مقالات متنوعة

وزير أماراتي يطعم الطيور في سمائها


*عرفت معالي أحمد خليفة السويدي وزير خارجية دولة الإمارات الأسبق، على مدى سنوات، رجل شامخ القامة، مشرق القسمات، يمتلك من التوهج العلمي ما يجعلك تشعر أنه مكتبة تمشي بين الناس، ذات صباح خرجت أتجول على أطراف مدينة العين الإماراتية فشهدت مجموعة من العمال يحملون أكياسا من القمح ينثرونها على الرمال فتوجهت نحوهم أسألهم : ماهذا الذي تفعلون ؟ فقال لي أحدهم : إن هناك توجيهاً قد صدر من معالي الوزير أن ننثر هذا القمح على أطراف الرمال طعاماً للطيور، الحاضر منها والغائب، فقلت لنفسي ما أعظمه من رجل يعمل على إطعام الطيور وهي في سمائها بحثاً عن الأجر .

* وجه كاتب رواية (العجوزر والبحر) والتي تعد من أعظم الروايات التي عرفها التاريخ الأمريكي آرنست همنغواي مسدسه نحو رأسه ثم ضغط على الزناد، مات الكاتب الكبير منتحراً بعد أن أحس أنه أصبح غير قادر على الكتابة، وأن أجنحته الخضراء لم تعد قادرة على التحليق بحثاً عن مدينة فاضلة يأوي إليها ولو بخياله، فأختار أن يموت وهو في قمة توهجه الإبداعي على أن يموت وهو مجرد عجوز منهك.

* ظل الفنان الراحل عبد المنعم حسيب على مدى سنوات يقطع الليالي سفراً بين أروقة الإذاعة، وذلك من أجل الحصول على فرصة تسجيل أغنية جديدة، إلا أن الإذاعة ظلت بعيونها الناعسة تمنحه وعوداً سرابية الأمواج، وهو صابر على دلالها، تعرض إلى حادث إليم أودى بحياته، إرتحل هذا المبدع الجميل وفي قلبه حسرة على أغنية جديدة تمنى أن تسعد بها جماهيره، ولكن الأيام لم تسمح له بذلك، المدهش في الأمر أن الإذاعة سارعت في نعيه ، الا أنها لم تزل حتى اليوم مغلقة أبوابها أمام تسجيل الجديد من الأغنيات
* أخذ الفنان عبد الحليم حافظ يتأمل في حارس لإحدى العمارات المملوكة له يتناول طبقاً من فول ساخن بطريقة فيها من متعة كاد أن يحسده عليها، فقال لنفسه ليتني أنا وهذا الحارس تبادلنا مواقعنا في الحياة، أن يكون هذا الحارس هو الفنان عبد الحليم حافظ الذي تصفق له الملايين، وأن أكون أنا مكانه حارساً في هذه العمارة أتناول صحناً من الفول الشهي دون تعليمات من طبيب .

* أكد أحد أصدقاء الرسام العالمي دافنشي أنه لم يرسم لوحة الموناليزا من وحي امرأة أحبها، ولكنه رسم لوحته لامرأة مستحيلة صاغها من خياله، وأضاف أن عدداً من المؤرخين حاولوا أن يكشفوا عن السر الذي يكمن خلف ابتسامة الموناليزا الغامضة، إلا أنهم فشلوا في ذلك، ليتهم يعلمون أن الرسام الكبير كان يرسم ابتسامة من خياله بحث عنها بين غابات من الابتسامات لكنه لم يجد لها أثراً.

هدية البستان
صوت السواقي الحاني
ذكرني ماضي بعيد
وعلى الرمال آثارك
طرتني ليلة عيد
علمني قلبك ينسى
ترخص غلاوة الريد
باقي الطريق بمشيهو
خليني فيهو وحيد

لو.أن – اسحاق الحلنقي
صحيفة آخر لحظة