تحقيقات وتقارير

التشكيك في البيانات .. سرقة لسان الميرغني


من سرق لسان الميرغني إذن ؟ الثابت ظاهراً أن الميرغني تم على يديه تحرير بيانات حملت في طياتها عباراته الشهيرة والمعروفة بين عامة الاتحاديين، وإلا لماذا سكت الرجل عن نفيها، ولأن السكوت في معرض الحاجة إلى بيان بيان، حسبما تنص القاعدة العامة، فإن أمر البيانات الصادرة في الأيام الماضية مردها إلى الميرغني ومكتبه

أصابع آثمة
حسناً : شكوك حامت حول أمر البيانات المشار إليها، لكن هب أن هذه الشكوك صحيحة فمن يجروء إذن على إصدار قرارات باسم رئيس الاتحادي الأصل وهوالوحيد الذي يحق له وـ بنص الدستور ـ فعل ما يشاء ومتى ما يشاء لأن أصابع آثمة عبثت بدستور الحزب المجاز من مؤتمر المرجعية في العام 2004 وحولت النظام فيه إلى نظام رئاسي بعد أن صنعت حبل من مسد ولفته حول رقبة الحزب، وأفسدت الحياة داخله بعد أن أوقفت الاوكسجين وخنقته حتى تمرق جسده في الحلقة الجهنمية، ولم يبق منه إلا رأسه، ذلك كان إقراراً وكشف حال من القيادي الاتحادي علي السيد في تصريحات سابقة .. فواقع الحال داخل الحزب العتيق يؤكد إدعاءات السيد بل ويجعلها حقيقة ترى بالعين المجردة إلا لمن في عينه رمد .

حدث بفيلا الميرغني
لماذا التشكيك إذن في شرعية البيانات الصادرة من مكتب الميرغني وتصويرها كانها ابن سفاح؟ هل للأمر علاقة بخلافات الحسن وخصومه من أسماهم بالدواعش؟ الإجابة جاءت من قيادي رفيع عاد إلى البلاد لتوه قادماً من قاهرة المعز بعد أن قضى أياماً بفيلا الميرغني بمصر الجديدة، بحضرة زعيمه الغائب عن البلاد لثلاث سنوات الرجل قال لـ(آخر لحظة ) إن مروجي (فرية) أن البيانات ليست صادرة من الميرغني هم الحسن وصحبه من الذين تسللوا خلسة في غيابه وسرقوا مؤسسات الحزب، ثم ألقوا بها في غياهب سلطة لم يكن مرضياً عنها من جماهير وقواعد الحزب، ونالوا حظهم من الثروة والسلطة دون مسوغ شرعي بعد أن زورت لهم أختام الحزب وأوراقه الرسيمة، ورفعوا لافتات كاذبة وشعارات فارغة المضمون متدثرين بثوب الوطن والمواطن .

رصاصة الرحمة
لغة البيانات المشكوك في أصلها تثبت بما لايدع مجالاً للشك أنها صادرة من مكتب الميرغني حسبما يرى القيادي العائد من (أم الدنيا) ويزيد أن بيانات أخرى تحمل قرارات خطيرة ومصيرية سترتب أوراق الحزب المبعثرة في طريقها إلى الخرطوم، بعد اكتمال المشاورات حولها مع القيادات التي لا زالت تقبع بجوار زعيمها من لدن مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2010، حاتم السر القيادي المقرب من الميرغني جعفر أحمد عبد الله، ومدير مكتب الميرغني أمين عثمان، وسكرتيره الخاص محمد الحسن مساعد، وتابع في كشف المزيد من المستور لـ(آخر لحظة) أن القرارات القادمة ستجرد الحسن ومن شايعه من كافة الصلاحيات المتوهمة في مخيلتهم، وستكون بمثابة رصاصة الرحمة لآخر ما تبقى من حياة لعهد الحسن على حد تعبيره، ثم يمضي الرجل ويتحدث بحسرة عن بيان سبقه إلى الخرطوم تحدث صراحة عن تجريد بعض الذين تلقدوا مناصب دستورية دون وجه حق باسم الحزب، لكن البيان تم تنقيحه وحذفت منه عبارات التجريد، وتم استبدالها بكلمات أقل كلفة وتحمل دلالات التسوية وطي الخلاف داخل الحزب وإنطلاقة مرحلة جديدة .

الخروج النهائي
ما يحدث في البرلمان من كتلة نواب الاتحادي وخوضهم معركة الانتصار للذات، عبر تصعيد قضية النائبة عن الحزب عائشة محمد أحمد صالح لم يكن بعيداً عن ما يدور داخل دهاليز الحزب، ويبدو أن بعض النواب بدوأ في ترتيب أوراقهم استعداداً لمرحلة ما بعد الحسن الميرغني، التي ربما تعيد الحزب المخطوف إلى جماهيره بعد إعلان الخروج النهائي من عباءة الحزب الحاكم وإعلان مرحلة جديدة يقودها خصوم الحسن من حرس والده القديم، وفقاً لبيانات قادمة تسبق عودة الميرغني إلى الخرطوم، ثم من المنتظر أن يغادر الحسن البلاد مغاضباً ـ هذه المرة ليس من تصرفات الحكومة تجاهه أو شعوره بالتهميش، بل من مناصرة والده للخصوم، بعد عودته من مدينة بورتسودان مقر إقامته الحالي.

تقرير:علي الدالي
صحيفة آخر لحظة