عالمية

“وثائق مجوسية” تؤكد تسمية الخليج العربي


تقدمت بعثتا السعودية والإمارات المشاركتان في دورة الألعاب البارالمبية 2016 في البرازيل باحتجاج رسمي للجنة المنظمة العليا لدورة “ريو 2016” بسبب استخدام البعثة الإيرانية لاسم “خليج فارس” على ملابسها والعلم الإيراني الذي يغطي أجزاء من دول خليجية، واعتبرتا ذلك يشكل مخالفة إيرانية للأعراف وللوائح والأنظمة المعتمدة من قبل اللجنة البارالمبية الدولية، التي تؤكد عدم إثارة القضايا السياسية والعرقية والدينية في الألعاب.
إصرار إيران على تحويل اسم “خليج فارس” إلى أداة استفزازية وتأكيدها على جملة “خليج فارس منذ الأزل” (خليج هميشه فارس) يثر تساؤلا منطقيا وهو هل كان اسم الخليج حقا منذ الأزل “خليج فارس”؟ ثمة وثائق تؤكد أن الخليج كانت له أسماء مختلفة منذ حضارات بين النهرين إلى يومنا هذا، وحاليا تستعمل جامعة الدول العربية والوثائق العربية الصادرة من الأمم المتحدة والجمعيات الجغرافية العربية اسم الخليج العربي، أما إيران فتستخدم اسم “خليج فارس” ودول أخرى غير عربية تستخدم نفس الاسم بلغاتها، أما تركيا فتطلق اسم البصرة على الخليج ” Basra Körfezi”.

اضطر الرباع الإيراني تغطية خليج فارس بشريط لاصق بعد احتجاج السعودية والإمارات

وکان للخليج على مر العصور أسماء مختلفة، من قبيل “بحر أرض الإله” و”بحر الشروق الكبير” و”بحر الكلدان” و”البحر السفلي” و”نار مرتو” (النهر المر) في لغات بين النهرين، وأطلق عليه الفرس والإسكندر المقدوني “بحر فارس” وهذه التسمية انتقلت إلى الغرب، وسماه الرومان “الخليج العربي” وأطلق عليه العرب “خليج البصرة” و”خليج عمان” و”خليج البحرين” و”خليج القطيف” و”بحر القطيف”.
الخليج العربي بالوثائق المجوسية
الأهم من كل ذلك إطلاق نصوص زرادشتية قبل الإسلام اسم “البحر التازي” على الخليج “تازي وتازيك” يعني العربي في اللغة البهلوية التي كانت تسود إيران إلى جانب الآرامية كلغة رسمية للإمبراطورية الساسانية قبل الفتح العربي الإسلامي وجاءت منها اللغة الفارسية التي امتزجت باللغة العربية بعد الإسلام.
وحسب موقع “ثلاثة آلاف سنة من التدليس” الذي يحاول البحث عن الحقائق في التاريخ الإيراني بدلا من التاريخ الرسمي، الذي روجت له حكومة الشاه وتروج له “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، فإن رجال الدين المجوس في الحقبة الساسانية كانوا قد استخدموا اسم “بحر العرب” في النصوص الدينية، وحسب البروفيسور “تورج دريايي” أن البند 52 من النص البهلوي لمدن إيران والذي يعتبر الوثيقة الجغرافية الوحيدة المتبقية من الحقبة الساسانية قبل الإسلام استخدم “موبذان” أي رجال الدين المجوس (الزرادشتيين) اسم “بحر التازيين” أي “بحر العرب”.

وهذا ما يؤكده مؤلف كتاب “النصوص البهلوية” وهو “دستور جاماسپ جی دستور منوچهر” في فصل “المدن الإيرانية”.
حاول البعض التشكيك في المسمى والقول إن القصد من البحر في هذا الاسم ليس الخليج العربي، بل هذا الاسم لبحر آخر ولكن النص البهلوي يذكر أسماء المدن المتشاطئة على هذا البحر وهي تدل على “الهجر” في البحرين حيث يذكر الكتاب اسم مدينة “أوشك هجر” وكلمة “أوشك” تعني الحاكم في اللغة البهلوية وهجر (hagar) هو الاسم القديم للبحرين حيث يذكر البلعمي (القرن 3-4 الهجري) في كتابه المعروف باسم “تاريخ البلعمي” مرارا اسم “هجر” كمنطقة في البحرين لذا فإن وجود البحرين يدل على أن القصد من “بحر التازي” هو الخليج العربي، بسبب ذكر البحرين على ساحله الغربي.
لماذا أطلق في البهلوية اسم “تازي” على العرب؟
ثمة تفاسير لهذه التسمية، إلا أن المتطرفين من القوميين الفرس يتشدقون بتفسير معادٍ للعرب، حيث يقولون إن هذه التسمية جاءت من فعل “تازيدن” (الهجوم) في اللغة الفارسية، وبهذا يطلقون على العرب اسم المهاجمين.

ولكن المؤرخ الإيراني أحمد كسروي يذكر في مقال له بعنوان “تازيك وتازيكستان” أن أول قبيلة التقى بها الفرس كانت “طيّ” فأطلق الفرس الاسم الخاص لهذه القبيلة على عموم العرب وسمّوهم “تايزيك = طاي + زيك” و”زيك” هنا هي لاحقة في الفارسية القديمة أو البهلوية تدل على النسبة، وهي قريبة من اللاتينية في “أربيك=أراب + ايك”، وانتقل الاسم إلى اللغة الصينية أيضا عبر آسيا الوسطى وصار الصينيون يطلقون على كافة المسلمين في آسيا الوسطى اسم “العرب” أو “الطائيين” كما فعل الفرس ومن هنا جاء “طاجيك” و”طاجيكستان”.
إيران اضطرت لتغطية اسم “خليج فارس” بلاصق
وكانت البعثة الإيرانية وضعت علمها على أجزاء من خارطة السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر وعُمان، واعتمدت اسم “خليج فارس” بالإنجليزية، وظهر كل ذلك على الملابس الرسمية والحقائب والأدوات وإطارات الكراسي المتحركة، وجرى التقدم بالاحتجاج رسميا والمطالبة بإبعاد البعثة الإيرانية وإيقافها عن هذه الممارسات.

خارطة إيران وخليج فارس على كرسي متحرك

وبحسب وكالة الأنباء السعودية “واس” فقد أكد ناصر القحطاني المدير الإداري والفني للبعثة السعودية أن الإيرانيين يتعمدون استفزاز بعثات الخليج المشاركة في “ريو 2016″، حيث قاموا بتوزيع بعض الملابس على المشاركين وحملها خلال تتويج لاعبيهم في المنصات الرسمية، وكذلك خلال حفل الافتتاح، في حين تم منع بعض الدول من حمل أي رمز سياسي أو ديني وغيرها في طابور العرض وخلال التتويج.
وبعد الاحتجاج العربي اضطرت البعثة الإيرانية إلى تغطية اسم “خلیج فارس” بشريط لاصق فوق الملابس وأدوات البعثة الرياضية الإيرانية.

العربية نت


تعليق واحد

  1. وثائق فارسية وليس مجوسية . المجوسية ديانة قديمة وانتهت ومعظم الفرس مسلمين حاليا.
    من كتب هذا العنوان المستفز عليه قبول تسمية العرب بالوثنيين او عبدة الاصنام وقد ترد ايران غدا بوثائق وثنية تثبت تسمية الخليج الفارسي.
    الفجور في الخصومة بهذه الطريقة من اساليب الوهابية والشيعة واخوان حسن البنا هداهم الله مما هم فيه من ضلال وفجور.
    الاندلس هي اسبانيا ولكن عندما استعمرها المسلمون العرب اصبحت الاندلس .حلفا كانت حلفا واصبخت بحيرة ناصر … يعني الذي يسيطر على المكان ويمتلكه فعليا يطلق عليه ما يشاء والحشاش يملا شبكته وحاليا ايران عندها شواطئ مطلة على الخليج العربي ومن حقها تسميه الخليج الفارسي كما من حقنا نسميه الخليج العربي والملاحظ على سكان شواطئ الخليج الغربية في دول الخليج معظمهم تجري في عروقخم الدماء الفارسية ويفتخرون بها وكذلك في ايران تجري في دمهم دماء عربية يفتخرون بها