عالمية

هل تخطط ميشيل أوباما للرئاسة بعد هزيمة هيلاري كلينتون؟


ليس دونالد ترامب الفائز الوحيد في الانتخابات الأميركية، بل تشاركه سيدة أميركا الأولى الحالية ميشيل أوباما التي أظهرت في الأشهر الأخيرة مقدرة خطابية وقدرة على الإقناع تنافس تلك التي تميز زوجها الرئيس باراك أوباما.

وأظهرت ميشيل استقلالية ورؤية خاصة ومقدرة على التواصل مع الناخب الديمقراطي المتوسط تفوق تلك التي تتمتع بها المرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون، وهي رؤية يأخذها كثير من صقور الحزب الديمقراطي على محمل الجد.
وليست شعبية ميشيل وحدها التي تجعل كثيرين يتساءلون عن الدور الذي ستلعبه بعد الانتخابات، بل إن تواجدها غير المسبوق كسيدة أولى وجزء أساسي من الحملة الانتخابية لدعم هيلاري والجولات الماراثونية التي قامت بها في أنحاء البلاد والخطابات التي ألقتها لدعم كلينتون، زاد من الشكوك بأن الهدف من ذلك تحضيرها لمنصب سياسي مستقبلي.

وميشيل أوباما محامية وخريجة اثنتين من أعرق جامعات أميركا هما برينستون وهارفرد، وهي في الـ52 من عمرها، ما يجعل مستقبلها كمرشحة سياسية ممكناً ولفترة طويلة، وعلى عكس العديد من النخبة السياسية في الولايات المتحدة؛ لم تنحدر ميشيل من عائلة غنية أو طبقة متوسطة، بل من عائلة أميركية من أصول أفريقية فقيرة.
وانعكست خلفيتها الاجتماعية على قدرتها على البقاء بقدمين ثابتتين كسيدة أولى ومحامية سابقة ناجحة، ومنحتها قدرة على التعامل مع الناخبين والإعلام بشكل إيجابي دون تكلف أو تصنع.

أينما ذهبت ميشيل لمساعدة هيلاري في حملتها الانتخابية كانت تجد جموعاً غفيرة منصتة بحماسة. ومن غير المألوف في تاريخ الانتخابات الأميركية أن تقوم السيدة الأولى بهذا الكم من المشاركة في الحملات الانتخابية لنصرة مرشح مستقبلي حتى لو كان من نفس الحزب. لكن الديمقراطيين يدركون أن كلينتون كانت تحتاج إلى من يرفع شعبيتها، وخاصة بين الشباب.

ميشيل أوباما محامية وخريجة اثنتين من أعرق جامعات أميركا هما برينستون وهارفرد، وهي في الـ52 من عمرها

وتطرقت ميشيل في إحدى خطاباتها إلى ذلك، قائلة إن “البعض يتساءل عن السبب وراء دخولي كسيدة أولى بهذا الشكل غير المسبوق في الحملة الانتخابية. وأقول رداً على هذه التساؤلات إننا نواجه انتخابات غير عادية وغير مسبوقة، ولهذا أنا هنا بهذا الشكل الفعال”.
كما أن إصرار أوباما وميشيل على نفي أي شبهات حول رغبة السيدة الأولى في العودة إلى البيت الأبيض كرئيسة أو إلى الساحة السياسية كعضو كونغرس يعزز تلك الشبهات.

وتحظى ميشيل بإعجاب كثير من الأميركيين، حتى من غير الديمقراطيين. ومن اللافت للانتباه أن دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية لم يوجّه أي انتقادات أو شتائم أو سخر منها، وهو الذي لم يبق شخصاً أو مجموعة دون أن يطلق عليها لسانه السليط، ولعله بذلك يدرك مدى شعبيتها وضرورة عدم المساس بها.
ركزت أوباما خلال سنوات تواجدها بالبيت الأبيض على التعليم والتغذية السليمة للأطفال وطلاب المدارس، وهي مشاكل جذرية في الولايات المتحدة. كما حافظت على شخصيتها القوية واستقلالها وبدت في ظهورها الإعلامي واختلاطها بالناس غير متكلفة وطبيعية. وكلها صفات لها أهميتها في التسابق على مناصب سياسية.
وعبرت ميشيل في أكثر من مناسبة عن خططها المستقبلية بعد انتهاء ولاية زوجها ورغبتها أن تبقى فاعلة ومؤثرة في المجتمع والسياسة الأميركية، لكنها نفت وبشكل مستمر أي رغبة بالعودة إلى البيت الأبيض بسبب المتاعب التي تأتي مع منصب الرئاسة.
لكن هذا النفي القاطع لا يتماشى مع الرغبة بالاستمرار في التأثير على الساحة التي عبرت عنها، ويرجح البعض أن ميشيل قد تأخذ خطوات مشابهة لتلك التي أخذتها كلينتون بعد الخروج من البيت الأبيض عام 2001، حيث فازت بالانتخابات كمرشحة لمجلس الشيوخ مرتين عن ولاية نيويورك، قبل أن تعود لحلبة السباق وتنافس على الرئاسة.

العربي الجديد