تحقيقات وتقارير

العنف ضد المرأة .. نظرة مغايرة


أمس بينما عقارب الساعة كانت تقترب من العاشرة صباحا تسارع المصورون لنصب عدسات كاميراتهم بعناية فائقة ، داخل قاعة مجلس العمداء بجامعة الرباط الوطني وقبيل تراص المدعوين بالأماكن المخصصة لهم ، انتحى المتحدثون بالمنصة الرئيسة بالتعريج الى موضوع الندوة التي حملت عنوان “دور الشباب في الإصلاح المجتمعي “ والتي عكفت علي تنظيمها وحدة مكافحة العنف ضد المراة والطفل بوزارة العدل بالتعاون مع الجامعة ، وقبل أن يفرغ مقدم البرنامج الي نثر المساحيق حول الأوراق المقدمة بالندوة دلف المتحدثون مباشرة إلى نقض الغزل المنسوج عن تحجيم الدور الطليعي للشباب ،وقبل أن ينفض سامر الندوة عقب اكتمال الساعات المقررة لها ، انقسم المتحدثون المتبارون بالمنصة الي قسمين , فبينما انتحى القسم الاول الى جانب التحدث عن الادوار الغائبة للشباب في النهوض بالمجتمع من خلال أهداف رموا بها نحو الملعب ، خف القسم الآخر الى مناقشة العنف الموجه في المجتمعات ضد المرأة عبر محاولاتهم لصد الكرة عن مراميهم تجاه الملعب الآخر بعد مطالباتهم الدولة لسن قوانيين رادعة تجاه مرتكبي العنف ضد المرأة

(818)حالة عنف
فالعنف ضد المرأة أخذ حيزا مقدرا من النقاش ،الذي تم التداول المستفيض حوله من قبل الحضور ، بغية الخروج بمعالجات وقائية تستوعب التعقيدات التي أدت بالعنف كظاهرة الي أن يمد لسانه ، فارضاً سيطرته على ساحة المجتمعات ، دون رادع وفي ذات السياق ،كشفت رئيس وحدة مكافحة العنف ضد المرأة د.عطيات مصطفي عن شروعهم في إعداد قائمة قومية للحد من العنف ضد المرأة ، من خلال تفعيل الولايات في العمل على التصدي للحالات التي تتعرض للعنف ، وأردفت أن الحالات التي وصلت الى أيادي المكتب القانوني التابع لوزارة الداخلية ، لم تكن كافية مشيرة إلي أن أعلى حالات عنف سجلتها الأضابير القانونية حملتها ولاية شمال كردفان ، وتلتها الخرطوم ،وقالت : إن آخر احصائية قامت بها الوحدة حول تبيان بلاغات العنف ضد المرأة بلغت بموجب محاضر الشرطة للعام قبل الماضي (615) حالة لكنها قفزت في العام المنصرم الي (818).

مسببات العنف
وقبل أن يفيق الحضور من الصدمات الكهربائية التي اوصلتها إلى مسامعهم د.عطيات عبر تيار أحاديثها القاضية بارتفاع نسبة العنف ضد المرأة ، أسرجت الناطق باسم الوحدة الصحافية فاطمة سالم خيالها للتطواف بالحضور حول صياغتهم لوثيقة مفاهيم السلوك غير السليم ،لمسببات العنف الذي اختزلته في محاور: الأمية الخطية ،والجهل الثقافي لدى الرجل والمرأة ، بجانب ضعف الوازع الديني والأخلاقي نتيجة التأثر بالثقافات الدخيلة المتاحة ،عبر الوسائط المختلفة وزادت أنهم توصلوا عبر المسوحات الميدانية إلى أن أكثر حالات العنف التي تقع على المرأة تأتي في إطار العلاقة الزوجية مبينا أن الأهداف والرؤى التي يرنون إليها بالوحدة تندرج تحت خط “نحو مجتمع خال من العنف ضد المرأة” من خلال تنفيذ بنود الارتقاء بأوضاع المرأة في المجالات الصحية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية

صفة بايرة
وبعيداً عن موضوع الندوة سعى اختصاصي الطب النفسي د. علي بلدو إلى التطرق بالحديث حول الاستعدادات النفسية للحياة الاجتماعية للطلاب ، فيما بعد التخرج واصفا بحث الخريج لوظيفة بعد التخرج أنه “يلف زي المروحة” معتبرا البحث عن الوظيفة ، نوعا من الإدمان يصب بالوهم ورمى بحجر في قضايا العنف ضد المرأة جازما بأن الذي يطلق صفة ((بايرة )) ضد فتاة يعتبرا نوعا من العنف.

تقرير:أيمن المدو
صحيفة آخر لحظة