منوعات

بعد مصرع الطالبة الثانية.. من هم أطباء داعش السودانيون؟


لم تمر أيام على مصرع طبيبة الأسنان السودانية روان كمال زين العابدين، حتى حملت الأنباء، أمس السبت، خبر مصرع طبيبة سودانية أخرى لم تُعرف هويتها بعد.

روان، البالغة من العمر 22 عاما، قُتلت في ضربة جوية لقوات التحالف، نجا منها زوجها وابنها.

الطبيبة الأخرى، التي تسلم الطب العدلي بمحافظة نينوى العراقية جثتها ضمن 123 جثة لعناصر من داعش قضوا في معارك في منطقة القيارة، قال عنها مسؤول عراقي، الأسبوع الماضي، إنها من أصول سودانية تحمل الجواز البريطاني، استجابت لدعوة التنظيم مع آخرين من الأجانب، لكن لم يُعرف بعد ما إذا كانت من الفوج الذي غادر الخرطوم العام الماضي، وعددهم 12 طالبا وطالبة من إحدى الكليات الخاصة، وجميعهم من حملة الجوازات الأجنبية.

روان زين العابدين والطبيبة القتيلة التي لم تُعرف هويتها بعد، اثنتان من عدد غير محدد من طلاب الطب الذين التحقوا بتنظيم داعش، وأحدث تسربهم سرا صدمة كبيرا لأسرهم، وإنذارا للمجتمع السوداني بتسرب التنظيم المتطرف إلى معاقل الجامعات.

داعش يصطاد أثرياء الكليات الخاصة

في آذار/مارس من العام الماضي، أعلنت جامعة العلوم الطبية الخاصة أن 12 طالبا من منسوبيها غادروا مطار الخرطوم للانضمام إلى تنظيم داعش.

وقال عميد الطلاب بالجامعة الدكتور أحمد بابكر، في حينها، في اتصال مع “العربية.نت”، إن سلطات مطار الخرطوم أكدت لهم سفر الطلاب وعددهم 12 طالبا، 7 منهم يحملون الجواز البريطاني، وكنديان وأميركي وسودانيان، وجميعهم من أصول سودانية.

وأكد أن من بين الطلاب، ثلاث طالبات، وأن جميع الطلاب الذين سافروا سرا إلى تركيا هم في السنة النهائية من كلية الطب.

التنظيم المتطرف، وبلهجة انتصار، أعلن عن وصول 9 من طلاب الطب إلى منطقة تل ابيض، ونشر صورا لهم على موقعه.

الطلاب التسعة، بينهم خمس فتيات، تحركوا من الخرطوم في يوم 12 آذار/مارس من العام الماضي، متوجهين إلى تركيا ثم سوريا للعمل في مناطق تحتاج إلى مساعدات طبية وتقع تحت سيطرة تنظيم داعش.

لاحقاً، ذُهل المجتمع السوداني عندما نشرت تقارير صحافية أن معظم الطلاب أبناء لأطباء ناجحين في بريطانيا، وأن هؤلاء الآباء سافروا جميعا إلى الحدود التركية – السورية في محاولة لإقناع أبنائهم بالعودة.

تقول السيرة الذاتية لمعظم هؤلاء الطلاب إنهم ينتمون لأسر ثرية يمتهن آباؤهم وأمهاتم مهنة الطب، وإنهم ولدوا في بريطانيا، وعادوا ليدرسوا في الجامعات السودانية لرغبة أسرهم في مزيد من الانتماء الوطني، ولتعزيز هويتهم الثقافية وربطهم بالجذور، فالتحقوا بجامعة طبية خاصة يدرس فيها أبناء المغتربين وميسوري الحال.

السلطات السودانية تقول إن طالبا بريطانيا من أصول فلسطينية التحق بالجامعة الطبية الخاصة في عام 2008، وتخرج في عام 2013 هو المتهم الرئيس في تجنيد الطلاب التسعة عبر تطبيق “سكايب”.

لكن الظروف الخاصة بهؤلاء الطلاب ومكانتهم الاجتماعية أثارت جدلا في السودان حول أزمة الهوية التي يمر بها هؤلاء الطلاب.

وقد جاء في دراسة كشفت عنها القائمة بالأعمال بالسفارة البريطانية بالخرطوم، أن هؤلاء الطلاب العائدين إلى بلادهم يعانون من أزمة في الهوية، وذكرت أن “هنالك أناسا ولدوا ونشأوا فى بريطانيا في أسر تنبع من مكان آخر. الشباب الذين لا يشعرون بالانتماء إلى بريطانيا، يمكن للجماعات المتطرفة أن تقدم لهم الشعور بالانتماء”.

 

العربية نت