مقالات متنوعة

بين نغمة من كمان ورنة من ساكس


*هاتفني أحد الزملاء من هواة الشمارات أنه قرأ عن الشاعر الغنائي الذي نال جائزة نوبل قائلاً: ترى هل كان الأمر حقيقة بالفعل أم أنها مجرد خيوط من خيال؟.. فقلت له بعد أن شعرت أن كلمته فيها شيء من رماد، قلت له نعم إنها حقيقة كاملة الإضاءة، كما أكدت له أن الشاعر صاحب الجائزة نفسه كان يشك أيضاً في حصوله عليها، إلا أنه كان مؤمناً أن أهله من حملة أوسمة الإبداع الحقيقي يعلمون تماماً أنه يستحق هذه الجائزة بعد أن ظل على مدى نصف قرن يوزع أيامه عليهم نغماً من كمان أو رنة من ساكس.

*أثناء حوار أجرته الإذاعة مع الفنان محمد الأمين، وجه له مقدم البرنامج سؤالاً عن متى سيعمل على تقديم أغنيته الجديدة (اللارنجة)، فأجاب أبو اللمين ضاحكاً بعد أن ينتهي موسم (منقة) الحلنقي في سوق الإذاعة، جاء ذلك أثناء تسجيل عدد من الأغاني المعبأة بالغزل في عيون الفواكه القادمة من جناين كسلا ومن حدائق الباقير، حيث تغنى الفنان الراحل محمد سلام بأغنية (اتعزز الليمون)، كما تغنى التاج مكي بأغنية (العنبة)، أما البلابل فقد اخترن (لون المنقة) التي أصبحت مثل السلام الجمهوري يبدأ بها الحفل ثم ينتهي على أنغامها.
*قال السفير الكويتي الأسبق أثناء رحلة نيلية قام بها مع عدد من موظفي سفارة الكويت في الخرطوم، إن مشاهدة الأمواج على النيل وهي تتعانق مبتسمة، فيها من الإبداع ما يجعل المرء يشعر وكأنه يتناول رشفة من ماء زمزم.. وأضاف أنه يستغرب كثيراً من أولئك الذين يهاجرون إلى أوطان أخرى وهم يمتلكون وطناً ينام بين نيلين، وقال سعادة السفير إن هجرة العصافير في رأيه هي هجرة من رقة الوردة إلى طعنة من سكين.

*أصر الراحل الشاعر عثمان خالد على عدم دفع قيمة فاتورة إقامته بفندق هيلتون لمدة أسبوع على غرفة مطلة على النيل.. وقال إن وزارة الثقافة والإعلام هي المسؤولة عن دفع قيمة الفاتورة.. لم يكن مدير الفندق يمتلك حساً شاعرياً كما توقع عثمان، بل أعلنها صريحة أنه في حالة عدم الدفع فإن الشرطة جاهزة، ظل عثمان مصراً على عدم الدفع والمدير يتوعد مما أدى إلى تصاعد في الحريق إلى أن علم بذلك الرائد الراحل مأمون عوض أبوزيد فقام بدفع الفاتورة فوراً وهو يقول باسماً: حكومة السودان مطالبة بإيفاء دين عثمان.

*أثناء زيارة قام بها الدكتور مصطفى محمود لجنوب السودان قبل أعوام عديدة قال إنه أثناء جلوسه في فناء الإستراحة التي يقيم بها شهد سحابة مشعة من اليرقات المضيئة تتجه إليه، وأضاف أنه انبهر بالفعل بالهجرة النورية وسط ليل كفيف العيون، وأشار إلى أنه شهد جزر الكناري بإشراقها الأسطوري، كما أنه وجد فرصة النظر إلى الزهرة السوداء التي تتفتح مرةً في كل عام، إلا أنه لم يرَ انبهاراً مثل الذي رآه في تلك الأمسية في الجنوب، ترى ماذا لو شهد هذا الدكتور المياه المتدفقة منذ مئات السنين من قلب توتيل السمراء، أو نظر إلى الأسماك تكشف عن ألوانها الأبيض منها والأصفر على ضفة بحرنا الأحمر.

*هدية البستان
جيت تفارق يلا فارق شيل معاك غيم المشارق
انت ما أول مودع وانت ما آخر مفارق

لو.أن – اسحاق الحلنقي
صحيفة آخر لحظة