عالمية

هل ينقذ “اليوان الصيني” الاقتصاد المصري بعد “توحش” الدولار ؟!


وصف خبراء في الشأن الاقتصادي، دخول عملة “اليوان” الصيني، ضمن سلة العملات العالمية المعتمدة، وإدراجه في السلة بوصفه عملة خامسة بجانب الدولار الأمريكي، واليورو الأوروبي، والين الياباني، والجنيه الاسترليني بـ”الخطوة الجيدة”.

وكان الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس دخول عملة اليوان إلى سلة العملات الخاصة بقناة السويس.

واعتبر الخبراء تلك الخطوة، إضافة قوية جدا للاقتصاد المصري، وحماية لإيرادات القناة من التقلبات التي تشهدها أسعار الدولار عالميًا، ويخفض الضغط على الدولار، في ظل الأزمة الدولارية التي تعاني منها مصر.

تخفيض الاعتماد على الدولار

الدكتور عماد مهنا، خبير الاقتصاد السياسي والتخطيط الاستراتيجي، قال إن مصر تعتمد في تعاملاتها بقناة السويس على ثلاث عملات فقط ومن الأفضل أن تدخل في سلة تعاملاتها دول أخرى، موضحًا أن ذلك سيساهم بشكل كبير في تخفيض الاعتماد على الدولار.

وأوضح مهنا، أن واردات مصر من الصين أصبحت تبلغ مايقرب من 11.5 مليار دولار، وصادرات مصر إلى الصين تبلغ 1.5 مليار دولار، وهذه التعاملات كانت تتم بالدولار الأمريكي، الأمر الذي كان يصعب من عملية التعامل بين الدولتين، أما إذا تم التحصيل الآن باليوان الصينى سيعمل ذلك على تسهيل عملية التجارة بين البلدين.

وأكد خبير الاقتصاد السياسي، أن أهمية هذا التغيير استراتيجيا أكثر مما هو اقتصاديا نظرا لأن ذلك سيحسن من صورة مصر أمام دول العالم أجمع ويعطى نظرة بأن مصر دولة منفتحة تستطيع أن تتعامل مع العديد من الدول وإجراء تعديلات على نظم تصديرها وواردتها.

وتابع، “الصين حولت مسار سفنها التي كانت تمر عبر قناة السويس إلى بحر الشمال، الأمر الذي أثر على قناة السويس بالسلب أما في حال تعامل مصر معاها باليوان الصيني سيجعل الصين تتراجع عن موقفها وتعيد تمرير سفنها عبر قناة السويس من جديد”.

حل مشكلة الدولار

فيما أكد الدكتور شريف الخريبي، الخبير الاقتصادي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن قرار إضافة اليوان إلى سلتي وحدات حقوق السحب وعملات رسوم العبور عبر قناة السويس قرار صائب، خاصة وأن الصين تعتبر ثاني أكبر قوة اقتصادية بعد أمريكا، باعتبار أن الولايات المتحدة مديونة بنحو 26 تريليون دولار بسبب أبحاث الفضاء.

وأضاف الخريبي، أن القرار سيعمل على حل مشكلة الدولار، باعتبار ما يحدث في مصر بسبب الدولار غير موجود في أي دولة في العالم وأصبح سلعة وتجارة مثل المخدرات، كما أن القرار ضربة قوية لكل من يتاجر في الدولار.

وأوضح أن علينا أن نزيد من استخدام اليوان الصيني ليس فقط على مستوى قناة السويس ولكن في كل المعاملات.

ضربة قاضية

وفي نفس السياق، رأى رضا لاشين، الخبير الاقتصادي، أن قرار صندوق النقد الدولي، بضم اليوان الصيني إلى سلة احتياطي العملات المعتمدة عالميا جاء نتيجة لتنامي معدلات نمو التجارة الصينية عالميا وهي ثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد أمريكا، لافتا إلى أن إضافة اليوان كعملة تعامل نقدي عالمية إلى سلة العملات سوف يخف من الضغط على الدولار في مصر خاصة أن 15% من الوردات الرسمية تأتى إلينا من الصين.

وأوضح لاشين أن حجم وردات مصر من الصين بلغ 11.2 مليار دولار خلال العام الماضي وهى أكبر شريك تجارى لمصر وكان حجم الوردات منها خلال الثمانية أشهر الاولى من عام 2016 بقيمة 9.8 مليار دولار ويبلغ حجم الاستثمارات الصينية فى مصر إلى 6 مليارات دولار وبالتالي يمكن التعامل باليوان الصين بدلا من الدولار.

وأضاف، أن قرار صندوق النقد بشأن اليوان يمثل ضربة قاضية للدولار وتجارة العملة فى مصر حيث سيقل الطلب على الدولار فيما بعد، وأصبح من الآن بمقدور الصين عقد اتفاقياتها التجارية باستخدام اليوان بدلا من الدولار كذلك لصندوق النقد الدولى أن يقدم قروضًا باليوان الصيني.

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن قناة السويس يمكنها تحصيل إيرداتها من السفن العابرة باليوان بدلا من الدولار وذلك كله يعجل من تصدر الصين لتكون أكبر اقتصاد عالمي قبل أمريكا التى تحتل المشهد الاقتصادي العالمي الآن.

حماية من تقلبات الدولار

وأكد مصطفى هندي الخبير الاقتصادي، أن قرار رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش بإضافة اليوان الصيني لتحصيل رسوم السفن العابرة لقناة السويس، يخفف من الضغط على الدولار الأمريكي الأمر الذي سيجعل مصر أكثر أمانا وحماية من تقلبات سعر الدولار الذي تشهده العملة في الآونة الأخيرة.

وأضاف هندي،في تصريحات خاصة، أن الاعتماد على الدولار الأمريكي فقط يعد أمرا في غاية الخطورة ومن الأفضل ان تزيد مصر من سلة تعاملاتها مع الدول والعملات الأخرى لافتا إلى أن مصر تأخرت كثيرا في اتخاذ هذه الخطوة.

بوابة القاهرة