مقالات متنوعة

السفارة وهالة.. درسٌ ودلالة


دائما ما أطالع بانبهار شديد الخدمة الصحفية المتميزة التي تتحفنا بها مسؤولة الإعلام والاتصالات بالسفارة البريطانية بالخرطوم واسمها المهني هالة الحاج.. أما اسمها الحقيقي فوالدها هو الدكتور عصام محمد الحاج استشاري الطب الباطني بمستشفى رويال كير والمحاضر بكلية الطب بجامعة السودان العالمية وعمها هو الأستاذ ساطع الحاج المحامي الأشهر والسياسي الضليع.. هذا ربما يفسر بعض قدراتها الاستثنائية ولا نصادر جهدها الشخصي في التميز.. من المهم التنويه إلى ضرورة عدم محاولة استغلال علاقاتكم بالوالد أو العم للحصول على تأشيرة دخول لبريطانيا.. فالواسطة محرمة هناك.. ثم يمتد انبهاري بسياسة سفارة المملكة المتحدة بالخرطوم التي تحرص على أن تضع أمام الرأي العام السوداني كل ما يتعلق بعلاقتها بالسودان.. سلبا كان أم إيجابا.. مع دهشة مما يقابلها من موقف من الجانب الحكومي الذي اعتاد على الدغمسة والطناش.. وفي أحسن الأحوال صرف المعلومات بقطارة شحيحة..!
والمناسبة ذلك الإيجاز الصحفي الشامل الذي بثته هالة بعلم ومباركة وربما توجيه سفارتها في وقت اكتفت فيه خارجيتنا بأخبار لا تفاصيل فيها.. يقول البيان.. رحبت المملكة المتحدة بالسفیر عبد الغني النعیم وكیل وزارة الشؤون الخارجیة لجمهوریة السودان في زیارته إلى لندن لحضور الجولة الثانیة من محادثات الحوار الاستراتیجي بین السودان والمملكة المتحدة وقد رحب الوكیل الدائم لوزارة الخارجیة البریطانیة السیر سیمون ماكدونالد بالسفیر عبد الغني النعیم لدى وصوله.. المؤكد أن كثيرين لم يسمعوا برحلة عبد الغني.. ثم يقول البيان.. وفي ختام الزیارة التي امتدت لیومین التقى الوكیل بوزیر أفریقیا، توبیاس ألوود.. ثم ينقل البيان ماذا قال وزيرهم.. عقب الاجتماع قال الوزیر ألوود: كان من دواعي سروري أن أرحب بالسفیر عبد الغني النعیم في لندن. كان حوارنا حول العلاقة بین المملكة المتحدة والسودان مفیداً وقد رحبت بالتزام الحكومة السودانیة بتوسیع وتعمیق التواصل فیما بیننا. لا تزال المملكة المتحدة حریصة على أن ترى ھذه العلاقة تتطور وأن تصبح المملكة المتحدة شریكا رئیسیا في تطویر سودان آمن ینعم بالرخاء.. يا سلام.. ماذا تنتظر الحكومة أفضل من هذا لتنقله لشعبها..؟ تري هل (تحسست) الخارجية من شروط بريطانيا..؟ فقد استدرك الوزير البريطاني حسب البيان أنه.. (تحقیقا لهذه الغایة، شددت على الحكومة السودانیة أھمیة أن تغتنم فرصة خارطة الاتحاد الأفریقي للاتفاق على وقف الأعمال العدائیة في دارفور والمنطقتین، وعلى أن یدخل جمیع الأطراف في حوار سیاسي شامل حول مستقبل الدولة).. كان من السهل أن تنقل لنا الخارجية ملاحظة الوزير هذه.. ثم تُخطِرنا أنها ردت على ملاحظة الوزير بالتأكيد على جدية الحكومة بدليل أنها وقعت خارطة الطريق فيما تلكأ الآخرون.. ثم ينتقل الوزير حسب البيان.. نعم كل هذا في البيان.. ألم أقل لكم إنها أحرص علينا من حكومتنا في تمليك الحقائق؟.. يقول الوزير (لقد عبرت عن قلقي العمیق إزاء الوضع في جبل مرة، ودعوة الحكومة السودانیة إلى منح الأمم المتحدة وغيرهم حق الوصول الكامل إلى ھذه المناطق لرصد الأحداث والنظر في الادعاءات، كادعاء استخدام الأسلحة الكیمیائیة.”).. إنه حديث خطير.. لكن المؤكد أن الأخطر منه صمت الحكومة غير المبرر.. سيما إذا كانت تملك الإجابة والحجج الداحضة.. بدليل أن بعثة يوناميد قالت إنها موجودة هناك.. وكان يمكن للخارجية أن تقول لنا إن بريطانيا قد طلبت ذلك ووافقنا على طلبها لأننا ليس لدينا ما نخفيه..! أما آن الأوان أن يدرك مسؤولونا أن من حق المواطن أن يعلم؟.. هذا هو الدرس الذي تقدمه سفارة المملكة المتحدة عبر منسوبتها هالة في كل مناسبة.
مشاركة في

محمد لطيف

اليوم التالي