عمر الشريف

السودان يحتاج الى من يواسيه


هذا البلد الذى عُرف بخصوبة أرضه وكثرة ثروته الحيوانية والمعدنية وتوفر مياهه الجوفيه والنيليه وكبر مساحته الزراعية وطيبة وكرم شعبه وتعدد قبائله وثقافاته يشتكى اليوم من شعبه ويحتاج الى من يواسيه ويرفع من مكانته . الشعب السودانى أصبح اليوم بين مهاجر ومستقر مستنكر يركض ليلا ونهارا لتوفير لقمة العيش والعلاج والتعليم أصبح السودان يبحث عن مكانته بين دول العالم من الناحية الاقتصادية والسياسية والرياضية ويحلم بناطحات السحاب وجمال الطبيعة وإستقرار العملة مثل دول الغرب والشرق .

أكثر من نصف قرن يعيش السودان فى الفيضانات والأمطار الغزيرة التى تهدم المنازل وتخلف الأمراض وتقطع الطرق سنويا ومازال ينتظر المساعدات الشعبية الداخليه والخارجية لانه لا يوجد فيه مواطن وطنى يخاف عليه . بنفس الفترة تشتكى أرضه وتبحث عن من يستثمرها ليستفيد من خصوبتها وبكرها ويحسن الطرق ليسهل التنقل وربط مناطق الإنتاج بمراكز الاستهلاك والتصدير لكن لا توجد أذن تسمع ولا قلب يرأف ولكن العين تدمع . يتخرج من السودان سنويا أعداد كبيرة من الأطباء الذين فضل بعضهم الهجرة ليفيد شعوب الدول الأخرى وشعبه يبحث عن العلاج بين الدول .

السودان الذى إشتهر بزراعة القطن وتصنيعه محليا أوتصديره قبل أن تعرف الدول البترول والإستفادة منه . أشتهر السودان بالصمغ العربى تلك السلعة التى توفر العملة الصعبة سابقا أصبح اليوم يبحث عن القروض الربوية . الثروة الحيوانية التى تعد من أكثر الثروات فى منطقته أصبحت عديمة الفائدة بعدم الإهتمام وتوفير المرعى وكثرة الضرائب والزكاة التى تؤخذ أحيانا بعيدا عن الشرع وتذهب الى العاملين عليها وغير المحتاجين إليها .

التعليم فى السودان الذى كان يتمناه كل مواطن عربى وإفريقى أصبح اليوم زيادة فى الجهل حيث كثرة الجامعات التى تفتقد مقومات الجامعة حتى وصلت أعرق جامعة فيه الى زيل المجموعة بعد أن كان ترتيبها فى الأوائل . الرياضة حدث ولا حرج لقد إنتهت منذ سنوات وتطور الفن الهابط نتيجة الفراغ والعطالة حتى اصبح لكل مواطن فنان لا يفهم ما يقول .

المعارضة بشقيها اصبحت مثل عدد الجامعات لكل منها هدف يبحث عنه وتركوا هدفهم الرئيسي ( الوطن والشعب ) لكنهم يتحدثون بأسم الوطن وينادون الشعب ليغير الحال . الحكومة التى أغلقت عينيها وأذنيها لكنها أطلقت أياديها بالبطش والرسوم والتشريد وتكتيم الأفواه حتى طالت مدتها . الصحافة التى تعتبر هى المرآة الحقيقية للشعب وهى المعارضة النزيهه طالها الكبت والجبروت والفساد بشراء بعض الأقلام . لقد ضاع السودان بسبب شعبه وضاعت أرضه وثرواته وإنسانه واليوم ما تبقى يبحث عن من يواسيه ويدفن ما تبقى منه .

السودان يبحث عن من يستفيد من مياهه وثرواته ويعمر ويستثمر أرضه والشعب يبحث عن من ينقذه ويرفع عنه الظلم ويوفر له العيش الكريم والأمن ويعالج مريضة ويعلم جاهله . النيل يبحث عن من يستفيد من طوله وعذوبة مياهه وخصوبة ضفافه والطرق تبحث عن من يعمرها ويصينها والمواطن داخل السودان يبحث عن هويته والمهاجر منهم يبحث له عن دولة تأويه مقابل يبيع وطنيته ويتخلى عن جنسيته.

فهل هب الشعب ليعيد لهذا الوطن مكانته ويعيد الى نفسه كرامته .

التحيه للإخوه الذين فقدونا وسألوا عنا خلال الفترة الماضية كانت للأسباب صحيه .