات التي لم يكلف بها حول قضايا كبيرة مثل ملف العلاقة مع الصين، حيث حضر مناسبة اجتماعية لزواج ابن رئيس الحزب الشيوعي الصيني واتجه من خلالها نحو خلق علاقات مع الحزب الصيني دون ان تكلفه اللجنة المركزية بهذا العمل، ويعتبر هذا عمل كبير وغير متفق عليه، كل هذه الأسباب أدت لإجراء تقصي حقائق معه ثم أخيرا تم إصدار قرار بفصله عن الحزب.

لماذا اتخذت اللجنة المركزية قرار فصل الشفيع قبيل انعقاد المؤتمر، وهل يدل هذا علي تخوف بأن يأتي سكرتير عام للحزب بحسب ما راج في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي؟
هذه تصورات ممكن ان نسميها تصورات خيال لأنه ليس هناك من يسعي لإبعاد إي احد يسعى لتبوء منصب داخل الحزب، وعلى المستوى الشخصي أنا لم أكن في اتجاه ان أرشح نفسي مرة أخرى، وتم ترشيحي من اﻷخرين، وبالتالي ليس هناك جهة لديها مصلحة في ذلك الشأن وفي النهاية منصب السكرتير السياسي ليس منصب للوجاهة الاجتماعية بقدر ما هو منصب لمهام ومسؤوليات محددة اتفق حولها الزملاء في الحزب كله في داخل المؤتمر العام لانتخاب اللجنة المركزية والتي بدورها تنتخب بعد ذلك السكرتير السياسي، كما ان العلاقة داخل الحزب علاقة زمالة وعلاقة مناضلين ثوريين توحدوا في سبيل تحقيق أهداف محددة وهم يختارون من بينهم من يتبوأ هذا المنصب أو ذاك خلال هذه المرحلة لانجاز المهام والمسؤوليات المحددة، وهو شكل تكاملي والقيادة داخل الحزب قيادة جماعية ولا يوجد شخص ينفرد بكلمة أو رأي يخضع له الآخرين.

هناك حديث رائج بان الشفيع مدعوم من شباب الحزب بسبب دعوته للإصلاح والتغيير، وقد كشفت هذه القرارات انه يجد نوعا من المساندة لاسيما من خلال الضجة الكبيرة التي تصادفت مع القرار؟
عموما نقول عقد المؤتمر وكان فيه عمل جدي وديمقراطي واسع ويعتبر المؤتمر هو تتويج لمؤتمرات عدة على مستوى قواعد الحزب واجتماعات كثيرة، وناقش الأوراق المقدمة ووضعت أراء حول هذه الأوراق ومقترحات لتطويرها، وكذلك قدمت توصيات ومشاريع قرارات من القاعدة إلا ان توجت في المؤتمر العام، وهؤلاء الذين مثلوا في المؤتمر غالبيتهم من الشباب الذين تم اختيارهم كمناديب من القواعد، والمؤتمر العام أيد قرار اللجنة المركزية بفصل الشفيع.

سؤالي محدد هل توجد مساندة من الشباب داخل الحزب للشفيع أم لا؟
المؤتمر يعبر تماما عن قاعدة الحزب وهي اغلبها من الشباب والمرأة.

هل تتوقعون تداعيات تنظيمية بسبب فصل الشفيع ومجموعة القيادات مثل خروج البعض من الحزب أو الانقسامات؟
أولا المؤتمر كان حدثا أكد عدم وجود تصدعات داخل الحزب، ويعتبر المؤتمر هو العقل الجمعي للشيوعي، وليس هناك أي بوادر ان يكون هناك انقسام داخل الحزب، قد يختار البعض الذهاب، وهذا خيارهم إن أرادوا لكن على العموم المؤتمر كان ديمقراطيا وخرج بالحزب موحدا ومتماسكا تنظيميا وفكريا وسياسيا.

أخذ عليك نقلك للقضية للإعلام وتشددك حيالها وتم وصفك بأنك تستهدف المفصولين بشكل شخصي وانك تقود تكتلا مع المسئول التنظيمي السابق (رسالة الشفيع وحوارات حاتم قطان )ماهو ردك علي ذلك ؟
أنا بالعكس من اقل الناس تحدثا للإعلام في القضايا الداخلية، وفي الأساس ما أخذ على الشفيع والآخرين بأنهم يتحدثون خارج الأطر التنظيمية، وأنا لم أتحدث لأي صحيفة عن هذه القضية ودائما كنت اصد الصحفيين عن الحديث في هذا الشأن لأنها قضية داخلية وتهم قيادة وقواعد الحزب.

مقاطعه هل يوجد صراع شخصي بينك والشفيع خضر؟
ليس لدي أي صراع شخصي مع الشفيع خضر .

الطرح الفكري الذي يقوده د.الشفيع قديم منذ وجود السكرتير السياسي السابق لحزبكم الراحل محمد إبراهيم نقد لكن الرجل احتواه ولم يقدم على فصل أصحابه ماهو تعليقك؟
نحن لسنا ضد الأفكار التي يحملها الأعضاء والصراع الفكري هو في الأساس واحد من وسائل تطور الحزب ولكن اﻷساس ان تطرح الأفكار داخل الحزب، والخروج عن هذا المنهج نحن ضده، والشفيع فصل لأنه خرج عن هذا المنهج التنظيمي وليس لأفكاره، في المعالجات التاريخية وبعد سقوط وانهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي كانت هناك أزمة حقيقية طرحت تساؤلات حول لماذا انهار المعسكر الاشتراكي وهل الخلل في النظرية الاشتراكية أم في التطبيق وقد تم نقاش واسع حول تجديد الحزب واستمرت المناقشة لفترة طويلة بلغت(15)عام ,وحدد ان إلية حسم المناقشة هي المؤتمر الخامس والذي تم التوافق خلاله على اﻹبقاء على اسم الحزب الشيوعي وأن يعبر الحزب عن مصالح الطبقة العاملة وان الماركسية هي النظرية والمنهج للحزب، وقد تكون هناك أقلية ضد هذه الرؤية لكنها حسمت وفق دستور الحزب حيث يتوجب على الأقلية ان تتبع ما توافقت عليه الأغلبية وتدافع عن رأي الأغلبية، ومن حقها ان تحافظ علي آراءها وتطرحها من داخل قنوات الحزب الداخلية في الهيئات ليتم نقاش حولها، والخط الذي اتفق عليه العضوية وتوافق عليه الحزب يحدد الممارسة وفي حال تأكد ان الخط السائد غير صحيح يمكن ان يتم التراجع عنه ولا سبيل لتجاوز هيئات الحزب.

رغم ما قلته اﻹ ان هذه اﻷراء ظلت تطرح علنا خلال حياة السكرتير السابق للحزب ولم نشهد حالات فصل ﻷصحابها؟
هذه المقاربة للقضية غير صحيحة والخطيب لم يفصل الشفيع ولا يملك الحق لذلك وغير صحيح ان تتم مقارنه بين نقد والخطيب، لان فصل الشفيع تم بسبب خروجه على اﻷطر الحزبية وغيابه المتطاول والمستمر عن العمل التنظيمي وقد تم التحقيق معه كما أعطي كل الفرص للدفاع عن نفسه ومواقفه ورؤاه ومن ثم اتخذت اللجنة المركزية قرار الفصل، وحقيقة الشفيع لم يقدم استئناف للمؤتمر العام لكنه وجه رسالة للمؤتمر رغم انه ليس استئناف حقيقي لكن المؤتمر قرر مناقشه الرسالة التي بعثها له وكانت من ضمن الاستئنافات والمؤتمر هو الذي أيد القرار بأغلبية ساحقة (226) هم مؤيدين للفصل و(30)ضد الفصل و(9) امتنعوا عن التصويت.

ذكر القياديان الشفيع خضر وحاتم قطان بأنك تقود تكتلا للوصول لمنصب السكرتير السياسي ما صحة ذلك ؟
هذا هراء أيضا بالعكس تمت ممارسة ديمقراطية واضحة إمام كل الحضور وتم ترشيحي بعد تكوين اللجنة المركزية ووقفت الأغلبية مع الترشيح ليكون الخطيب السكرتير السياسي للحزب خلال الفترة القادمة لنمضي في المسيرة التي كنت فيها الفترة الماضية.

كشفت الأزمة الأخيرة عن حالة واسعة من التفاعل وسط وسائل التواصل الاجتماعي من عضوية الحزب مما شكل خروجا علي تقاليد حزبكم لماذا برأيك تلجا عضويه الحزب للتعبير علنا عن رفضها لقرارات الحزب الذي تنتمي إليه؟
ليس كل من يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي هم أعضاء بالحزب بل قد يكون هناك من يعملون علي أساس إرباك الحزب، والشئ الأهم هو ما دار في داخل هذا المؤتمر كان واضحا بشكل ديمقراطي وخرج الحزب بفضله متماسكا بخطه السياسي والفكري والتنظيمي وبالتالي أي حديث في المواقع لا يمثل الحزب.

هل ترصدون هذه الآراء وتدرسونها وكيف ستتعاملون مع هذه الظاهرة؟
ليست كل هذه أراء لمصلحة الحزب، بل أقول بوضوح أن كل أعداء الحزب يعملون علي إضعافه لان الحزب الشيوعي يمثل مصالح طبقات لا تتماشي مع مصالحهم ورؤاهم، وبالتالي يشنون الهجوم علي الحزب ويحاول إبعاده لكن الشيوعي قوي وسائر في دربه من خلال تحقيقه انتصارات واحدة تلو الأخرى، والدليل علي ذلك نجاح المؤتمر السادس الذي أكد السير علي مناهجه التي ارتضتها عضويته.

كونتم لجان تقصى عن الوثائق التي تسربت ماذا اتخذتم في هذا الشأن من قرارات؟
ستعلن خلال الأسابيع القادمة نتائج لجان التقصي، وفي حال تأكد ان تسريب كان ضد سلامه وامن الحزب من الضروري ان يساءل من قام بذلك، ولكن ليس الإيقاف هو الأساس بل الأهم كيف تم التسريب وبالتالي معالجة هذا الاختراق والتسريب للوثائق هذا هو الأساس وبالتالي محاسبة من قام بالتسريب وضروري ان نتأكد من ان من قام بالتسريب عن حسن نية أم تم عمدا وهي درجات وبالتالي تتخذ الإجراءات حول أسباب ومسببات ما تم وممكن ان يكون في إطار الثرثرة مع زملاء في مكان عام أو قد يكون هناك قصد في تسريب إسرار الحزب للخارج لذلك يختلف موقف إلي موقف .

كم هو عدد الأشخاص الذين قاموا بتسريب معلومات الحزب؟
هناك لجان تعمل في هذا الشأن كما قام عدد من الذين توصلت اللجان بتورطهم في التسريب بالاستئناف وتنظر اللجان في ذلك وهذه القضايا هي شان داخلي للحزب لا نتحدث فيها ألان .

أحزر صديق يوسف وكذلك صالح محمود اعلي الأصوات لماذا تم تجاوزهم في اختيار السكرتير السياسي وجاء الخطيب رغم انه لم يأت باعلي الأصوات؟
القضية هي قضية دستور تنتخب اللجنة المركزية ثم تأتي لتنتخب لتوزيع المناصب ثم تضع كلا في مكانه المناسب واخترت لمنصب السكرتير السياسي ليس بالضرورة من نال اعلي الأصوات داخل المؤتمر هو الذي يتبوأ منصب السكرتير في النهاية العمل داخل اللجنة المركزية عمل تكاملي بين هذه العضوية داخل اللجنة وداخل المكاتب التي أنشئت ليتم قيادة الحزب من خلالها.

اغلب من يهاجموك يشككون في قدراتك الفكرية مقارنة بالسكرتيرين السابقين للحزب كيف تنظر لذلك؟
ماهو قياسهم في ذلك؟ عموما الذي يحدد هذا عضويه الحزب واللجنة المركزية .

ماهي أهم الملفات والمهام التي توليتها وابرز ما قمتم بتحقيقه قبل وبعد المؤتمر؟
علينا ان نعد نقاشات الأوراق التي تمت داخل المؤتمر وكونت لجان وهذه اللجان تعمل علي إضافة النقاشات داخل الأوراق المجازة الخاصة بالحزب كما نعمل علي توزيع المكاتب بالصورة الصحيحة علي ان نجعل الرجل المناسب في المكان المناسب وعلي وضع اللوائح التي تحكم الفترة القادمة

هناك حديث عن تغيير بعض بنود دستور الحزب ما هي أهم التعديلات التي تمت؟
دستور الحزب تم النقاش حوله داخل المؤتمر ومناقشة التعديلات التي قدمت من اللجنة المركزية وأجاز المؤتمر بعضها وأضاف إليها وبالتالي هذه التعديلات ستضمن داخل الدستور.

ماهي ابرز التعديلات الجديدة المجازة في الدستور؟
ليست هناك تعديلات جوهرية، مثلا اجتماعات اللجنة المركزية بعد أن كانت تكتب أربعه مرات خلال العام تم تحديدها اجتماع كل ثلاثة شهور، كما شدد الدستور على تمسك الحزب بالديمقراطية، ورفض المؤتمر اقتراحاً بأن يكون المنصب الأعلى في الحزب هو السكرتير عام والمؤتمر وابقي على منصب السكرتير السياسي كما هو، وأيضا ثبت المؤتمر ان تكون الديمقراطية المركزية هي أساس الحزب الشيوعي كحزب ثوري والمركزية هي الأساس لكن الوصول إليها عبر الديمقراطية.

ذكر البعض ان إسهاماتك التنظيمية لا تؤهلك لهذا المنصب، متي التحقت بالحزب الشيوعي وما هي الملفات التي توليتها وصولا للجنة المركزية؟
لقد التحقت بالحزب عام 1970م وعملت في مجالات متعددة منها النقابي والتعاوني، كما عملت في اتحاد الشباب السوداني والجمعيات الخيرية والأندية واتحادات الطلاب، وبالتالي معرفتي واسعة بالعمل النقابي والجماهيري والتنظيمي، وقبل ان انتخب لمنصب سكرتير سياسي كنت في المكتب التنظيمي المركزي.

هناك اعتقاد لبعض الناس بأن الشيوعي أتى بالخطيب لمنصب السكرتير السياسي بإعتبار خلفيته كمزارع والشيوعي يساند الطبقة العاملة ويتحالف تاريخياً مع المزارعين لذلك لم يأت بمحامي أو مهندس لهذا المنصب ما هو تعليقك؟
هذا حديث غير حقيقي ماذا كان عبد الخالق محجوب حسب تعليق هولاء؟!فالحزب يختار من هو مناسب للمنصب لأداء مهام ومسؤوليات محددة، ويضع من يري انه يستطيع ان يقود هذا العمل وليس علي أساس المهنة ولكن كلنا جميعا مزارعين أو غير مزارعين منحازين للطبقة العاملة.

هناك أحاديث ترددت من بعض المفصولين في الإعلام حول ظهور تكتلات جهوية وعنصرية كانت وراء في اختيارك للمنصب خلال المؤتمر ماهو تعليقك؟
أولاً هذا الحديث غير صحيح ومضلل، والمؤتمر عمله الأساسي أن تقدم له أوراق ومشاريع ترسم الخط الفكري والسياسي والتنظيمي للحزب ويتم توافق حول هذا الخط، وبعد ذلك يتم اختيار اللجنة المركزية التي تنفذ هذا الخط الحزبي في جبهاته المختلفة، بمعنى أن الاختيار يتم وفق أسس وقواعد وليس عن طريق التآمر، ويتم يختار العنصر المناسب في أي منصب للقيام بمهامه ومسؤولياته، والحزب هو اتحاد لثوريين لتحقيق أهداف محددة، ومناهجنا وأدواتنا تتأسس على الديمقراطية أولا، والمؤسسية تعني ان لا تصدر القرارات من فرد، بل تعبر عن العقل الجمعي للمؤسسة، ليست هناك جهوية بل هناك توافق في العمل والحديث عن وجود صراعات حول المناصب كذب وتضليل.

هل أنت راض عن قرارات المؤتمر السادس رغم المرارات التي يعيشها الحزب من مفصولين وموقوفين؟
الحزب خرج من المؤتمر السادس موحداً وبرؤى واضحة حول خطه السياسي، ورغم مناقشة قضية خط الحزب وطبيعته الطبقية خلال (15) عام وحسم في المؤتمر الخامس، ولكن أيضا في المؤتمر السادس رسخنا هذا المنهج والنظرية كما أكد المؤتمر على اسم الحزب وغيره وكان واضحا ان المؤتمر أكد على توصيات المؤتمر الخامس.

هناك بعض القيادات داخل الحزب تتخوف من عدم تنفيذ توصيات المؤتمر العام ويشيرون إلي عدم تنفيذ بعض توصيات المؤتمر الخامس؟
كل توصيات المؤتمر الخامس تم انجازها وتمت محاسبة اللجنة المركزية خلال المؤتمر الذي من ضمن مهامه ان يتم محاسبة اللجنة المركزية في تنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمر قبله، ولم يبرز أي وجه أدانه للجنة المركزية بأنها لم تنفذ توصيات المؤتمر السابق.

ما هي التوصيات التي أقرها مؤتمر السادس للتعامل مع الوضع السياسي للبلاد لاسيما وقد رفض حزبكم التوقيع علي خارطة الطريق والحوار الجاري حاليا بأديس أبابا؟
اللجنة المركزية تعمل على تنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمر بأعتبارها الهيئة الأعلى مابين المؤتمرين، وقد أمن المؤتمر على خط الحزب كما أكد على عملنا في سبيل الوصول لمرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية وبناء الاشتراكية، وبالضرورة فإن العائق إمام تنفيذ هذا البرنامج هو وجود هذا النظام الشمولي الأحادي، ونحن في طريقنا لإنجاز وتحقيق تحول ديمقراطي بالبلاد نناضل ونعمل لخلق أوسع جبهة جماهيرية لإزالة وتفكيك نظام الحزب الواحد وقيام دولة مدنية ديمقراطية، وقد تواضعنا مع حلفائنا في قوي الإجماع الوطني وكذلك في نداء السودان انجزنا ميثاقا يعتبر برنامجا ينفذ بعد إزالة النظام، وأكدنا على عقد مؤتمر دستوري قومي لحل الأزمة السودانية بمشاركة كافة أهل السودان، وهذا هو طريق النهوض الحقيقي للبلاد من خلال اتفاقنا على كيف يحكم السودان، وكيف تدار السلطة والثروة، وكيف تكون هناك تنمية عادلة مع الاهتمام بالمناطق المتخلفة تنمويا بشكل أكبر وتوزيع الخدمات بعدالة وكيفية إدارة التنوع ونحولها إلى عنصر يساعد في انصهار حقيقي لشعب السودان بما يؤدي لتعزيز واستدامة السلام في البلاد.

بعد توقيع خارطة الطريق يري المراقبون ان الشيوعي سيصبح معزولا عن الساحة السياسية؟
نحن لا نخاف من العزلة ما دمنا على قناعة بسلامة خطنا العام واقترابه من نبض الشعب، الذين يتحدثون عن العزلة وهم يشيرون للقوى السياسية التي ذهبت للحوار نقول لهم بأننا على ثقة بان ما يتم في أديس أبابا لا يحل الأزمة السودانية فالنظام لم يتجه حسب تقديرنا من توفير مطلوبات الحوار وهذه قضية أساسية لا يمكن أن نتجاوزها، التوقيع علي خارطة الطريق لا يقود إلي ديمقراطية حقيقية وإنما يقود إلي إصلاحات سياسية واقتصادية شكلية، وقد يوقف الحرب إلي حين، لكنه لن يحل جذور الأزمة العامة التي تقود للحروب واﻹقصاء، وبالتالي نحن سنعمل مع الجماهير وهذا كفيل باختراق إي عزلة متوهمة، نحن لا نعتبر أنفسنا معزولين ما زلنا نحمل قضايا الجماهير وتعمل في سبيل التطلعات الحقيقية لشعبنا.

ما هي قراءتك لمرحلة ما بعد التوقيع علي خارطة الطريق وكيف ستتعاملون مع معطياتها سواء كانت ايجابية أو سلبية؟
البلاد حاليا في وضع ثوري بمعني ان هناك عوامل انتفاضة ناضجة وفق العوامل الموضوعية للثورة، والتي تحدد بالأتي هذا النظام وصلت به الأزمة لمرحلة لا يستطيع ان يحكم فيها بنفس الشكل أو الأسلوب الذي كان يحكم به، بجانب الصراعات الداخلية بين عناصره، وغرقة في دوامات اﻷزمة اﻹقتصادية المعقدة التي لا يوجد بصيص أمل بتخطيها وفق تخبط سياساته المتبعة، وعلى الجانب اﻵخر فإن الشعب السوداني قد تعمقت لديه القناعة بأنه ليس هناك حل في إطار هذا النظام وسياساته، ووجود هذا النظام يقود إلي مزيد من البؤس والشقاء، وأن هناك ضرورة لزواله، ويمكن تلمس ذلك في الشارع ومن خلال دلالات ومؤشرات عديدة ومتراكمة، هذا التراكم الذي تغذيه حالة النهوض والحراك في الشارع، والأزمات في شمال السودان السدود، وفي مشروع الجزيرة وسط المزارعين أو في مناطق في بعض المدن من وقفات احتجاجية ضد بيع الأراضي أو الغلاء أو الحريات، كل هذه التراكمات تغذي الحالة الثورية وتقترب بنا يوميا من اﻹنتفاضة الشاملة في كل إنحاء السودان، الحكومة تفرض يوميا المزيد من الجبايات والضرائب وترتفع أسعار السلع تبعا لذلك، وذلك في سبيل المحافظة على وجود الدولة وحمايتها وهذه عوامل موضوعية بالضرورة يجب ان يتبعها عامل ذاتي يتمثل في جمع القوى المضادة للنظام والتي تتوق لتغيير حقيقي عن طريق الانتفاضة وهذا هو دورنا نحن في الحزب الشيوعي والقوي السياسية عموما علي أساس رفع الوعي بان هناك وضع ثوري وتجميع الجماهير وخلق منابر معها إلى ان تحدث اﻹنتفاضة .

كيف سيتعامل الشيوعي مع حلفائه في قوي نداء السودان الموقعة علي خارطة الطريق؟
التحالف لا يتم بين الأحزاب علي أساس مصالح بل جمعنا التحالف علي أساس قضايا وأهداف معينة، وفي حال خروج أي حزب عن الأهداف التي ننضوي تحتها، وذهب للجانب الأخر يصبح عمليا ليس هناك تحالف معه لذلك تحالفات الحزب الشيوعي مع الأحزاب تحالفات إستراتيجية، اما التحالفات المؤقتة أو غير الدائمة تكون لتحقيق أهداف محددة، وبالتالي يبدأ الصراع من جديد، وما توافقنا عليه هو العمل لزوال هذا النظام وفي حال أي قوى خرجت عن ذلك وشاركت مع النظام فهي ستصبح جزءا من النظام وبالتالي ينتهي التحالف معها.

هل سيكون موقف الشيوعي مع حلفائه مثل موقفه مع الشعبي بعد انضمامه للحوار؟
الشعبي كان في قوى الإجماع الوطني وبعد ذهابه للحوار انتهي التحالف معه.

الخرطوم :مشاعر دراج
صحيفة ألوان