الهندي عز الدين

سيدي الإمام .. عد لأم درمان


{هل سيظل الإمام “الصادق المهدي” زعيم الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي خارج السودان لفترة أطول حتى تصل الحكومة إلى اتفاق مع الحركات المسلحة؛ الحركة الشعبية – قطاع الشمال، وحركتا العدل والمساواة وحركة تحرير السودان “مناوي” ؟!
{سيهدر السيد “الصادق” الكثير من الوقت والمزيد من الجهد والطاقة بانتظار نتائج لا تصب مباشرة في مصلحة حزب الأمة القومي.
{صحيح أن وقف الحرب في جبهات القتال والوصول لاتفاق سياسي مع هذه الحركات، يعني سلاماً شاملاً واستقراراً يعم كل البلاد وتكسب من ورائه كل القوى السياسية، أو هذا هو المأمول على المستوى النظري .
{ولكن تجربة اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) في العام 2005م، ليست بعيدة عن الأذهان، وما زالت حاضرة في ذاكرة السياسة السودانية، وما أظن أن الإمام “الصادق” أو غيره من قادة أحزاب المعارضة، يعتقدون أن (نيفاشا) حققت انفتاحاً سياسياً حقيقياً أو تحولاً ديمقراطياً كاملاً من الذي كانوا يحلمون به ويعملون له .
{كانت اتفاقية (ثنائية) بين الحكومة والحركة الشعبية، سعت من خلالها الحركة ورعاتها في ما يسمى (المجتمع الدولي) إلى تنفيذ مشروعهم (الانفصالي) بشتى الطرق والنصوص والإجراءات وكان لهم ما أرادوا .. للأسف الشديد !!
{أي اتفاقية تصل الحكومات والحركات إلى محطة توقيعها مستقبلاً، لن تبتعد كثيراً في ما يتعلق بالترتيبات الأمنية وقسمة السلطة والثروة عن روح (نيفاشا)، الخلاف الوحيد أنه لن يكون هناك تقرير مصير أو حكم ذاتي .. هذا ما لن تقع الحكومة في شركه مرة أخرى، بعد شرك الجنوب .
{إذن .. لماذا يرهن السيد “الصادق” نفسه وحزبه وجماهيره إلى المجهول ؟!
{الحركات بالتأكيد تستفيد من وجوده بالخارج ضمن كيان (نداء السودان)، لكنه كقائد سياسي مدني لا فائدة يرجوها من إعلاء قيمة العمل المسلح على حساب العمل السياسي.
{من الأفضل أن يعود السيد “الصادق” لوطنه وحزبه، ويغفر عن من أساءوا معاملته بسوء التقدير، فوجوده في “أم درمان” حتى وإن لم يشارك في الحوار الوطني، واحدة من أهم ضمانات الحياة السياسية في بلادنا، خاصة بعد رحيل الشيخ “الترابي” ومرض السيد “محمد عثمان الميرغني”.