مقالات متنوعة

كمال عوض : مـــن قـــتــل قـــرنـــــــق؟


> كشف ضابط رفيع في استخبارات دولة جنوب السودان عن تورط الرئيس سلفا كير ميارديت والقيادي الكبير بونا ملوال بالتعاون مع جهاز الموساد الإسرائيلي والرئيس اليوغندي يوري موسفيني ومنظمات غربية وكنسية في اغتيال جون قرنق بسبب رفضه توجيهاتهم له بالعمل على تحقيق انفصال الجنوب. > وقال ضابط الاستخبارات إن رحلة قرنق الأخيرة إلى أوغندا لم تكن بسبب مقابلة سفراء غربيين كما نُشر حينها وإنما بسبب زيارة مخطَّطة إلى إسرائيل، وأكد أن قرنق فور وصوله إلى يوغندا استقلّ طائرة بمرافقة الرئيس اليوغندي يوري موسفيني إلى تل أبيب وكان هنالك اجتماع حاشد ضم مسؤولين إسرائيليين ومنظمات كنسية وطوعية. > هذا الخبر الضجة الذي نشرته (الإنتباهة) أمس الأول أعاد لواجهة الأحداث اللغز الكبير الذي ظل غامضاً لسنوات طويلة. وقدم الضابط الجنوبي تفسيرات جديدة ستساعد في الوصول إلى خط النهاية بعد تمزيق خيوط اللعبة وإماطة اللثام عن الكثير من الخفايا والأسرار التي صاحبت الحادثة. > تحطمت الطائرة (روسية الصنع) وسط أحوال جوية سيئة قالت عنها (ربيكا) إنها فعلاً سيئة ولكن ليست لدرجة أن تحطم مروحية. وهي إشارة واضحة إلى أن الحادثة يقف وراءها عمل استخباراتي منظم. > حديث ضابط الاستخبارات سيخصم كثيراً من رصيد سلفا كير في هذه الأجواء المسممة المليئة برائحة البارود وأصوات المدافع. لن يمر الحدث بسهولة بعد حالة فقدان الثقة التي انتابت سياسيي الجنوب ولجوءهم للاستقواء بالقبيلة والتحالفات المسلحة. > عقب مقتل قرنق اندلعت أعمال شغب عنيفة في العاصمة الخرطوم وخلَّفت وراءها عدداً كبيرا ًمن القتلى والجرحى ودمار كبير في ممتلكات المواطنين. وهي أسوأ مشاهد وتفلتات عاشتها الخرطوم وعرفت في ما بعد بـ (أحداث الاثنين الأسود). > انفجر غضب الجنوبيين في مدن السودان المختلفة وعاثوا فساداً وتخريباً حتى تم إخمادهم بتعاون المواطنين مع القوات النظامية ليعود الهدوء إلى الشوارع والأحياء بعد أيام من الرعب. > ذات السيناريو يمكن أن يتكرر في جوبا وبقية مدن الجنوب بعد (القنبلة) التي فجرها ضابط الاستخبارات، ولكنهم لن يجدوا من يكبح جماحهم كما حدث في الشمال لأن الكل مشغول بحماية قائده وربما امتد الحريق لأجزاء واسعة ليقضي على ما تبقى من حياة انهكتها الحرب وملأت أجواءها رائحة الجثث والدماء. > الرحلة السرية التي بدأها قرنق من (نيو سايت) إلى كمبالا ظلت غائبة التفاصيل. ولم تفلح التكهنات والتوقعات التي أشارت للاستدراج والقتل في كشف الوقائع الحقيقية. وما زالت بعض الخيوط مخفية برغم المعلومات التي رشحت مؤخراً. وسيظل السؤال الحائر قائماً ينتظر إجابة شافية بعد إلقاء الحجر الضخم في البركة الساكنة .. من قتل قرنق؟.