مقالات متنوعة

الميرغني مغرم بطفلة السحب البيضاء


* قال السيد إبراهيم الميرغني في حوار أجريناه معه أنا والأخ المذيع عماد البشرى في إذاعة المساء أنه مغرم بالزراعة طفلة السحب البيضاء، أما هوايته للصيد فإنها تلبس قلبه خاتماً وتسكن أعماقه لؤلؤة، أما عن القراءة فقال أنها أغنيته المفضلة التي لا يمل سماعها، فسألته فجأة عن رأيه في السياسة، فاجابني باسماً: السياسة تعمل من خلف ستار، وأنا أعشق المواجهة وأضاف أن علاقتي بها مثل علاقة البحر بالسفن المسافرة، وهي لا تعلم أن الرياح لها كلمتها، ونحن نغادر الاستديو قال لي زميلي عماد البشرى أنه احس من خلال حواره مع السيد إبراهيم بأنه أمام مثقف حاصل على مرتبة الشرف في تعامله مع الكلمة ذات الرؤى الجمالية..

* ذكرت بطلة فضيحة البيت الأبيض الأمريكي (مونيكا) أنها أثناء تناولها وجبة للعشاء في مطعم شعبي على أطراف المدينة تفاجأت بالرئيس الامريكي بيل كلينتون يدلف إلي المطعم ثم يتجه مباشرة إلي المسرح الخاص بالمطعم ليتناول آلة الساكسفون من أحد العازفين ثم يبدأ في عزف أغنية فرانك سيناترا (شموع لكنها سوداء) فقالت لصاحبتها لقد قتلني هذا الرئيس العازف، وأضافت أنها بعد تلك الأمسية أنها ظلت تتبعه أين ما اتجه في حفلاته الرسمية والخاصة، مما جعله يقول لها يوماً: أنتي تتبعيني مثل ظلي، فردت عليه قائلة: بل إن قلبي هو الذي يتبعك، ومن هنا اشتعل الحريق الذي جمع بينهما في البيت الأبيض، وكانت دائماً تقول: إن كلينتون واصل حياته سعيداً، ولكنه جعل مني امرأة نصف ميتة.

قالت له: هل تصدق بأني لم أعد أنظر في المرآة بعد أن ظهرت على شعري خيوطاً من الشيب بيضاء.. وأضافت بصوتٍ فيه الكثير من الإنكسار : إن في الشيب دلالة تشير إلى أن ربيعي قد زوى وأن الخريف قد أصبح على بعد خطوة من ايامه.. قال لها: إن المرأة جميلة الدواخل لا يمكن للخريف أن يقترب منها، أما المرأة التي لا تحمل دواخلها جمالاً فإنها معرضة في أي وقت لهجمة شرسة من شتاء بارد، بعد خروجه مباشرةً عادت إلى المرآة تتأمل خيوطاً من شعرها الأبيض، فأحست أن هذه الخيوط قد تحولت إلى مواكب من النجوم تتمشى على ضفائرها.

* لم أزل أذكر قصة الحطاب والأميرة التي كانت ترويها لنا جدتي عليها الرحمة في طفوتنا الأولى تحت أضواء المصابيح المرهقة في ليل كسلا، كنت أنا بالذات أحزن كثيراً من النهاية التي تعرض لها حطاب الغابة، حيث صدر له حكم ملكي بأن يحمل صخرة على كتفه لمدة عام، لمجرد أنه قابل ابتسامة حبيبته بوردة بيضاء، ألقاها عليها وهي في طريقها للقصر، كثيراً ما تساءلت: إلى متى يظل أخطبوط الطبقية البغيضة يتحكم في مشاعر الناس فيصبح قاتلاً للفراشة وهي تعانق الجدول.

* كان الفنان الراحل أحمد الجابري يعيش حالة من الهيام بطائر البلوم، قال لي مرة إنه يتمنى أن يغني لهذا الطائر، بعدها بأيام غادرت إلى كسلا وأثناء جولة لي على البساتين في السواقي الشمالية، وجدت سرباً من طيور البلوم تتزاحم على جدول عند المغيب، فجلست هناك تحت شجرة كثيفة الظلال لأكتب أغنية (البلوم في فرعه غنى)، فغناها الجابري

* هدية البستان
تتذكري كيف عند الجدول جلستنا الكانت يا زينة
ألوان الزهرة تفرحنا وأنغام الساقية تبكينا
طفلين كنا لا شايلين هم لا عارفين بكرة الجايينا

لو.أن – اسحاق الحلنقي
صحيفة آخر لحظة