تحقيقات وتقارير

أحاجي الحبوبات .. إنقراض حكاية الحكاية


تعد من مصادر الأدب والتربية للأطفال إذ تنشئ فيهم روح الوطنية والحماس ؛ لاتقل أهمية عن المسرح والإذاعات والتلفزيون ؛ الأحاجي والأمثال على لسان الحبوبات تنداح بحضور الأساطير وبديع القصص الشعبي ، والخرافة متأملة في الأدب دون محدودية تفتق خيال الصغار في محيطها مما يدفعها لخلق فضاءاتها الخاصة والتحليق فيها ومن ثم استدعاء رصيدها من الخيال لتضفي عليها اتساعاً واتساقاً يكشف حنكة تخيلية بين عوالم التجوال والأدب والسحر من خلال ماتستنتجه من تعقيد بواقعية سحرية .

أخلاق وقيم
حتى وقت قريب كانت تتغلغل في سمع كل منزل سوداني في وقت المغربية حيث كان الأطفال يجلسون متسمرين مع جدتهم لسماع القصص أو (الأحاجي) مثل (فاطمة السمحة، والغول) وغيرهما من الأحاجي التي تجذب الأطفال وتجعلهم ينتظرون وقت المغرب بفارغ الصبر حتى يجلسون حول جدتهم عادة جميلة تميز بها المجتمع السوداني ، غالباً يقصد بها زرع كل ما هو جميل في نفوس الأطفال، حيث تختار الحبوبة اللغة والكلمات المناسبة في توصيل المعلومة التي تعتمد على اللهجة المحلية مع مصاحبة بعض الرمزيات التي يتم توضيحها بعد نهاية كل قصة

إنهزام
التلفاز وما يعرض به من مسلسلات مختلفة، تركية وأخرى هندية، أبعدت الحبوبات والأطفال من ذاك الجو الجميل الذي يجمع بينهم واندثرت بدخول وسائل التسلية المتطورة من بلي استيشن ودخول الأطفال لمواقع الإنترنت للبحث عن القصص الجديدة وبعض القنوات التي تخصصت في برامج ومسلسلات الأطفال غير أن عقول الأطفال أصبحت متفتحة وتبحث دائماً عن الجديد والمثير، بجانب تطور العلم ماجعل الأطفال يدركون كل شيء حولهم.

مشاغل حياتية
الكثيرون أجمعوا إنه إلى جانب ذلك الحبوبات أخذتهن مشاغل الحياة ، والمشاكل الأسرية التي خلقت جفوة بين الأسر فكل شخص يكون منعزلاً في غرفته يشاهد التلفزيون أو جالساً يتصفح الإنترنت، حتى أن العادة أضحت غير موجودة أو بالأحرى اندثرت في المجتمع السوداني ولكن على الرغم من ذلك تبقى للحبوبة مكانتها الخاصة التي تميزها عن بقية الأسرة لما تبذله من جهد لربط أطراف أسرتها حولها.

صحيفة التيار