مقالات متنوعة

احمد يوسف التاي : دعم الإنتاج المحلي


جاء في عناوين أخبار بعض الصحف ما نصه (اتجاه لرفع الدعم عن كل السلع وتحويله للإنتاج).. طبعاً وبكل تأكيد دعم الإنتاج المحلي، هو أول عتبة في سلم أية نهضة اقتصادية، وهو اللبنة الأولى لأي مشروع نهضوي في مسيرة بناء الأمم والأمجاد، لكن أول ملاحظة تستوقف أي قاريء للخبر هي أن الحديث عن دعم الإنتاج جاء متأخراً جدا في دولة قوامها الإنتاج الزراعي والحيواني ثم إنتاج والصناعات الخفيفة والمواد الغذائية، لكن للأسف الشديد أن الإنتاج الزراعي الآن تراجع تراجعا مريعا بسبب عدم اتباع سياسات تشجيع الإنتاج ودعمه وبسبب كثرة الرسوم المزدوجة وغير القانونية المفروضة على المنتج المحلي…

وللأسف الشديد أيضا تراجع الإنتاج الصناعي فأغلقت مئات المصانع وتوقفت تماما عن العمل لذات الأسباب، إضافة إلى فتح أبواب الاستيراد على مصراعيها لاستجلاب السلع والتي من بينها الفاسدة ومنتهية الصلاحية الرخيصة، ومن بينها المدعومة من دولها بتخفيض الضرائب والرسوم أو إلغائها..

ظللنا نسمع في كل عام ومن خلال خطابات الحكومة الدورية والعابرة عن دعم الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي، والنتيجة أننا نرى المزارعين يجأرون بمر الشكوى من ارتفاع تكلفة الإنتاج وغياب التسويق والتمويل، ونسمع عن دعم الإنتاج الصناعي فلا نرى إلا مصانعا توصد أبوابها وتسرح جيوشها العاملة والمحصول النهائي مزيد من البطالة، لذلك لست متفائلا بأي حديث عن دعم الإنتاج فقط لأن هذه الأسطوانة سمعناها كثيرا جدا ولم يعد هناك من يصدقها…

وهل نصدق كما صدقنا من قبل إذ قال قائل منهم “إن أموال البترول سوف تذهب لدعم الإنتاج الزراعي والصناعي، وإنها -أي أموال البترول- لن تصرف إلا على مدخلات الإنتاج ووسائله”.. يومها صدقنا ولم نقبض إلا الريح .

ثمة أمر آخر مضحك ومبك في آن واحد وهو (رفع الدعم عن جميع السلع وتحوله للإنتاج).. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: أين هذه السلع المدعومة حتى يرفع عنها الدعم؟ أشيروا إلينا وارشدونا إليها -جزاكم الله خيراً – للعلم فقط، قد نعلم أن الدولة ماضية في رفع الدعم عن كل شيء التعليم الصحة المياه الكهرباء والخبز والمحروقات، ولكن هل لتصل في خاتمة المطاف لدعم الإنتاج؟!.. كلا السياسات العامة المطبقة حاليا لا تدعم إنتاجا، بل تشير إلى أن ليس من شواغل الحكومة دعم الإنتاج المحلي، ربما تشجيع الاستيراد.. اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.