مقالات متنوعة

اسامة عبد الماجد : تفكيك الدولة


٭ في اليوم الذي تلى توقيع قطاع الشمال وحركات دارفور وحزب الأمة على خارطة الطريق، أجرى الزميل النابه بهذه الصحيفة عمار محجوب حواراً استباقياً قرأ من خلاله مسارات جولة التفاوض، مع رئيس الحركة الشعبية جناح السلام عرديب محمد أحمد.
٭ كانت نظرة عرديب أقرب للتشاؤمية حين قطع ، بأن المفاوضات لن تأتي بجديد والحركة الشعبية ستستمر في المراوغة ، ولكنها كانت واقعية وتأكد صحة رؤيته.. سأله عمار هل التوقيع على الخارطة سيفتح الباب لتحقيق السلام في السودان قريباً؟
٭ أجاب بالإيجاب ولكنه قال: “لكن التسوية ستأخذ وقتاً طويلاً، الحركة تحتاج لفترة زمنية ليست بالقصيرة لكي تتأقلم مع السلام وتنسى أن لديها قوات، وهاهي الحركة (تتجرجر) ، وتتلكأ وتتسبب في انهيار جولة مهمة.
٭ خطة الشعبية باتت واضحة للعيان وهي تفكيك الدولة .. عرديب مضى في ذات الاتجاه عندما قال إن عرمان يسعى لإسقاط النظام وإقامة دولة علمانية في السودان .. لذلك نظرة الحركة لمجريات الأحداث خالية من السلام.
٭ بدأت خطوات الحركة لتفكيك النظام منذ قدومها في العام 2005م عندما بدأت تلامس قوانين المؤسسات النظامية، الآن تعيد الحركة السيناريو بشكل مختلف، حيث تتحدث عن ما أسمته هيكلة الدولة.
٭ خطة الحركة التي تعمل جاهدة لتنفيذها حال قدمت للخرطوم ستفضي دون شك إلى سودان شبيه تماماً بالعراق الذي يعاني حالة من التشظي والاحتراب والوجود الداعشي الذي تمدد بشكل كبير.
٭ قوة أي دولة تتمثل في قوة مؤسساتها ، خاصة النظامية وعلى رأسها القوات المسلحة .. الحركة تعلم أنها ستفقد الكثير حال حاولت المساس بالجيش السوداني ولذلك تبحث عن مبررات لاستبقاء جيشها.
٭ مماطلة الحركة مستمرة ، جاءت ووافقت بوجود جيش واحد .. بعد أن تيقنت أن الحكومة لن ترتكب إثم نيفاشا مرة أخرى بوجود جيش ثاني بجانب المؤسسة العسكرية السودانية العريقة.
٭ الحركة الشعبية تخادع نفسها، بمحاولة الالتفاف على الإبقاء على جيشها ، فكرت وأعلنت أن الدفاع الشعبي هو جيش المؤتمر الوطني ، وبالتالي جوزت لنفسها حق الاحتفاظ بجيشها.
٭ الأمر بات واضحاً للحكومة ، ولا يحتاج لتفسيرات ، الحركة تعمل وفق خطة إطالة امد التفاوض وعينها خارج حدود البلاد بمتابعة الأوضاع في الجنوب الذي يحتضنها ، وبانتظار انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي بارك أوباما.
٭ آن للحكومة أن تستنفر طاقاتها وتوظف علاقاتها الخارجية بشكل كبير لأجل إجبار الحركة على العودة للتفاوض ، خاصة وأنها وقعت على خارطة الطريق والتي هي ذات الأطروحة التي رفضت التوقيع عليها قبل خمسة أشهر.
٭ مما يعني استمرار الحركة على نهج (المماطة) و (المراوغة) .. لدى الحكومة مساران يمكنها أن تمضي فيهما ، وتكون بذلك قد بدأت في محاصرة وتطويق الحركة سياسياً.
٭ المسار الأول هو تحقيق السلام مع حركات دارفور – العدل والمساواة جناح جبريل – وحركة مناوي والثاني هو إقناع المهدي بالعودة للداخل .. تكون بذلك فككت ما يسمى بقوى السودان وتفشل بذلك خطة الحركة في تفكيك الدولة.