مقالات متنوعة

فهمنا فكرة الحوار الوطني..


لا شيء يدعونا هذه الأيام أن نسخر من مؤتمر الحوار الوطني الذي اقتربت ساعته فهو يوم العاشر القادم .. الساعة عشرة يوم عشرة شهر عشرة و ابقوا عشرة وابصموا بالعشرة . > لكن حينما تنظر هذه الأيام إلى تحديات السودان الحقيقية في نيويورك وجنيف وتل أبيب التي تتمطق الآن لمؤامرة جديدة في دارفور, تتحدث عن تهمة استخدام سلاح كيماوي .. تجد أن الحوار الوطني قيمته إقناع القوى غير الحكومية بأن الحكومة مقلعة عن ( التهميش ) فهي فكرة إقلاع وإقناع . > ومشكلة التنمية والإنتاج والحاجة إلى ترشيد الاستيراد وصلاح الصادر .. كله لا يدخل في فكرة الحوار الوطني . > والطيب مصطفى حينما كان يتحدث عن جدوى الحوار الوطني, لو كان يقصد أنه لن يحل مشكلة الحصار الاقتصادي والعقوبات وعبث الاستيراد وЕفساد الصادر .. فكان يمكن أن يدخل من خلال هذا المقصد إلى الحوار الوطني ما كان سيشكل فيه مضامين قوية جداً . > الحوار الوطني مهم جدا .. نعم .. لكن أهمية لا علاقة لها بمشكلات يصطلي بنارها المشاركون في الحوار من غير الحكوميين .. ولا تهم الحكوميين خاصة أصحاب المدد الطويلة في المواقع الرسمية. . > وهذا وحده .. لو استوعبه المشاركون هؤلاء .. يكفي لتحويل الحوار من قضايا معنوية وإن كانت ستدر عليهم أكبر الامتيازات, إلى قضايا يتضرر منها الشعب بالفعل خاصة أبناء المناطق التي استهدفتها المؤامرة الأجنبية . > والمؤامرة الأجنبية تجدها مفضوحة جدًا في تجديد تلاوة وتدوين الحصار الاقتصادي في أكتوبر عام 2006م . > وندعوك للضحك.. فقد كانت مضحكة بالفعل .. فقد قررت الإدارة الأمريكية في هذا التأريخ في عهد بوش .. وليس مهماً في عهد من منهم .. بأن يستمر الحصار الاقتصادي لكن تلك المرة تستثنى منه حكومة جنوب السودان – قبل الانفصال- و جنوب كردفان والنيل الأزرق .. وأبيي . > وفكرة الحوار لا تتضمن مشكلات السودان الفعلية مثل الحصار الاقتصادي وملف حقوق الإنسان الممتلئ بالأكاذيب. > الحوار الوطني دعا له رئيس الجمهورية ليقول دعونا نتجاوز به صراعاتنا وشكوكنا وهواجسنا .. إلى بناء الوطن ..و هذه فكرة عظيمة .. لكن هل بعد يوم عشرة .. وبعد الإقناع والإقلاع ..هل سيبدأ حوار بناء الوطن على أساس حل المشكلات القادمة من الخارج .؟ > هل سنجد من المشاركين غير الحكوميين من يهتم بقضية الحصار الاقتصادي التي حسمت الحكومة جزءاً صغيراً فيها؟ > هل سيشهد المشاركون في الحوار جميعهم بما فيهم الحركات المسلحة للسودان بأنه أصلا لم يرتكب ما اتخذته واشنطن اسباباً لقرار الحظر التجاري و تجميد الأرصدة ومقاطعة الوارد ومنع الصادر إلى السودان ؟ > وحتى لو افترضنا أن تلك الأسباب كانت حقيقية هل يمكن أن تقف كل القوى المعارضة المسلحة وغير المسلحة لتضغط على واشنطن باعتبار أن تلك الأسباب قد انتفت تماما .. ولم تبق إلا في ملف المؤامرة وببراءة وسذاجة في أذهان المجموعات والطبقات الأمريكية .؟ > لو لم يحدث كل هذا .. ولو لم يصبح هذا ضمن ثمار أية تسوية قادمة مع الجبهة الثورية بمن فيها عبدالواحد .. فلا قيمة وطنية إذن للحوار الوطني .. ستكون له قيمة .. لكنها قيمة سياسية داخلية .. لن تخدم اقتصادا وطنيا ولا خدمات للمواطنين . > الحوار العظيم يقوده غندور في نيويورك .. وصديق عمره مصطفى عثمان في جنيف .. لرفع الحصار .. و لمعالجة ملف حقوق الإنسان . فأي حوار ترى أهم منه.؟ و حسن الملك والقناة > رغم عجز القادرين في وزارة الإعلام الولائية عن التمام إلا أن المبدع حسن محمد علي ملك الإضاءة و الصورة .. القادم إلى قناة الخرطوم من التلفزيون القومي .. قد وضع كل خبرته وموهبته وإبداعه ليعوض عن عجز القادرين عن التمام في حكومة الولاية . > برامج عيد الأضحية الماضي في قناة الخرطوم ظهرت فيها اللمسات السحرية . بمهنية احترافية . > والمبدع حسن قد صقل موهبته بتأهل أكاديمي نال فيه شهادة من المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني بالعاصمة السورية دمشق قبل عشر سنوات . > ويبقى التدريب دائماً مما يؤهل إبداعياً فيما تعجز عنه الحكومات إدارياً رغم توفر الإمكانيات ..فهو عجز القادرين عن التمام . > الملك حسن مثل فنان تشكيلي يرسم بالنور . غداً نلتقي بإذن الله.
المزيد من المقالات…

خالد كسلا

الانتباهة