صلاح احمد عبد الله

عبده المسكين.. والتترسايكلين..؟!


* تحت الشجرة.. أمام منزل (عباس دلاقين).. كان (عبده) يحكي.. ويحاول أن يجاري الحضور في الكلام عن السياسة.. انتهى من كباية القهوة قائلاً:
* وين الرقابة على الأدوية يا جماعة.. مجلس الصيدلة والسموم.. طلع تسعيرة أغلى من تسعيرة الصيدليات.. ليه يا جماعة..؟! الولد شرح لي ولم أفهم.. طيب من فوضة لذلك.. وأساساً قروش الدواء من بنك السودان بتمشي وين..؟!.. مش (١٠٪) من عائدات الصادر فقط..؟ دايرين نعرف عائدات الصادر دي (ذاتا) بتمشي وين؟!
* الصمغ العربي وين..؟ وين الملايين.. (ابتسم الحضور وتذكروا القصيدة الشهيرة).. بينما واصل.. والسمسم.. عرفنا ان اثيوبيا تصدر أكثر مننا.. ليه؟.. يا هو سمسمنا ده.. سمسم القضارف ولا واحد تاني؟!.. هل يا ربي من اراضي الفشقة؟.. المعلومات تقول ان الثروة الحيوانية متوفرة بكثرة.. وين العائدات؟!.. والجلود اصبح تتجه غرباً.. ويقولون ان بعض دول غرب افريقيا.. تستلذ بطباختها أكلاً.. (؟!!).. وهل هناك عائدات لهذه الجلود.. من اسبانيا.. وايطاليا..؟.. وهل هناك متحكمون ومتنفذون يسيطرون على هذه التجارة..؟!.. من هم؟.. واين اصحاب (المدابغ) الذين مارسوها السنين الطوال.. وكانت عادات صادرهم ترفد الخزينة بالعملات الحرة..؟!
* حتى حب البطيخ.. كان يجد حظه من الشهرة.. البعض يحكي ان (درب الاربعين) صار سالكاً أمامه.. وهل (الثعلب) صار يتجول بحرية هناك.. ومن يصطاده؟ لا اريد ان احكي عن البنيات التحتية التي (هدمت).. لمصلحة البعض.. مثل مشروع الجزيرة.. وكل توابعه الداخلية والخارجية.. سودانيز.. الخطوط البحرية.. السكة الحديد.. النقل الميكانيكي.. المخازن والمهمات.. النقل النهري.. كل ذلك كان يربط السودان الكبير مع بعضه بعضاً.. ويرفد الخزينة العامة بالكثير من الأموال.. يستفيد منها المواطن.. خاصة في التعليم والصحة..
* أكثر المستفيدين من ذلك.. كانوا من اهل الشوارع الخلفية.. والقرى النائية.. وغالبيتهم.. صاروا اليوم من كبار المسؤولين.. من الكبار (جداً)..؟!
* الحكومة رفعت الدعم.. الأهم الدواء.. المرض متفشي بطول البلاد وعرضها.. ورغم ذلك.. الله لطيف بعباده.. بعيداً عن الحكومة وأهل شارع المطار.. مازال الصبر والتكافل موجودان بين الناس.. اهلاً وجيراناً وأصدقاء.. ولكن من المستفيد من اموال (الدواء).. الشركات التي تزور المستندات.. والسجل التجاري.. من هم مالكوها؟ وهل لهم علاقة بالدولة.. والمتنفذين فيها.. (كلهم).. من هم؟!.. يا وزير العدل.. وهل التحلل.. حلالاً.. وحلاً.. لمن سرق أموال المرضى والضعفاء.. من هذا الشعب.. وكيف يدفع بالاقساط ما سرقه.. ويخرج وهو يدندن.. هي لله.. بكل قبح وفظاظة وغلاظة قلب..؟
* بلادنا ما زالت بخيرها.. وخيراتها.. صدقوني لو قلت لكم قد لا نحتاج لبترول او حتى الذهب لأن العائدات من ذلك لم تظهر كل هذه السنوات.. ولا نريدها.. ما دام الجشع اعمى عيون الكبار.. النيل موجود.. والتربة الخصبة متوفرة بكثرة.. والانسان ما يزال ايضاً.. بكل خيره وخيراته.. وحبه لهذا الوطن..!!
* الزراعة.. الزراعة.. هي المخرج.. لهذه الازمات كلها.. رغم فشل النفرة الزراعية السابقة.. واهدار اموالها..؟!
* كان يتكلم بحماس طاغي.. وكلنا نستمع باهتمام.. فعلاً لقد لمس جوانباً هامة في المشكلة..؟.. وواصل قائلاً.. المشكلة أصبحت في (التماسيح) التي احتكرت شواطيء الانهار.. خاصة حول الخرطوم.. أكثر من (١٫٨٠٠٫٠٠٠) فدان من أخصب اراضي العالم.. صارت بأيدي (قلة).. سكناً.. واستثماراً محلياً أو اجنبياً.. ومزارع خاصة..
* صدقوني.. كما يقول الكثيرون.. انها تكفي كل اهل السودان.. مع فائض يمكن ان يصدر الى الخارج..!!
* ولكننا يا سادة.. ننتظر كل هذا.. من غير هؤلاء.. ومن شايعهم من أحزاب الكهنوت.. وأحزاب الفتات.. وانا اثق في قدرة هذا الشعب..؟!
* وسيعود التتراسايكلين.. ونتعالج.. ونتعلم..
* بعد أن تشرق الشمس.. بكل الخير.. والخيرات..؟!

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة