منوعات

ماذا تفعل هذه الطائرة وسط مدينة صينية؟


أصبحت طائرة كانت مستخدمة للخطوط الجوية الإندونيسية، محط إعجاب الجميع بعد أن تحولت بعد تقاعدها إلى مطعم يقدم الوجبات ويدار وفق نمط الطائرات، بحيث يشبه كل شيء ما يدور داخل الطائرة، تقريباً، مع بعض التحريفات البسيطة، ويقوم بالخدمة شبان على هيئة مضيفين.
وأطلق على المطعم اسم “خطوط ليلي الجوية” وافتتح مطلع هذا الشهر في مدينة ووهان الصينية بمحافظة خوبي وسط شرق الصين، وهي مدينة كبيرة يصل عدد سكانها إلى 20 مليون نسمة.

وتختلف أسعار الوجبات المقدمة حيث تبدأ بمبلغ 25 دولاراً وتصل إلى 60 دولاراً، حيث يمكن لزائر الطائرة-المطعم، أن يتناول العشاء على المقصورة المحمولة، كما يمكن تنظيم حفلات عشاء جماعية لعدد يصل إلى 200 ضيف يستوعبهم المكان مرة واحدة.
وتستخدم صناديق حفظ الأمتعة العلوية في الطائرة للغرض نفسه تقريباً، ولكن بطريقة أخرى حيث تحفظ بداخلها مقتنيات الضيوف الشخصية من رواد المطعم، وحيث يمكن للموظفين المضيفين أن يساعدوا الأشخاص تماماً وهم يقومون بالواجب كما لو أنهم محلقون فوق السحاب.

تقريباً، فإنه لا تغير يذكر سوى الطريقة التي تم تنظيم المقاعد بها لتكون طاولات متقابلة، بحيث تعطي مظهراً ودياً للجالسين وتريح الركبتين وهو الوضع المفضل للجلوس في المطاعم.
وقال صاحب الفكرة والعقل المدبر لها، لي يانج، الذي استثمر 5 ملايين دولار لإنجاز هذا الحلم، بطريقة مازحة: “قد لا يكون الطيران مريحاً للجميع. لأن على الكل السفر على الدرجة السياحية”، فالناس سواسية هنا.

كما أشار إلى أنه رغم التشابه مع الطائرات فقد تم قلب القواعد المتبعة في تقديم الطعام بالطائرة، فالأكلات هناك مجهزة سلفاً وخفيفة في الغالب والتجربتان لا تتشابهان حتى لو تشابه المكان.
والطائرة من نوع بوينغ – 737 كانت تتسع في السابق لـ128 مسافراً، وقد أجري عليها عمل كبير لكي تكسب صورتها المبتكرة، وتعيش حياة جديدة.

ووفق يانج فإن الفكرة قد لا تكون جديدة تماماً، مشيراً إلى أن طائرات متقاعدة تم تحويلها إلى استخدامات أخرى في أوروبا وخاصة في السويد حيث تم تحويل طائرة إلى فندق.
وما يجعل التجربة فريدة أن الزائر للمطعم يجب أن يمر بكل خطوات المسافر تقريباً عدا الإقلاع، فلا بد في البداية من حجز تذكرة للمطعم/ الطائرة، ومن ثم الحصول على بطاقة الصعود وعليك قبل دخول المطعم البقاء لفترة في غرفة الانتظار، ومن ثم قبيل “الإقلاع للأكل” المرور عبر بوابة وجسر معلق إلى الطائرة، كما يحدث في المطارات.

المنطقة التي أقيم بها المطعم تعرف باسم ووهان غوانغو وهي فضاء في وسط المدينة مخصص للمشي والتسوق وفيه خليط من العمارة الأوروبية، يرتاده يومياً ما لا يقل عن 3 ملايين للتسوق في نفس الوقت.
ويقول يانج ابن الـ 40 عاما الذي اغتنى حديثاً، إنه لم يكن يعرف في البداية ما الذي سيفعله بالضبط، فقط كانت لديه رغبة ملحة في شراء طائرة قديمة، ومن ثم لا شيء واضحاً.
وبالفعل اشترى الطائرة القديمة من إندونيسيا التي تم تفكيكها وشحنها إلى الصين على مدى أشهر، ومن ثم إعادة تجميعها بعد ذلك، وقد كان العمل مكلفاً للغاية لطائرة ضخمة بهذا الشكل.

وقالت زوجة يانج، التي سُمي عليها المطعم واسمها “ليلي لي” أن ذلك كان بمثابة أعمق تعبير عن الحب لها من قبل زوجها.
في الواقع فإن الرجل كان قد فكر في أسماء أخرى مثل “فانسي” لكن اختار اسم زوجته “ليلي lily” التي تعني زهرة الزنبق، وقال إنه رأى في الاسم أكثر من دلالة، فهو بالإضافة إلى أنه يمثل قرينته فهو كذلك يشير إلى الزهرة التي ترمز إلى الحب المتناغم.

لكن الزوجين يشيران إلى أن التجربة لم تمر بسلام فمقابل الإشادات لا بد من وجود أناس منتقدين، وهذا ما جرى معهم وشكّل استياء لبعض الوقت، فمثلا كتبت سيدة على موقع للتواصل الاجتماعي “إنه مكان مكلف والطعام غير مستساغ”.
فوق ذلك، وفر المطعم ليانج معرضاً مجانياً لعرض مجموعة من سياراته الشخصية، التي اتخذت موقعها أسفل الطائرة الرابضة في المكان.

العربية نت