صلاح الدين عووضة

صدقناكم ولكن !!


*قالت الشرطة إن حادثة عفراء ليست انتحاراً..

*هو لص موبايلات كان يلاحقه شرطيون فوقع من أعلى النفق..

*وفور وقوعه صادفته سيارة مسرعة فدهسته..

*وأن هذه الملاحقة تمت بتنسيق بين شرطة ولايتي الخرطوم والجزيرة..

*ونحن نقول للشرطة أن بيانكم هذا على العين والرأس..

*فهو قد وضَّح لنا ما التبس على كثيرين (سرحوا) به في مواقع التواصل..

*فلا هو كان في تظاهرات محيط عفراء المسائية..

*ولا هو انتحر أسوة بالثلاثة الذين فعلوها جراء تداعيات الانهيار الاقتصادي..

*ولا هو كان في رأسه الذي (تدشدش) أي أجندة سياسية..

*ولا صرخ قبيل قفزه (دي حالة أخير منها الموت)..

*فقط هو فضل (قتل نفسه) على اعتقال يفضي به إلى السجن بسبب موبايلات..

*وهذا تفضيل لخيار غريب بما أنه لم (يقتل نفساً)..

*ولم يقل لنا البيان الشرطي أنه (مسجل خطر) وجاري البحث عنه بشدة..

*فالشرطة إذاً- رغم تصديقنا لها- نلقي عليها بعض اللوم..

*فقد كان من المستحسن إخطارنا- قبل وقت كاف- بما استجد من سياساتها..

*وأعني تعاملها بكل عنف مع سرقة الهواتف النقالة..

*وأن من يسرق جوالاً في نيالا – مثلاً- يمكن (مطاردته) حتى حلفا..

*فلو أنها فعلت لما امتلأت صحفنا بأخبار سرقة الموبايلات..

*فـ(عادي) جداً الآن خطف جوال شخص من على أذنه في السوق العربي..

*بل تكاد مثل هذه الحوادث تقع كل يوم دون استدعاء (دهشة)..

*ولذلك (اندهش) الناس من مطاردة (مركزية) لحرامي هواتف (ولائي)..

*وليست مطاردة طبيعية، وإنما أفضت إلى انتحار..

*بقي أن نشرح سبب مفردة (لكن) التي (لكنَّا) بها تصديقنا بيان الشرطة..

*ولعل الشرطة ذاتها تعلم استحالة انتحار سارق هواتف..

*فحتى (كتالين الكتلة) لا ينتحرون عند محاولة إلقاء القبض عليهم..

*كما إنها لا يمكن أن تلصق تهمة السرقة بمنتحر..

*فهو إن لم يكن كذلك – فعلاً- فستُواجه ببلاغ إشانة سمعة من تلقاء أسرته..

*فما يقبله (المنطق)- إذاً- هو الجمع بين معطيين..

*معطى أنه كان يسرق أجهزة موبايل لمواجهة ظروف معيشية (ضاغطة)..

*ومعطى أنه كان متردداً في الانتحار بسبب هذه الظروف..

*فلما وجد أنه بصدد (ضغوط) أشد- عند مطاردته- وضع حداً لتردده هذا..

*وأي تفسير خلاف ذلك سيقودنا إلى موقف (محرج)..

*سيعني أن سرقة الهواتف صارت من كبريات (الحوادث الخطيرة)..

*بأكثر من حادثة زميلنا (عثمان ميرغني!!!).

صحيفة الصيحة