تحقيقات وتقارير

نظافة الخرطوم.. قصة مشروع تداوله أعضاء المجلس التشريعي.. كلاكيت ثالث مرة


مؤسف أن تكرر ولاية الخرطوم إعلان عجزها عن النظافة بصورة متكررة، ومحبط كذلك أن يقر أعضاء المجلس التشريعي للولاية أكثر من مرة وآخرها يوم الخميس الماضي بفشل حكومة الولاية وعجزها عن إدارة مشروع النظافة بالصورة المثلى، والمؤسف حقا أن يتوارى أعضاء المجلس على كثرتهم عن قول الحقيقة بخصوص المشروع.

بدءا بمشروع الصحة وسوء إدارته ومشروع المياه والتعليم وغيره من المشاريع التي لم يقوى عود أي منها حتى اليوم، إلا أن النظافة حازت على قلادة أسوأ مشروع دون منازع، ورغم تلجلج أعضاء المجلس التشريعي عن ذكر الأسباب التي أدت لفشله لكنها تبقى واضحة وضوح الشمس وسنبين بعضا منها أدناه بحسب وجهة نظر مواطنين من شتى أنحاء الولاية.

اعتراف غير مجد
تساءل ثلاثة عشر مواطنا من عدد عشرين مواطنا استطلعتهم (اليوم التالي) عن آرائهم بخصوص اعتراف أعضاء المجلس التشريعي لولاية الخرطوم بفشل حكومة الولاية في مشروع النظافة، جميع هؤلاء المواطنين تساءلوا عن مهمة أعضاء المجلس التشريعي ودورهم الذي يجب عليهم القيام به تجاه المواطنين كمفوضين منهم بموجب الانتخابات، وأضاف الثلاثة عشر مواطنا مجتمعين أن أعضاء المجلس اقتربوا من محطة التقاعس عن دورهم المنوط بهم القيام به ما داموا يرون الجهاز التنفيذي ممثلا في حكومة الولاية عاجزا عن القيام بواجبه ولا يستطيعون رده للصواب، وقرأ أحد هؤلاء الثلاثة عشر مواطناً نص الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام يوم الجمعة الماضية وجاء فيه ( أقر أعضاء المجلس التشريعي لولاية الخرطوم بأن نظافة الخرطوم (غلبت) حكومة الولاية وطالبوا بإيجاد حل سريع وفوري لها بإحضار شركات خارجية لنقل النفايات، وطالب العضو محمد هاشم رئيس لجنة الرد على خطاب الوالي نائب رئيس المجلس التشريعي حكومة الولاية بمراجعة وضع الشركات الحكومية والشركات الخاسرة بالولاية والتخلص من الشركات التي ليست لها جدوى، وشدد على ضرورة تنفيذ قرار إزالة الكمائن وكل ما يلوث البيئة بجانب وضع خطة واضحة المعالم للرقابة المستمرة على الأسواق منعا للممارسات السالبة).

ضعف واضح
وبنهاية الخبر علق أحد المواطنين ويدعى عبيد جاد الرب من حي الفردوس بشرق النيل بقوله “إن مثل هذا الاعتراف يجعل المواطن العادي يتلمس ضعف المجلس التشريعي وعدم قدرته على إلزام الجهاز التنفيذي بالقيام بواجباته”.

طعن ظل الفيل
أما التوم يس وهو كان ضمن المستطلعين أيضاً فيرى أن أعضاء المجلس تركوا الفيل وطعنوا في ظله بمنطق المثل الشعبي الشهير (عينك في الفيل تطعن في ظله)، ووجه التوم سؤاله لأعضاء المجلس التشريعي قائلاً ( ماهو دوركم أنتم حين تفشل الحكومة في تنفيذ مشروع اقتطعت تكلفته من ميزانية الدولة وماهو مصير المليارات المُهدرة على المشروع، هل هنالك عقاب وحساب للذين فشلوا في تنفيذه والتحوط لعدم تكرار الفشل، أم فقط دوركم في الاعتراف بالفشل والتوجيه بتغيير طريقة إدارة المشروع ونقله من شركات محلية لأخرى أجنبية بذات الإدارة السابقة؟)، ويضيف التوم على تساؤله السابق ( لو هكذا ينظر أعضاء المجلس التشريعي للإخفاقات الكبيرة، فعلى المال العام السلام ولتنتظر المشاريع الحيوية مزيدا من الفشل المريع وليبشر الفاشلون في الإدارة بطول البقاء في مناصبهم).

لت وعجن
مهما يكن من شيء، تظل قضية النظافة هي قاصمة الظهر والطامة الكبرى لولاية الخرطوم ولهذا يظل الحديث المكرر عن فشلها غير ذي نفع مادام الكل يتجنب الحديث عن فشل إدارة المشروع في إدارته بحسب محمد عبد الله يسكن الحارة (16) أبوزيد بأمبدة، ومحمد يرى أن الحديث عن فشل المشروع هو طمس لحقائق واضحة، أولها أن المشروع لم يفشل بل الذين يجلسون على دفة إدارته هم الفاشلون، وفصل بقوله ” لا يمكن لمشروع ميزانيته بالمليارات وهنالك منظمات عالمية عملاقة تقدم له باستمرار الدعم بالآليات ورغم عن ذلك يفشل، لا لم يفشل المشروع في حد ذاته إنما إدارته هي الفاشلة لأنها عاجزة عن تسييره بخطط صحيحة وفقا لمتطلباته وحتى ينجح مشروع النظافة لابد لأعضاء المجلس التشريعي أن يمتلكوا الشجاعة الكافية بإلزام حكومة الولاية بإقالة اللواء معاش عمر نمر مدير المجلس الأعلى للبيئة وأعوانه جميعا وتعيين آخرين من أهل الكفاءة والدراية التامة بإدارة مثل هذه المشاريع، ولو لم يكن لهؤلاء الأعضاء الشجاعة الكافية فواجبهم الصمت وكفى لأن حديث اللت والعجن لا يفيد في شيء”.

الخرطوم – محمد عبدالباقي
صحيفة اليوم التالي