تحقيقات وتقارير

تفاؤل بالسودان بنتائج الحوار رغم المخاوف


اختتمت أمس الاثنين جلسات الحوار الوطني في السودان الذي أطلقه الرئيس عمر البشير قبل أكثر من عامين، بما سمي بحوار “الوثبة” بمشاركة 75 حزبا سياسيا و32 حركة مسلحة موقعة على اتفاق سلام، وتوصلت لأكثر من 990 توصية بشأن مرتكزات الحوار.

سادت أجواء من التفاؤل في السودان عقب إعلان توصيات المؤتمر العام للحوار الوطني الذي انقضت جلساته أمس الاثنين، وأبدت أحزاب وقوى سياسية شاركت في أعمال هذا الحوار الذي امتد لأكثر من عامين تأييدها لنتائجه، رغم وجود مخاوف من عقبات تعترض تطبيقها.

واعتبرت الأحزاب المشاركة في الحوار أن غياب قوى المعارضة لن يكون مؤثرا على ما وصفته بإرادة الشعب الغالبة، داعية من رفضوا المشاركة بأي مرحلة من مراحل الحوار إلى “أن يلتحقوا بالسفينة”.

ورغم هذا التفاؤل لم تخف الأحزاب ذاتها تخوفها من عثرات قد تعترض سبيل تنفيذ التوصيات، معلنة مقدرتها على تجاوزها بـ”الحنكة” نفسها التي مكنتها من الوصول بالحوار إلى مراحله الأخيرة.

لكنها رأت أن أي نكوص عن إنزال ما ورد بتوصياتها إلى أرض الواقع سيقود البلاد نحو الأسوأ، مبدية اطمئنانها لإعلان الرئيس عمر البشير الالتزام بتنفيذ جميع التوصيات.

واختتمت الاثنين جلسات الحوار الوطني في السودان الذي أطلقه الرئيس البشير قبل أكثر من عامين، بما سمي بحوار “الوثبة” بمشاركة 75 حزبا سياسيا و32 حركة مسلحة موقعة على اتفاق سلام، وتوصلت لأكثر من 990 توصية بشأن مرتكزات الحوار وزعت على ستة محاور.

وقاطعت الحوار قوى المعارضة المنضوية تحت لواء تحالف نداء السودان وقوى الإجماع الوطني وعدد من الفصائل المتمردة وكيانات أخرى مستقلة.

مرحلة جديدة
واعتبر رئيس حزب الحقيقة الفدرالي فضل السيد شعيب أن توصيات الحوار ستؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ البلاد، ورأى أن أبرز ملامحها هي تفكيك دولة الحزب الواحد، والانتقال إلى دولة المؤسسات والقانون.

وأضاف شعيب في حديث للجزيرة نت أن ختام الحوار سيعقبه خير كثير على الشعب السوداني، معتبرا أن الإجماع الذي حظيت به توصيات الحوار “دليل عافية”.

لكنه حذر من أي تماد في عدم تنفيذ مخرجات الحوار، مشيرا الى أن ذلك سيحول وضع السودان للأسوأ “ولن يتصور أحد شكل السودان إذا لم تنفذ توصيات الحوار”.

بينما لم يستبعد عضو آلية الحوار الوطني (7+7) مبارك جمعة أرور تنفيذ القوى السياسية الممانعة عمليات تستهدف تعطيل إنفاذ توصيات الحوار وإفشاله، مؤكدا مقدرة مكونات الحوار على منع أي عقبات أو عثرات تضعها أي جهة بالعزيمة والإرادة التي أوصلت بها الحوار إلى مرحلته النهائية.

انتصار للشعب
واعتبر أرور في تصريح للجزيرة نت ما خرج به الحوار الوطني انتصارا وإنجازا للشعب السوداني قبل المشاركين فيه، معلنا تفاؤله بتنفيذ توصيات الحوار لأجل مصلحة الشعب السوداني.

بدوره، قال الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة السودانية نهار عثمان نهار إن التفاؤل بنجاح الحوار الوطني “واجب لا سيما بعد الالتفاف الكبير الذي حدث حوله”.

واعتبر في حديث للجزيرة نت أن ما حظي به الحوار من توافق يمكن أن يعالج أزمة البلاد “إذا ما أنزلت توصياته على أرض الوقع”، معلنا رغبة الجميع في إكمال هذه المهمة التي ستحكم البلاد في المرحلة المقبلة.

موقع الجزيرة