المثنى احمد سعيد

جنوب السودان والمنظومة الدولية


في مرة سابقة تحدثت عن انفصال جنوب السودان عن الوطن الام ، وتحدثت عن احداثيات الانفصال ومسبباته وداعمه والمستفيد ،، ساعتها ذكرت نقطة مهمة وكانت في تساؤل هل يا ترى امريكا ومن خلفها الغرب واسرائيل تهمهم راحة ورفاهية الجنوب ؟؟ بالطبع ومن وجهة نظري لا يهم بالطبع ولا هذا هو هدفهم .. ولكن الهدف استراتيجي اكثر منه حنية واصلاح للجنوب .
باغتيال قرنق كان واضحا الى اين سيتجه التصويت في تقرير المصير . كما ان التيار المرحب بالانفصال في الشمال كان فعّالا واذكى روح الانفصال .. فقرنق كان يميل لبقاء الجنوب ضمن الوطن الكبير مع حكم فيدرالي او حكم محلي او كونفدرالية او أي صيغة يمكن ان تعطيهم مساحة في تدبير شؤون الجنوب ويعلم علما قاطعا ان الجنوب لا يمتلك مقومات الدولة ولا يمكن قبل ترسيخ اقتصاديات بالجنوب تدر دخلا على الدولة الوليدة يسعى وينادي بالانفصال الا الاستقلال ..
وحين علمت امريكا واسرائيل وحلفائها المغفلين من افريقيا ان مع قرنق لن يتم الانفصال تم اغتياله بطريقة ما او بأخرى
ذكرت في حديثي السابق ان دواعي انفصال الجنوب منها: ان امريكا تنظر للبعيد وتخطط لتضع قدمها في مركز القارة السمراء وبوجودها في الجنوب تكون كل اقطار العالم سهلة الوصول اليها بالطيران الحربي او المدفعيات البعيدة او الصواريخ المتوسطة
عدم استقرار الجنوب حاليا لم يكن بسبب اهله وحسب وانما بالمخابرات الامريكية والإسرائيلية لتعم الفوضى وتصبح دولة الجنوب مفككة وتصدر قرارات من مجلس الامن لجعلها تحت الوصاية وهذا بالضبط ما قلته في حديثي الاول ابان الانفصال . ستاتي امريكا وغيرها من الدول الحليفة وتحتل الجنوب بحجة تنفيذ قرارات الامم المتحدة ..
بالأمس القريب صدر القرار بالإجماع ان ترسل قوات دولية للفصل بين المتنازعين في الجنوب بقيادة امريكا .. لم اتفاجأ ولم استغرب انه الاجراء المتوقع والذي سينفذ حتى ولو رفض سيلفا كير القرار كما يقول الان .. وحكومتنا تنبهت للفخ ورفضت الاشتراك في أي قوة دولية تذهب للجنوب وهي تعم ان هذه القوات ليست ضمن الحل .. وما كان مفترضا هو ان تحل الامم المتحدة المشكلة ومن ثم اجبار الطرفين للتفاوض وتقديم اغراءات لاستقرار الدول .. لاحظوا معي جيدا لا طرح مطلقا ولا وسيط مكوكي من امريكا او غيرها سعى لإيجاد حل جذري او سعي جاد لإنهاء النزاع ..
الان امريكا استصدرت القرار الاممي وبدأت الاعتراضات الافريقية والتباين بينها في فهم القرار . وبالتالي انها بذرة خلاف وشقاق بين الافارقة ,,
ولان مصر والسودان اعترضتا فهناك دولا ربما مكايدة في مصر كأثيوبيا ستدعم القرار ودولا كأوغندا او افريقيا الوسطى مكايدة في السودان ستدعم وهكذا نعود لمربع الخلافات الافريقية ..
لو كان القذافي عائشا لتزعم التصدي للقرار كما فعل ابان حرب العراق .. وبما انه لم يترك خلفه صوتا عاليا ومشاغبا بين القادة الافارقة انتظروا قليلا وسترون القوات الامريكية بالقرب من ابيّي وكل مناطق الحدود الجنوبية مع الشمال ..
امريكا لا يهمها جنوب ولا شمال ولا يهمها من يموت ومن يعيش وانما ترسم لبعيد وبعيد جدا وهي الخبيرة والعارفة بأمور بترول السودان من قبل الانفصال ,,
المثنى احمد سعيد