صلاح احمد عبد الله

المواطن .. ومخزونه الإستراتيجي !!؟


* الحمد لله .. المخزون الإستراتيجي من (لحم) الأضحية .. صار إلى زوال .. حتى العظام استنفزت أغراضها حتى النخاع في أم رقيقة .. بالكسرة .. والشطة بالدكوة .. السلطة أصبحت في خبر كان .. بفضل التحذيرات من الإسهالات المائية ..
*طبعاً لا يوجد مخزون من السكر .. لأن المواطن يذوب في الشاي ما يجده أول بأول حسب القدرة الشرائية .. وأحياناً يشربه مسيخ لأن العنكبوت سيطر على (الجيوب) .. وسعر السكر في إرتفاع دائم .. و يا بخت التجار .. وبعض التماسيح ..!!
* ولا يوجد مخزون من الغاز .. بمعنى أنبوبة أخرى لأن الواحدة وصلفت إلى (١٠٠) جنيه ملئ فقط .. غير سعر الأنبوبة نفسها .. ولا يستطيع المواطن بعد ده كلو .. الإعتماد على الفحم والحطب .. وتكلفة علاج العيون .. وحساسية ما يسيل من الأنوف ..!!
*لا يوجد لدى المواطن .. مخزون ولو بسيط من (المال) .. رغم وعد الحكومة القديم بزيادة الأجور .. لتناسب متطلبات المعيشة .. والمخزون ده معروف وين .. في غرف النوم .. والمكاتب الخاصة وبمختلف أنواع العملات ..؟!؟
*هل يوجد مخزون طعام .. أشك في ذلك .. والحمد لله .. الثلاجة إن وجدت بها الكثير من الماء البارد .. وبعض الأدوية المنقذة للحياة والضرورية في زمان أهل شارع المطار هذا..؟! وحلة طعام واحدة قد يكون لها عدة أيام وهي تترك غالباً للغداء .. أو العشاء .. ولا تتحمل الإثنين معاً .. والبركة في الفول .. وكيس الزيت في أحد الرفوف .. وعلبة الصلصة لها زمن .. وأزمان..!!
*أما في حالات عدم وجود الثلاجة .. ففي تحت الزير متسع لكل شيء ..
*هل يوجد مخزون ملابس أياً كان نوعها .. خارجية أو حتى داخلية .. بصراحة قبل أن يحل علينا هؤلاء القوم .. كان يوجد مثل هذا المخزون من أسندكو والصالون الأخضر .. ومخازن الأفندي والناظر .. وجنبرت .. وبعض الحوانيت والمتاجر الكبرى خاصة في شارع الجمهورية حيث (الموضة) القادمة بأحذيتها من إيطاليا وفرنسا .. وانجلترا والولايات المتحدة حتى قبل أن تصل إلى القاهرة وبيروت ومناطق الخليج التي كانت لا تعرفها ..!!
*وحتى لو جاء أحدهم وقال .. وقال أنه قبل أن (يأتوا) لم تكن لنا قمصان .. ودواليبنا اليوم مليئة .. وهو يدري أن السوداني بطبعه أنيق حتى لو كان ملبسه بسيطاً .. المهم أن يكون نظيفاً كسريرته الداخلية .. وينسى الرجل أيام (العراريق) في تلك الدساكر البعيدة والنائية .. بعد أن صار له مخزوناً إستراتيجياً من الملابس المتنوعة .. أهمها الزي الوطني (للوطني) وتلك العصى الأنيقة .. وكله من مخزون (المال) الإستراتيجي للمواطن .. الذي لم يجده حتى الآن .. ولكنه يعرف أين ذهب ..؟!!
*المواطن ليس له مخزون (دواء) .. لأن الشركات إياها سحبت كل الدولارات من بنك السودان المخصصة لأستيراد الدواء .. حتى صار المواطن يبحث عن الدواء في محلات العطارة والأعشاب البلدية .. إسم الدلع (الطب البديل) ..!؟! والجميع إتجه إليه .. حتى صار مخزونهم منه مستحيلاً .. والسبب كما يقولون الدولار (…….؟!!) .. والإسهالات المائية ..!؟!
*المسكين ليس له مخزون من وسائل تعليم أولاده .. والمدارس الحكومية صارت أطلالاً .. وزادت رسوماً .. والتعليم الخاص في كل مراحله لا قبل له به .. وأصبح له في الشارع العام .. والأسواق والفاقد التربوي (مخزوناً له) ومخازن تحتوي على الكثير من المخازي .. والعياذ بالله ..!!
*وحتى مخزونه الإستراتيجي من الصبر بدأ في النفاذ .. أو التلاشي ..!!
*وهو المخزون الوحيد الذي نفاذه .. يبشر بالخير ..!؟!
*و … إن شاء الله ..
الجريدة