منوعات

حصد 3 ملايين مشاهدة و80 ألف إعجاب.. ملك النرويج يحظى بشهرة كبيرة على فيسبوك بخطاب من 5 دقائق


ربما يكون من الغريب أن يقوم الملك صاحب الـ79 عاماً بتقديم خطاب مثير حول دعمه للاجئين ودعوته للتسامُح الديني وقبول الاختلاف وربما أيضاً لا تكون حديقة القصر الملكي هي المكان الأمثل لسماع مثل هذا الخطاب.

ولكن سرعان ما انتشر في جميع الأوساط الخطاب الذي ألقاه ملك النرويج، هارلد، الأسبوع الماضي. والذي عبر فيه عن الحاجة إلى المزيد من التسامح وقبول الآخرين، بحسب ما نقل تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 7 سبتمبر/أيلول 2016.

جاء ذلك في الخطاب الحماسي الذي استمر لـ5 دقائق، وتحدث فيه إلى 1500 شخص من الحضور ممن أُثيرت دهشتهم قليلاً – لكنهم سُرّوا بحديثه في النهاية – حيث تواجدوا يومها بحديقة القصر الملكي في أوسلو.

وقالت المتحدثة الرسمية ماريان هاجن إن القصر تلقى عدداً هائلاً من الطلبات للحصول على نسخة رسمية من الخطاب مُترجمة إلى الإنكليزية، والتي حصدت ما يقرب من 80 ألف إعجاب على فيسبوك، وتمت مشاهدتها أكثر من 3 ملايين مرة.

وقالت هاجن إن الاهتمام بهذا الخطاب جاء بسبب أن هارلد، الذي كان يحتفل في وقت سابق من هذا العام بمرور 25 عاماً على توليه عرش النرويج، سُئِلَ كثيراً عن الأمر أثناء زيارته الرسمية إلى فنلندا هذا الأسبوع.

كما أعلن دعمه للاختلاف الديني، قائلاً إن النرويجيين يؤمنون “بالإله، والله، والكون – وباللاشيء”.

وفي دعوته لجموع الشعب لتبني مبادئ “الثقة والتضامن والكرم”، قال هارلد إن مفهوم الوطن لا يجب أن يقتصر على الحدود الوطنية الجغرافية فقط. وأضاف: “ليس من السهل أن نعلن عن المكان الذي أتينا منه، أو الجنسية التي ولدنا بها. أما الوطن فهو المكان الذي يسكن فيه قلب الإنسان”.

وأكمل الملك قائلاً إن النرويجيين متواجدين بمختلف أعمارهم وقدراتهم وأطوالهم وأوضاعهم الأسرية ومجالات أعمالهم، بالإضافة إلى أذواقهم المختلفة في الموسيقى التي تتنوع ما بين إدفارد جريج ودي جي كايجو. وأضاف قائلاً: “بعبارة أخرى، النرويج هي أنتم. النرويج هي نحن جميعاً”.

خطاب اليمين المناهض للهجرة تزايد في النرويج منذ الانتخابات الأخيرة قبل 3 سنوات، والتي جاءت بائتلاف يميني وسطي، تعرّض للعديد من الانتقادات بسبب محاولاته لترحيل طالبي اللجوء إلى روسيا، واقتراحه الذي قدمه الشهر الماضي، طالباً إقامة سور عبر الحدود بين البلدين في منطقة القطب الشمالي.

الدولة التابعة للدول الاسكندافية، والتي تضم 5 ملايين مواطن، تكافح من أجل دمج ما يقرب من 30 ألف شخص من طالبي اللجوء الذين وصلوا العام الماضي، من بينهم 5500 معظمهم من السوريين، الذين قادوا الدراجات عبر روسيا وصولاً إليها.

وأصر هارلد على قوله إن النرويجيين لا يأتون فقط “من شمال النرويج ووسطها وجنوبها وكل أنحائها”، ولكن أيضاً من “أفغانستان وباكستان وبولندا والسويد والصومال وسوريا”.

وعلى الرغم من أن التدخل الملكي في الأمر أثار دهشتهم قليلاً، إلا أن العديد من المواطنين كان يبدو عليهم السرور والرضا بما قاله الملك. وقال أحد المُعلقين، ويُدعى ينجف جاسوي رومدال: “أشعر بالفخر المتناهي لكوني مواطناً نرويجياً، وليكون لدينا مثل هذا الملك العظيم وهذه العائلة المالكة. نعم بكل تأكيد، نحب هذا البلد كثيراً!”.

وهناك رأي آخر يوافق على ما قاله الملك، وهو ما أعلنت عنه الصفحة الرسمية لهيئة الإذاعة والتلفزيون NRK على فيسبوك، على لسان لارس جاكوب شارير الذي قال: “إنه من الصعب جداً أن تكون جمهورياً مع وجود هذه العائلة الملكية، ليس لهم مثيل، ومتواضعين مثلهم مثل الشعب النرويجي. ويضربون المثل الأكبر لممارسة القيم النرويجية التي نتحدث عنها!”.

وكان ريزوان الحق أكثر حماساً إذ قال: “هذا هو سبب تمسكنا بك أيها الملك العزيز. وإن كان ممكناً أن تتعايش الديمقراطية بجانب الملكية يداً بيد، فَلِم لا ندعم وجود مجتمع متنوع وأمة تختار هويتها الخاصة مع تلك الكلمات الجميلة التي ألقاها؟”.

هارلد، البطل البحار، الذي قام بتمثيل بلاده في صباه 3 مرات في دورة الألعاب الأولمبية، مدح الطبيعة والجمال في النرويج، ما بين “الجبال العالية والمضايق العميقة” إلى “الأراضي الزراعية الخصبة والأخرى البور”، وقد ساعد كل ذلك الاختلاف على وحدة الوطن.

واختتم الملك كلامه قائلاً: “جلّ ما أرجوه للنرويج أن يستطيع كل منا أن يعتني بالآخر. وأن نستمر في بناء هذا الوطن. وأن نعتبر أننا – على الرغم من اختلافاتنا – شخصاً واحداً في النهاية.

huffpostarabi