مقالات متنوعة

هنادي الصديق : انفجار متوقع


* لا أحد يدري إلى أين تقودنا (سفينة الإنقاذ) التي تأبى أن تعود، أو تعيدنا إلى ما قبل يونيو89.
* الشعب (قال الروب)، والإنقاذ مصرة على زيادة جرعات الضغط النفسي والمعنوي والمادي عليه.
* بالأمس رفعت سعر إسطوانة الغاز إلى خمسة جنيهات، والتي تعنى بسعر السوق(15) جنيه، أي أن الاسطوانة لغاز الطهي أصبحت 72 جنيها بسعر الحكومة، ما يعني أن يشتريها المواطن ب(115) جنيه.
* هكذا أوفت الحكومة بعهدها ووعدها ونيتها المبيتة ورفعت الدعم عن كل السلع للمزيد من الضغط على المواطن ، والذي لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيستمر ويصل إلى ما تريد وتشتهي، حتى ولو أصابت هذه الزيادات الشعب في مقتل.
* وفي ذات الوقت وبشكل غير مباشر رفعت الدعم عن الأدوية المنقذة للحياة، حيث إصطفت طوابير المواطنين أمام الصيدليات الحكومية بحثا عن (الإنسولين) الذي بات عصيَ المنال على أصحاب الدخل(المهدود)، ومعروف غياب جرعات بعدد محدد من الإنسولين عن المريض سيكون تأثيرها سلبياً جداً وربما أفقد البصر أو أحد الاطراف عي المدي القريب وليس البعيد.
* وبالأمس طالعتنا الصحف بإنعدام أدوية الصرع والأمراض النفسية عن الصيدليات، وحتى المتوفر منها، يتم شراؤه بعشر أضعاف سعره الحقيقي، وسط غياب تام للرقابة الحكومية على السلع بشكل عام والأدوية بشكل خاص.
* إنعدام الأدوية (المعينة) ورفع سعر اسطوانة الغاز مؤشر الى خطورة الوضع بالسودان، وكأنما بتنا نرى (عصيان مدني غير مباشر)، إذ أصبحت الأوضاع فوق إحتمال وطاقة المواطن، ورغم ذلك تتفاقم بشكل يومي إلى الأسوأ دون أن تجد مسؤولا واحدا يفكر في خطورة ما يحدث وأثر ذلك على بقائهم في السلطة، بعد أن يخرج المواطن بحثا عن الحرية ولقمة العيش الكريمة والأهم من ذلك البحث عن الهوية التي تم طمسها (مع سبق الإصرار والترصد).
* زيادات في كل شيء، وبشكل سافر، غياب رقابة عن كل شيء، إنعدام ثقة في كل شيء، عدم رغبة في كل شيء
* شعب أصبح يمسي ويصبح على لعن الوضع الحالي، والمسؤولين دون إستثناء، لم يعد في مقدوره العيش حتى على الكفاف، غرق للقرى والمدن، وعطش في ذات الوقت بالعاصمة، مجاعة شبه متوقعة والكل متوقع هذا الأمر ولكن ليس بيده شيء.
* الثورة قادمة بلا شك، فقط ينتظر إنفجار أنبوبة الغاز قريبا.