عالمية

هل تبدد “الرسائل” حلم كلينتون بالرئاسة؟


انفجرت، الجمعة، “فضيحة” جديدة تضاف إلى سجل فضائح الانتخابات الرئاسية الأميركية، فيما يظل من المبكر توقع تأثيراتها على نتيجة الاقتراع المرتقب في 8 نوفمبر المقبل.

فبعدما قال مكتب التحقيقات الاتحادي “إف.بي.آي”، إنه سيحقق في رسائل إضافية ظهرت حديثا، تتصل باستخدام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لخادم بريد إلكتروني خاص، بدا الأمر على الفور بمثابة تطور بارز في مسار الحملة الانتخابية، قبل 11 يوما فقط من يوم الاقتراع المنتظر.

وبدأ الناخبون الأميركيون في طرح العديد من الأسئلة بشأن هذه الرسائل الجديدة، وماذا تحتوي من معلومات؟ والأهم تأثيرها على هوية قاطن البيت الأبيض القادم.

وكان مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، جيمس كومي، أعلن الجمعة ضبط 4 أجهزة تابعة لمساعدة كلينتون، هوما عابدين وزوجها، والعثور على رسائل بين الزوج وفتاة قاصر تبلغ من العمر 15 عاما.

وقال في خطاب وجهه لعدد من رؤساء اللجان في الكونغرس إن المكتب سيحقق في مزيد من الرسائل المتعلقة بالتحقيق، لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على معلومات سرية.

وفي محاولة لتغطية موقفها سارعت كلينتون إلى مطالبة مكتب التحقيقات بكشف كافة الحقائق الخاصة بالقضية، معتبرة أن التحقيقات لن توصي بما يثبت أي تورط أو إدانة لها.

لكن منافسها المرشح الجمهوري دونالد ترامب استغل إعلان “إف.بي.آي” على الفور، علما بأنه سعى مرارا للاستشهاد باستخدامها لبريدها الإلكتروني الخاص باعتباره تصرفا يجعلها غير مؤهلة للرئاسة.

وأمضى مكتب التحقيقات الاتحادي نحو عام في التحقيق في استخدام كلينتون لخادم بريد إلكتروني خاص أثناء عملها وزيرة للخارجية بين عامي 2009 و 2013 بعد الكشف عن أن بعض تلك الرسائل حوت أسرارا حكومية.

واعتذرت كلينتون مرارا من قبل عن استخدامها الخادم الخاص للبريد الإلكتروني بمنزلها في تشاباكوا في نيويورك. وقالت إن هذا كان خطأ وإنها لم ترسل أو تستقبل معلومات سرية عمدا.

وقال ترامب في بداية مؤتمر انتخابي لحملته في مانشستر بولاية نيو هامبشير “أحتاج أن أبدأ حديثي بإعلان خبر عاجل شديد الخطورة” قبل أن يتحدث عما جاء في خطاب كومي.

وتابع المرشح الجمهوري قائلا “يجب ألا نسمح لها بنقل مخططها الإجرامي إلى المكتب البيضاوي…أكن احتراما كبيرا لحقيقة أن مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل يعتزمان التحلي بالشجاعة لتصحيح الخطأ الفظيع الذي ارتكباه.”

بينما قال بول ريان رئيس مجلس النواب وهو أبرز جمهوري منتخب في الكونغرس إنه يجب ألا يتم إطلاع كلينتون على أي معلومات سرية لحين انتهاء التحقيق.

وقال في بيان “مرة أخرى لا تلومن هيلاري كلينتون إلا نفسها.. عهد إليها ببعض أهم أسرار بلدنا وخانت تلك الثقة بالتعامل بإهمال مع معلومات عالية السرية”.

تطور غير عادي

وبحسب مراقبين، فإن التطور الأخير يعد غير عادي، ويضاف إلى سلسلة طويلة من الفضائح فرضت نفسها على مسار الانتخابات، وقد وقع بينما لم يتبق على موعد الانتخابات سوى 11 يوما، وفي وقت أصبحت فيه ثقة الناخبين هشة للغاية.

وليس من المرجح فعلا أن يقدم مكتب التحقيقات أي تفاصيل أخرى تخص التحقيق الجاري قبل أن يذهب الناخبون إلى مراكز الاقتراع، لكن يبقى التساؤل بشأن حقيقة “ما تم الإعلان عنه”، وتأثيره على النتيجة.

فقد انفجرت القضية لتثير شكوك كثير من الناخبين، من مختلف الفئات، بعد أسابيع من التكهنات والشائعات وعدم التصديق.

والمؤكد أن إعلان “إف بي آي” قد أعاد شحن بطاريات حملة ترامب، كما ظهر مؤثرا على مرشحين هم بالأساس حذرين بشأن كلينتون وممارستها السابقة خلال فترة توليها وزارة الخارجية.

ويتابع الجميع تأثيرات “القصة الجديدة” على الأيام الأخيرة الحاسمة قبيل موعد الانتخابات، وحجم ما قد تحدثه من “تغييرات زلزالية” على مسار حملتي المرشحين وحظوظهما، وذلك بالنظر إلى استطلاعات للرأي أشارت مرارا إلى تقدم كلينتون، وهي استطلاعات شكك المرشح الجمهوري مرارا في مصداقيتها.

ورغم أن كل ذلك لا يبدو غير واضح حتى الآن، إلا أن قضية الرسائل الجديدة من المؤكد ستؤثر على حظوظ كلينتون وترامب بدرجة أو بأخرى، وقد تفرض نفسها حتى على الأيام الأولى لجلوس كلينتون بالمكتب البيضاوي، هذا بفرض فوزها أصلا بالانتخابات.

سكاي نيوز