مقالات متنوعة

البشير والسيسي بدون حلايب..


قمة ولدت ميتة .. ولن تكون لها قيمة غير أن تزيد حجم التبادل التجاري والاستثمار.. لكن هل كل هذا أفضل للسودان مما في احشاء أرض مثلث حلايب المحتلة؟. > حلايب قضية إقتصادية للسودان أيضاً إلى جانب أنها قضية سيادة وحقوق انتماء جغرافي وتاريخي للبشاريين.. لكنها عند طبقة العسكرتاريا التي ظلت تحكم مصر لأكثر من ستة عقود تعتبر منهبة مثل مناطق داخل مصر يقوم بالتعدين فيها الجيش. > وكان الرئيس المنتخب مرسي قد استنكر أن تسيطر طبقة العسكرتاريا لمجرد انها مسلحة على موارد البلاد التي من المفترض ان تكون تابعة لحقائب القطاع الإقتصادي لمجلس الوزراء. > وها هي منطقة حلايب ستكون تابعة لطبقة العسكرتاريا الحاكمة لتضاف إلى المناطق المقفولة بالنفوذ العسكري. > ورشح في اخبار الأمس ان الجانب المصري رفض طرح أو مناقشة قضية حلايب في أجندة اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين السودان ومصر التي انطلقت في القاهرة. > لكن الوفد السوداني لم يتفه ويميع قضية تعني السيادة والحقوق الجغرافية والتاريخية بل تعني الحق السيادي في وضع عضوية الأمم المتحدة. وعلى أي أساس ترفض مصر مناقشة قضية سامية عند الجانب السوداني؟ ولو كان السودان هو الذي يوجد على أرض تعتبرها مصر مصرية هل كانت مصر ستقبل رفض السودان مناقشة قضيتها في اجتماع رسمي كهذا؟. لو كانت فكرة اللجنة هذي هي طرح ما يهم المواطن في البلدين من قضايا .. فما معنى ان تتجاوز قضية مهمة للمواطن السوداني أو المواطن المصري؟. > مساعد وزير الخارجية المصري يعبر دون خجل عن مشكلة ايقاف استيراد السودان للخضروات والفواكه التي اوقفت استيرادها من قبل عدة دول معروفة. > ورغم ذلك تريد الحكومة المصرية أن يناقش السودان معها قضية صادراتها المرفوضة من كل الدول ليقبلها السودان.. وفي نفس الوقت ترفض ان يناقش معها السودان قضية حلايب التي ظلت تجلب الكراهية للدولة المصرية المحكومة بالعسكرتاريا.. لأكثر من ستة عقود. > تخيل أن الحكومة المصرية بكل استخفاف تريد ان تناقش ايقاف استيراد سلع قطاع خاص.. لو لم تكن تابعة للجيش .. وترفض نقاش قضية احتلال لأرض البشاريين. > هذه اللجنة العليا بين مصر والسودان يشارك فيها الجانب المصري بغباء شديد.. فهو لم يهتم بما يعكر صفو العلاقات بين البلدين مثل تعليق قضية حلايب. ولن يكفي ان يشارك في التغطية الاعلامية من الجانب السوداني من يتحدثون عن ان قضية حلايب لا ينبغي أن تقف عائقاً في طريق تحسين العلاقات. فلو كان ثمن تحسين العلاقات هو الصمت عن قضية احتلال حلايب وقبول استيراد الخضروات والفواكه والاسماك المسمومة فلماذا تحسينها اصلاً؟. فهل العلاقات معها ركن من اركان الإسلام.. اذا كان ثمنها التنازل عن حلايب وقبول القاذورات المستوردة منها. > السودان دولة محترمة جداً بمؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية رغم سياساتها الإقتصادية الخاطئة المرسومة بنظريات وهمية من نتائجها الضارة جعل البلاد تستورد دون حياء الخضروات والفواكه والاسماك.. وكأنها دولة صحراوية لا تمتلك أرض خصبة ومياهاً متدفقة وخريف دافق. > العلاقات مع شعب مصر المحترم (اللي زي السكر) ليست هي التي مع العسكرتاريا.. الطبقة العسكرية الحاكمة باستبداد وفساد منذ أكثر من ستة عقود. > ستة عقود عاشها الشعب المصري الجميل بين حروب لم يستطع حسمها الجيش الا بامتهان كرامة المصريين وكل العرب وبين كامب ديفيد.. فحتى الغاز يباع لليهود بثمن بخس.. وبين اعدام للديمقراطية التي من شأنها ان تضع مصر فعلياً قائدة ورائدة في القارة والأقليم. > الشعب المصري عملياً مستقل عن حكومات العسكرتاريا الرديئة التي ما خدمت الا اليهود في عصرهم الذهبي هذا منذ تدهور الخلافة فيها هي ذاتها على اليهودي الالباني محمد علي باشا.. ولم يكن هذا هو اسمه الحقيقي فلا حقيقة في مصر دون تزييف غير علمائها الأجلاء المعروفين. غداً نلتقي بإذن الله.

خالد كسلا

الانتباهة