مقالات متنوعة

حماد صالح : الدبلوماسية الشهوانية


فى زمن سابق تغزل سفير المؤتمر الوطنى بإنجلترا (عبد الأزرق ) فى الوزيرة الموريتانية (الناها بت مكناس) ونظم فيها أبيات يقول مطلعها :
حيّ الميامين من شنقيط والنّاها * قُم حيّها بحبور حين تلقاها
ثم تلاها سفير سودانى آخر ببيت :
أخبر القوم أن السقم أوهننى * وليس يبرؤنى إلا أن ألقاها
ثم أردف ثالث :
العين تسبقها والأذن تلحقها * واللُبّ يعشقها والقلب يهواها
المصدر (صحيفة الراكوبة 14/2/2015)
يقال أن تلك القصيدة كلفت الوزيرة منصبها ’ ويبدو أن تلك القصة لن تكون الأخيرة فالفريق طه مدير مكتب الرئيس ودبلوماسي فى وزارة الخارجية يذهب ألى موريتانيا وتخطف قلبه (عينو الطايرة ) إحدى موظفات الخارجية الموريتانية ويغريها بوزنها ذهباً أو بالأصح أنها حاولت أن ترفضه بطريقة تحفظ ماء وجهه بأن تصعب عليه المهر وذلك لأن العنصرية فى موريتانيا متفشية أكثر من أى بلد عربى آخر ’ والسودانيين جميعاً فى نظر الشعوب العربية (واااااااحد ) يعنى كلو عند العرب تبش.
وعندما وافق الفريق طه على دفع المهر رغم غلاته متمثلاً بقول الشاعر ( ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر ) وحينئذ وما كان من الحسناء الشنقيطية إلا أن تمثلت بالمثل السودانى العنصرى ( ود العرب لمح ليهو والعب وريهو عدييييل ) فأخبرته بالرفض الواضح لطلبه .
رجع الفريق طه إلى السودان يجر أذيال الخيبة ثم بطريقة ردة الفعل يتزوج بسودانية ويغمرها مالاً مقتدياً بالمثل السودانى ( لالوب بلدنا ولا تمر الشناقيط ) وهذه الزيجة الثالثة له ومعروف أن أغلب قادة المؤتمر الوطنى والإسلاميين يكثرون من التعدد رغم فتوى عرابهم الترابى الواضحة فى أمر التعدد حيث ذكر الترابى فى إحدى لقاءاته التلفزيونية أن التعدد ليس صحيحاً واستدل بآيات قرآنية .
دعك من فتوى الترابى فبرغم الفقر الذى يحيط بالشعب وما تفعله السيول من هدم للبيوت نجد أن قادة المؤتمر الوطنى يجرون خلف شهواتهم ويدفعون فى سبيل ذلك أموالاً طائلة ثم يستجدون عطف دول الخليج للتبرع لمنكوبى السيول والفيضانات ويتسولون المنظمات الدولية من غير أدنى حياء ولا يرمش لهم جفن وهم يمدون أيديهم سفلى .
أصبحت دبلوماسيتنا تجرى خلف شهواتها ولا يهمها مصالح الوطن والشعب فما أن تقع عين أحدهم على انثى حتى تنهار أعصابه ويذهب عقله وينسى مشاكل الوطن والشعب ويسخر كل تفكيره لما تحت سرواله .
الذين يقولون أن هذه أشياء شخصية وخاصة لا يجوز التحدث فيها هم واهمون لأن الذى يتقلد منصباً عاماً لخدمة الشعب محاسب على الشخصى والعام وانظر الى فضيحة بل كلينتون مع مونيكا لوينسكى كيف كلفته حياته السياسية ’ والأمثله كثيرة لا تحصى ولا تعد فإن عالم السياسة يختلط فيه العام بالخاص وليس مثل الرياضة والفن فهذا شأن آخروذلك لأن الفن يخاطب وجدان الناس ولا علاقة له بمعاشهم وفى هذا الشأن قد أخطأ الدكتور منصور خالد عندما وصف الذين يتناولون حياته الشخصية فى مذكراته ب (طفيليى الأعراس ) فالذى ينبرى لخدمة قضايا الوطن والشعب يجب أن يكون شخصية واضحة فى خاصها وعامها فكل عظماء التاريخ تسبقهم سيرتهم الشخصية قبل أدائهم العام بل كل صغيرة وكبيرة فى حياتهم الخاصة , فالسوى فى حياته الخاصة هو الأنفع للناس والأجدى للإقتداء به فكيف يستقيم الظل والعود معوج وفاقد الشيء لا يعطيه .
دبلوماسيى الإنقاذ لا يرمش لهم جفن وهم يجرون خلف شهواتهم عياناً بياناً حتى أصبحت دبلوماسيتنا عبارة عن دبلوماسية شهوانية .
حماد صالح