طب وصحة

غير النباتي والحيواني.. «للبروتين مصادر أخرى» فأيهم أفضل في قيمته الغذائية؟


هل تريد التخلص من بضع كيلوجرامات من وزنك الزائد، لذا تتبع حمية غذائية محددة؟ أو نصحك أحد أصدقائك باتباع نظام غذائي نباتي مثله؟ في أيامنا هذه يحرص الكثيرون على تناول الأغذية الصحية لعيش حياه أكثر حيوية ونشاطًا، والحفاظ على صحتهم، وتناسق أجسادهم. لذا يندفعون بحثًا عن النظام الغذائي الأمثل للتخلص من الوزن الزائد في أسرع وقت، فيختار البعض الاعتماد على الأنظمة الغذائية النباتية فقط، والامتناع عن أي طعام ذي مصدر حيواني، بينما يمزج البعض بين الأغذية النباتية والحيوانية.

فمن المتعارف عليه أنّ أفضل الأنظمة الغذائية للحفاظ على الجسم وإنقاص الوزن هي تلك الأنظمة التي تعتمد على نسبٍ عالية من البروتين، وكميات ضئيلة جدًا من الكربوهيدرات. لكن لماذا؟ حوالي 20% من جسم الإنسان مكوَّن من البروتين، فنجد البروتين في جميع أجزاء الجسم؛ والعضلات، والعظام، والجلد، والشعر، وباقي أجزاء وأنسجة الجسم المختلفة. فهو المكون الأساسي للإنزيمات المسؤولة عن تحفيز وإتمام العمليات الحيوية، وأيضًا المكون الأساسي لهيموجلوبين الدم الذي يحمل الأكسجين لجميع أجزاء الجسم.

يوصى الأطباء بأن يحصل البالغون على ما لا يقل عن 0.8 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم. كما يوّصَى في الولايات المتحدة الأمريكية بالحصول على 46 جرامًا من البروتين يوميًا للنساء، و56 جرامًا يوميًا للرجال فوق سن 19 عامًا.

يتكون البروتين من عدد من الأحماض الأمينية المرتبطة مع بعضها البعض بروابط بيبتيدية. وتختلف كمية وأنواع الأحماض الأمينية المكونة لكل بروتين، وفقًا لمصدر ذلك البروتين، فللبروتين مصادر مختلفة، أساسها قد يكون حيواني، أو نباتي، أو فطري. كل من البروتين الحيواني والنباتي شائعي الاستخدام، أما البروتين الفطري قد لا يعلم به الكثيرون. لذا سنقوم بعرض الفرق بين مصادر البروتين الثلاث، وأيهم ذو قيمة غذائية أكبر، بالإضافة إلى الفوائد والأضرار المتعلقة بالتركيز على مصدر واحد من تلك المصادر.
البروتين النباتي يفتقر للأحماض الأمينية الأساسية

يوجد حوالي 20 حمض أميني يستخدمهم الجسم لبناء البروتينات المختلفة، تُقسم هذه الأحماض الأمينية إلى أحماض أساسية مثل؛ اللايسين، الميثيونين، الفالين، والتربتوفان. وأخرى شبه أساسية مثل؛ الهستدين والأرجنين. وثالثة غير أساسية مثل؛ الجلوتامين والبرولين.

الأحماض غير الأساسية يستطيع جسم الإنسان إنتاجها بسهولة، بينما الأحماض شبه الأساسية يستطيع الجسم إنتاج كميات ضئيلة منها. على عكس الأحماض الأساسية التي لا يستطيع الجسم إنتاجها، والتي يجب الحصول عليها من النظام الغذائي لحاجة الجسم الضرورية لها بمعدلات متفاوتة للحفاظ على حالته الصحية.

يوجد البروتين النباتي في معظم الحبوب والبقوليات؛ كالعدس والأرز البني، الذرة والحمص والشوفان، والفستق واللوز. وبالرغم من ذلك، ووفقًا للدراسة التي أعدها الباحثون في كلية ولاية نيوجيرسي فإن البروتين النباتي من تلك الأغذية يفتقر لبعض الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم، والتي من بينها اللايسين والميثيونين والتربتوفان. أما وفقًا للدراسة التي تمت بالمركز الإقليمي الغربي بوزارة الزراعة الأمريكية، فإن بروتين بعض أنواع فول الصويا يحتوي على كميات ضئيلة من الأحماض الأمينية الأساسية كالميثيونين واللايسين.
الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين النباتي مرتبطة بفوائد صحية

بالرغم من أن البروتين النباتي يفتقر للعديد من العناصر الغذائية الهامة، إلا أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميَّاتٍ كبيرة من البروتين النباتي، تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على صحَّة الجسم. حيث كشفت إحدى الدراسات الوصفية التي تمت في مدرسة طب هارفارد ببوسطن، والتي أجريت على 120 ألف شخص فوق سن الـ 20 عامًا، أن تناول المزيد من المكسرات ارتبط بفقدان الوزن. وأن تناول وجبة واحدة يوميًا من الفول أو الحمص، أو العدس والبازلاء، يؤدي إلى الشعور بالشبع، وبالتالي تحسين فقدان الوزن.
وأظهرت الدراسة التي تمت في مدرسة الطب بجامعة جونز هوبكنز، أن الأنظمة الغذائية الغنية بكميات كبيرة من البروتين النباتي تعمل على خفض معدلات ضغط الدم، ومستوى الكوليسترول بالدم، بالإضافة إلى خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب أكثر بكثير من الأنظمة الغنية بالكربوهيدرات. كما أوضحت إحدى الدراسات التي تمت على مجموعة من الأشخاص المصابين بمرض السكري من النمط الثاني، في معهد بحوث علوم الغدد الصماء بجامعة «الشهيد بهشتي للعلوم الطبية» بإيران؛ أن الاستبدال باللحوم الحمراء البقوليات لمدة 3 أيام أسبوعيًا يؤدي إلى تحسين نسبة الكوليسترول والسكر بالدم.
البروتين الحيواني.. ما بين تفرده بعناصر غذائية وأضرار مُحتملة

يوجد البروتين الحيواني في معظم المنتجات الحيوانية مثل؛ اللحوم الحمراء، والدواجن، والأسماك، والألبان، والبيض. فبالإضافة إلى احتواء البروتينات الحيوانية على الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم، تحتوي أيضًا على العديد من العناصر الغذائية الهامة، والتي يفتقدها البروتين النباتي.

تحتوي الأسماك واللحوم والدواجن على « فيتامين ب 12» الذي يعمل على تعزيز القدرات العقلية، كما تحتوي الأسماك الزيتية كالسلمون والتونة، والبيض، ومنتجات الألبان على «فيتامين د» ، الذي يعمل على تعزيز جهاز المناعة، والوقاية من أمراض القلب، كما يساعد في الوقاية من هشاشة العظام عن طريق تقليل امتصاص الكالسيوم. كما تحتوي الأسماك الدهنية على الحمض الدهني – أوميجا 3 اللازم لصحة الدماغ، والذي يصعب الحصول عليه من مصدر نباتي.

لكن بالرغم من الفوائد المختلفة، إلا أن الإكثار من تناول اللحوم اللحوم الحمراء والمُصنعة، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإصابة بالسرطان، وزيادة الكوليسترول، وكذلك الإصابة بأمراض القلب، والسكر، وزيادة الهرمونات الضارة. لذا يجب الاعتماد على اللحوم البيضاء كالأسماك والدواجن، وتقليل الاعتماد على اللحوم الحمراء والمُصَنعة.

ساسة بوست