مقالات متنوعة

البراميل الفارغة


اثار ما كتبناه في هذه الزاوية بالأمس حول الدعوة التي وجهتها جهة شبايبة للفنان المصري محمد فؤاد لزيارة الخرطوم وعدم ترحيبنا بهذه الزيارة ، اثار الكثير من ردود الأفعال المؤيدة لمطلبنا بضرورة سحب هذه الدعوة لأسباب يعرفها الكثيرون ، ذكرناها بالأمس ولا داع لذكرها مرة أخرى.
المهم عندنا ليس ردود الأفعال ولا التأييد لما كتبناه ، لكن المهم أن يفهم من فهموا حديثنا بالخطأ ، أننا لسنا ضد أن يزور بلادنا فناني مصر الشقيقة ولا غيرهم من البلدان الأخرى ، لكنا ضد ضد أن تطأ قدما محمد فؤاد مرة أخرى تراب هذا البلد العزيز بعد ان حاول أن يصورنا كشعب مغلوب على أمره، وهي سقطة كان بإمكانها أن تؤثر في العلاقة الأزلية بين الشعبين الشقيقين لولا حكمة القيادة السياسية في البلدين والنظرة الثاقبة للإعلام السوداني وهو يتعامل مع تلك السقطة بالعقلانية والفهم السديد.
فما بيننا وبين الأشقاء في مصر أكبر من أن يؤثر فيه فنان صغير مثل محمد فؤاد مهما تعالت صرخاته ومهما حاول بعض المحسوبين على الإعلام المصري الذين لا ينظرون أبعد من حدود مصالحهم الشخصية ، وهم للأسف الشديد الأعلى صوتا على طريقة (البراميل الفارغة).
أما الذين وجهوا الدعوة لفؤاد ، هم مساكين لأنهم يجهلون أن الخرطوم سبق لها أن إستضافت من قبل كوكب الشرق أم كلثوم (بجلالة قدرها) في زيارة ظلت تذكرها (الست) وتصفها بأهم زيارتها إلي خارج مصر، إلي أن ودعت الفانية ، وكذلك إستقبلت الخرطوم النجم عادل إمام بنجوميته الباهرة واسمه الكبير وقال ما قال في تلك الزيارة ، هذا غير الكثير من عمالقة الفن والثقافة مصر والوطن العربي .
حقيقة لا ندري من هو صاحب الفكرة الغبية في دعوة هذا الفنان الذي هو بلا تاريخ وبلا عطاء ، وربما يكون غير معروف لدى كثير من إخواننا المصريين ، وربما عرفه بعضهم من خلال المسرحية الهزلية التي قدمها وهو يصرخ في الفضائيات المصرية من الخرطوم إبان مبارة مصر والجزائر ، وهو وقتها كما قلنا (يكركر) في الشيشة في الخرطوم 2 ، ولحظتها سمعنا من عبارات السخرية ما سمعنا من مقدمي البرامج في تلك الفضائيات.
نحن ذات الشعب الذي حاول فؤاد أن يصور أنه يعيش في غابة لاشياء في نفسه نعلمها ويعلمها الشرفاء من ابناء وبنات مصر الحبيبة إلي قلوبنا.
خلاصة الشوف
ليت فؤاد وغيره من يشاركونه الفهم الفقير ، الفطير ، يعلمون أن ما يجمع السودان ومصر أكبر من أن تؤثر فيه خزعبلات وضجيج أصحاب العقول الخاوية ، وأن ما يجمع الشعب السوداني مع شقيقه المصري دم ونيل وتاريخ ، لا تهزه الحكومات ولا تعاقب الأجيال.

معاوية محمد علي

اخر لجظة