منوعات

اللوم والعتاب.. عادات سودانية ارتبطت بالأفراح والأتراح.. ظروف خاصة


ثمة عادات اجتماعية كثيرة يتشاركها الأهل والجيران والأصدقاء، لكنها في بعض الأحيان تدخل الناس في دوام اللوم والعتاب للدرجة التي يعد البعض عدم مشاركة شخص ما في مناسبة زواج نوعاً من الغيرة والحسد، فهناك الكثير من العادات الاجتماعية مثل الزواج والعزاء والولادة والنجاح التي يستوجب المشاركة فيها باعتبار أنها من الضرورات.

وفي السياق، وجهت رابعة اللوم الناعم إلى جارتها التي لظرف ما اعتذرت عن تلبية دعوة زواج ابنها. وقالت لها بنبرة لوم (الدنيا سداية ورضاية)، ففي المجتمع السوداني ينتشر أسلوب اللوم خاصة بين النساء نظراً لارتباطه بالمجاملات الاجتماعية، ويقتصر عليهن بصفة خاصة، فالكثير من الأعذار تأتي نسبة للظروف الحياتية التي تجيء دون موعد مضروب.

تكرار اللوم
بالنسبة لغادة إبراهيم (موظفة) فإن تكرار اللوم يؤدي إلى فتور العلاقات الاجتماعية خاصة وأن طرفي الموضوع ينزلقان إلى الرد بعدم مجاملة الطرف الآخر. وتضيف: ظروفي اليومية في دوام عمل والتزاماتي المنزلية تحرمني كثيراً من المجاملات الاجتماعية، ودائما ما تدخلني في لوم خاصة مع الأهل، ولكن في النهاية نجد المبرر لذلك اللوم (المادارك مالامك)، ولكن أحياناً يصل اللوم عبر الناس مما يعكر الأجواء ويكون سبب في الزعل والمشاكل بين الناس ويحدث شرخ في العلاقات. وقالت: دائما ما يكون اللوم على شاكلة “تجيني بجيك تعزيني بعزيك ما تعزيني ما بشيل الفاتحة معاك”.

وضع خاص
وفي ذات السياق، تقول الباحثة الاجتماعية سارة الصافي لـ (اليوم التالي) إن المجتمع السوداني يعد حالة خاصة في كل شيء خاصة العادات والتقاليد التي تتمثل في الكرم والأصالة والشهامة والعديد من السمات الجميلة التي نتجت من المحبة والتداخل القوي بين الأفراد والجماعات التي ينتج عنه بعض الملامات، ولكن أكثر اللوم عند النساء وأحيانا يحدث عند الرجال. وأضافت قائلة: إن العتاب هي عادة جميلة بين الزعل والخصومة، بجانب أن اللوم دائما ما يفقدك الأشخاص من حولك بسبب كثرة العتاب وتكراره لذلك يجب على السودانيين أن يقللوا من العتاب واللوم لتدوم المحبة بين الناس.

الحالة المزاجية
تحكي سعاد يوسف قصتها مع اللوم والعتاب، وتقول إنها دائما ما تكون في حالة ملامة بسبب الاعتذارات عن المشاركة في المناسبات وأحيانا بسبب الظروف الطارئة وحالتها المزاجية التي تجعلها لا تستطيع المشاركة حتى في حالة تكون فيها الكثير من النفاق الاجتماعي والمجاملة من أجل إخراس الألسن، وليس وجود الرغبة الحقيقية في المشاركة. وترى سعاد أنه إذا كان الغرض من مواصلة الناس خوفاً من اللوم، فالأجدى عدم المشاركة وحينها تظهر المشاعر الزائفة سواء أكانت مشاعر فرح أو حزن، وبالتالي ستكون ليست حقيقية، ولكن كعادة السودانيين يكون القصد من المشاركة خوفاً من العتاب. وقالت: “أنا ما بلوم زول أي زول وظروفو ومتى ما شارك لو فرح وكره”. وتضيف: بضحكة ساخرة (البكا لحولو بجيب زول) وأيضا الزواج أو مباركات النجاح والولادة وغيرها من المجاملات الاجتماعية.

الخرطوم – عرفة وداعة الله
صحيفة اليوم التالي