عثمان ميرغني

كشف المستور!!


أمين العلاقات السياسية بحزب المؤتمر الوطني؛ الأستاذ حامد ممتاز، عقد أمس مؤتمراً صحفياً مهماً.. استبق به اجتماع المؤتمر العام للحوار الوطني، ووضع النقاط فوق الحروف..
حامد ممتاز، حسم أكثر نقطتين مثيرتين للجدل.. الأولى حكاية الحكومة الانتقالية؛ إذ يقول الخبر الرسمي الذي بثه إعلام المؤتمر الوطني: (نفى وجود مقترح لحكومة انتقالية، وقال: هناك اتفاق على التحول السياسي واتفاق على تكوين حكومة وفاق وطني برئاسة البشير لمن يشارك في الحوار ولمن يَقبل به) .
وخطورة هذا النص من الخبر أنه يؤكد أن الحوار الوطني كله غايته (تقاسم السلطة).. فحكومة الوفاق الوطني هي لمن يشارك في الحوار أو يلحق بالعربة الخلفية (من يَقبل به).. ولتأكيد المعنى لم يترك ممتاز أي ثغرة للتأويل.. فقال إن خلاصات الحوار لن تؤثر على ما تمخضت عنه انتخابات 2015.. عبارة واضحة كالشمس..!!
أما حكاية استحداث منصب رئيس وزراء ففيها قولان.. ممتاز قال: (ستكون حكومة وفاق وطني برئاسة البشير).. هل يقصد بكلمة (برئاسة البشير) السنام الأعلى، وهو منصب رئيس الجمهورية.. دون الإشارة لمقترح رئيس الوزراء.. أم يقصد أن (برئاسة البشير) تعني بكل دقة عدم وجود رئيس وزراء.. أنا أرجح أنه يقصد المعنى الأخير.. إغلاق الباب تماماً أمام منصب رئيس وزراء في الحكومة المفترضة.. ويؤكد ظني ما ورد في الخبر(على أن يفوض رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة الوفاق الوطني للاضطلاع بقيادة مرحلة ما بعد الحوار الوطني).. فالمعروف أن رئيس الوزراء هو من يشكل الحكومة.. و حامد ممتاز هنا قطع بأن رئيس الجمهورية هو الذي سيشكل الحكومة القادمة.. إذاً ليس هناك منصب رئيس وزراء.. كما يشيع البعض..
ويستمر عرض الحلقة الأخيرة للحوار في تصريحات ممتاز.. فيؤكد أن تعديلات دستورية ستزيد أعداد النواب في البرلمان المركزي، ونواب المجالس التشريعية في الولايات.. ورغم إيماني بأن البرلمان هو المكان الأفضل للمعارضة لإحداث التغيير.. إلا أنني لا أتصور كيف يعمل البرلمان -ويحقق التعديلات التشريعية المأمولة- في حال تضخم عضويته للضعف كما يشاع، (أي أقل بقليل من ألف نائب في المجلس الوطني مثلاً)..
في تقديري أن التوصيات باتت أكثر من واضحة.. فالأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني اختار الزمان المناسب ليخفف الصدمة على شركائه في الحوار الذين عليهم تقبل فكرة أن الحوار أفضى إلى (يبقى الحال على ما هو عليه.. وعلى المتضرر أن يبحث عن أقرب حائط ليضرب رأسه به).

التيار