حوارات ولقاءاتمدارات

طه الحسين: من يقولون “طه قافل الرئيس” أسألهم: هل الرئيس مقفول؟ الرئيس يقول عن نفسه: “أنا بفلق وأداوي”


في الجزء الثاني من هذه المقابلة النادرة، يتوغل مدير مكتب رئيس الجمهورية، الفريق طه عثمان، في شرح العلاقة الجديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكيف أن الرئيس البشير كان متابعاً لمجريات السياسة هناك، وعمل على “مد أواصر العلاقة مع الجمهوريين” في الفترة التي سبقت الإعلان عن فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا؛ ويؤكد أن شركات عالمية كبيرة ستدخل السودان، مما يحتم الاستعداد لاستقبالها بترتيبات اقتصادية محكمة.
على المستوى الداخلي، يمضي الفريق طه ليكشف عن الملامح السياسية للفترة المقبلة في البلاد، ويقول إننا سندخل مرحلة يتعامل فيها الناس مع الحكومة مباشرةً وعبر رئيس الوزراء وليس عبر المؤتمر الوطني.. إليكم الجزء الثاني من المقابلة.
– ماذا تعلمت من قربك من الرئيس؟
* تعلمت من الرئيس الكثير، تعلمت منه قبول الرأي الآخر، وقبول الآخر، وتعلمت القوة والجرأة في اتخاذ القرار.. من يقولون إن الرئيس يتهاون أحياناً لا يعرفونه، البشير يقيس الأمور بمنظور مختلف، لأنه في موضع القرار وموقع المسؤولية.. وهو رئيس كل السودانيين وليس رئيس الحزب فحسب، وهو مسؤول عن كل الشعب، وجوده على قمة هرم السلطة بكامل صلاحياته وبكل مميزاته التي ذكرتها سابقاً، يمثل الضامن الأول لاستقرار البلد.
نفاج جديد
– هناك تخوف من دور الأجهزة الداخلية في تنفيذ الاتفاق الذي تم مع الأمريكان، كيف ستضمن الرئاسة تناغم أجهزة الدولة كي يتم الوفاء بالمطلوبات التي تم الاتفاق عليها في الاتفاق الذي أدى إلى رفع العقوبات الاقتصادية؟
* هناك مستجدات مؤثرة طرأت على سير التفاوض مع الأمريكان، لأول مرة يوجد (نفاج) آخر، لأن الأمريكان متواصلون مع الرئيس عبري، وهناك وسطاء آخرون يعملون لمصلحتنا بقلوب نظيفة، ورغبة حقيقية في خدمة السودان، هؤلاء ينقلون لنا كل شيء، ويوصلون ملاحظاتهم للرئيس عن طريقي، وأنا أضعها أمام الرئيس الذي اختارني لأداء هذا الدور.. أنا لا أتحرك ولا أتخذ أي خطورة من دون علم الرئيس وموافقته، بل وبتوجيهاته، لذلك نحن مطمئنون على أن أدوار مؤسسات الدولة ستتناغم في هذا الملف تحديداً، ولن يكون هناك نشاز، لأن كل القنوات تصب في إناءٍ واحد، وكل الخيوط بيد الرئيس شخصياً، مثلاً، المبعوث الأمريكي كان يأتيني أحياناً ويقول لي: “اللجنة ذكرت لنا أن الرئيس قال كذا.. هل هذا الموقف سليم أم لا؟”، وأنا أنقل للرئيس حديثه، أعود إلى المبعوث برد الرئيس، وهكذا.. تلك هي الآلية.. الرئيس هو الضامن الرئيس لتنفيذ ما تم التوافق عليه في ملف العقوبات، وهو يتابع أداء كل الجهات المكلفة بالعمل في هذا الملف بدقة، هذا لا يعد ازدواجية في المعايير، ولكنه نهج مهم وسليم، لضمان سلاسة التفاوض، والأمريكان ارتاحوا لهذا النهج، لأنه سهل الأمور، وأدى إلى استمرار التفاوض في أجواء صحية، خذوها مني: إذا ابتعد البشير عن الرئاسة فسيشكل ذلك الأمر كارثة للسودان.
“الشعبي” تحرك من خانة المعارضة
– ما رأيك في المستجدات المتعلقة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني؟
* الرئيس مصرّ على تطبيق مخرجات الحوار بحذافيرها، وقد تم تنفيذ جانب مقدر منها فعلياً، وكما تعلمون، فإن حزب المؤتمر الشعبي أعلن مشاركته في الحكومة المقبلة على كل المستويات، وذلك يدل على أن الحزب الذي تحرك في خانة المعارضة، منذ سنوات، اطمأن إلى أن ما تم الاتفاق عليه تنزل إلى أرض الواقع فعلياً، حتى التعديلات الدستورية تمت بسلاسة فائقة، الرئيس بطبيعته رجل قومي، وهو يحترم كلمته وينفذ تعهداته، وحرصه على مصلحة الوطن يعد السبب الرئيس في المحبة التي يتمتع بها لدى الشعب.. أقول لكم إن المؤتمر الوطني سينفذ ما التزم به، وسيتنازل طوعاً عن مناصب مهمة، مثل أحزاب سياسية أخرى ستقدم تنازلات مماثلة، كي يتم تطبيق مخرجات الحوار واصطحاب المشاركين فيه، وتوسيع ماعون المشاركة في السلطة، لتشمل الحكومة المقبلة كل من شاركوا في عرس الحوار، سأكشف لكم سراً.. أنا سافرت قبل أسبوع كمبعوث شخصي من الرئيس لمقابلة مولانا محمد عثمان الميرغني، ونقلت لمولانا رسالة مفادها، أن الحزب الاتحادي الديمقراطي مطالب بتقديم تنازلات مثلما سيفعل المؤتمر الوطني، وسيضحي بوزارة كانت مخصصة له، مولانا قبل حديث الرئيس مشكوراً بكل رحابة صدر.. الرئيس حالياً في حالة تشاور مستمر مع الأحزاب المشاركة في الحوار، عن طريق نائب رئيس الحزب المهندس إبراهيم محمود، وعن طريق لجنة (7+7) التي تحولت إلى آلية للحوار، والأمور تسير بسلاسة، وتمضي في اتجاه اختيار رئيس الوزراء تنفيذاً لما تم التوصل إليه في مؤتمر الحوار.
لجنة اقتصادية يقودها الرئيس
– هناك حديث عن اتفاق غير معلن مع الأمريكان يقضي بفتح الباب أمام شركات أمريكية كبيرة كي تدخل السودان وتعمل في عدد من المجالات، وعلى رأسها قطاعا النفط والتعدين، هل ذلك صحيح؟
* قلت لكم سابقاً، إن الرئيس سيشكل لجنة اقتصادية عليا، مهمتها تحديد كيفية الاستفادة من قرار رفع العقوبات، والعمل على توسيع المواعين الضيقة، كي تتسع لشركات عالمية كبيرة، ترغب في دخول السودان والاستثمار فيه، اللجنة المذكورة سيتولى قيادتها الرئيس بنفسه، كي تتمكن من استيعاب النقلة الكبيرة التي ستحدث في ملف الاستثمار، بعد أن زالت العقبات التي كانت تحول دول دخول الشركات العالمية للسودان، هذه الشركات ساهمت في رفع العقوبات أيضاً، وضغطت في ذلك الاتجاه، لأنها ترغب في العمل بالسودان، وتعلم أنه يحتوي على فرص كبيرة للاستثمار، وأن خيراته عديدة وكبيرة.. التدافع للاستثمار في السودان سيحدث حتى من الأشقاء العرب، لأن بعضهم كان متخوفاً بسبب العقوبات، وعسر التحويلات البنكية، العقبات المذكورة زالت بحمد الله، وبالتالي، لم يعد هناك ما يمنع أي جهة ترغب في الاستثمار في السودان من مباشرة ذلك فوراً، والمهم حقاً أن يتوافر لدينا الاستعداد اللازم لتقبل تلك النقلة الكبيرة، وأن نسهل مهمة الراغبين في التعاون معنا، ونزيل أي عقبات تواجههم، واللجنة التي أشرت إليها ستتكفل بذلك الأمر، وستكون بقيادة الرئيس شخصياً.
هذه النقلة تستلزم توفير طاقم اقتصادي مقتدر، ولا بد من إحداث نقلة على صعيد إدارة الاستثمار تحديداً، وينبغي أن يتم تطوير أساليب العمل المصرفي لتستوعب مستجدات المرحلة الجديدة.
– نريد أن نربط حديثك ببرنامج إصلاح الدولة، ما الجديد في الملف المذكور؟
* مؤسسة الرئاسة ستعمل على إصلاح كل مؤسسات الدولة عبر برنامج معلن، خصوصاً على صعيد الاستثمار، نحن لا نعاني من مشكلات سياسية ولا مشكلات أمنية، كل مشكلاتنا اقتصادية الطابع حالياً، نحن أمام فرصة تاريخية لا بد من استغلالها، لذلك اتجه تفكير الرئيس إلى تكوين اللجنة الاقتصادية التي أشرت إليها آنفاً، نحن رممنا علاقاتنا الخارجية، وصار لدينا أصدقاء وشركاء، ونجحنا في إزالة العقبات التي كانت تؤثر على حركة الاستثمار وتكبل الاقتصاد، وتمنع الشركات الكبيرة من العمل في السودان. وعلى صعيد العلاقات الخارجية، نحن في أفضل حال بحمد الله، والانفراج الذي حدث في الملف المذكور غير مسبوق، الرئيس ذكر أن التحسن الذي طرأ على ملف العلاقات مع السعودية والإمارات لم يحدث منذ عهود الاستقلال، كما شاهدتم في الأيام الماضية كانت لدينا اتصالات مكثفة مع الأشقاء العرب على مستوى القيادات، والرئيس تم إبلاغه بالقرار الأمريكي قبل أي شخص آخر، وذلك تم بواسطة الأشقاء في الخليج، والفترة المقبلة مخصصة للعمل في مجال الاقتصاد، وذلك سيتم بإشراف الرئيس شخصياً.
الفورميلا مجرد لافتة
– نرجو إلقاء بعض الضوء على تفاصيل زيارة الرئيس الأخيرة إلى الإمارات، ما الذي حدث فيها؟
* بدءاً الزيارة تمت بدعوة من ولي عهد أبو ظبي، بغرض التباحث حول الروابط الثنائية بين الدولتين، وللتفاكر حول ملف التقارب مع الأمريكان، وقد ذكرت لكم إن الأشقاء الإماراتيين لعبوا دوراً مهماً في ذلك الملف.. حضور الرئيس لختام سباق (الفورميلا) كان مجرد لافتة، برغم حالة الاستهزاء التي أعقبته.. التباحث مع الأشقاء الإماراتيين تم بسرعة وفوراً، بعد وصولنا مباشرةً، وفي مطار أبو ظبي تم الاتفاق على الملفات الأساسية في دقائق معدودة، مثل ملف المياه والكهرباء والطاقة الشمسية، بحضور والي الخرطوم ووزير الخارجية ووزير الكهرباء ووزير شؤون الرئاسة وآخرين، وقد بشرنا سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مباشرةً، بأن القيادة الإماراتية وافقت على دعمنا في مجالات الكهرباء والبترول، وستدعمنا بوديعة مقدرة. وفي اليوم التالي التقينا سمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، وأنت كنت حاضراً للقاء شهد حواراً استراتيجياً حول العلاقات مع دول الخليج ومصر، وتطرق إلى تعقيدات الملف السوري، وطاف على علاقة السودان مع أمريكا، وقد دار النقاش بين الرئيس ومحمد بن زايد بتفصيل شديد وعمق تام، وفي ذلك اللقاء ذكر سمو الشيخ محمد بن زايد، أنهم قادرون على إحداث اختراقات مهمة مع الرئيس ترامب، وذكر له الرئيس أنه متفائل بعهد ترامب.. الرئيس كان يقول على الدوام إن فوز ترامب أفضل للسودان، بل توقع فوزه على هيلاري كلينتون، ونحن في مكتب الرئيس سعينا لمد أواصر العلاقة مع الجمهوريين خلال الفترة السابقة.
أعود إلى الزيارة وأقول إنها كانت من أنجح الزيارات التي حدثت مؤخراً، وإننا حظينا بترحاب غير محدود من الأشقاء في الإمارات، وإنهم كانوا عند حسن الظن كعادتهم دوماً.
فشل للدبلوماسية السودانية
– أشرت إلى استعداداتكم لمواجهة المائة يوم الأولى في عهد رئاسة ترامب، نريد منك أن تتوسع في شرح هذه النقطة، وتكشف لنا ماهية الترتيبات التي أشرت إليها؟
* هذا الأمر طابعه سري ولا يمكن الإفصاح عن تفاصيله حالياً، لكنني أقول بكل وضوح إننا مستعدون لمواجهة الفترة المذكورة، وإن تلك الترتيبات تمت بإشراف الرئيس نفسه، هذا الملف موضوع على طاولة الرئيس، ويشرف عليه الرئيس، ويعمل فيه بمساعدة الأجهزة ذات الصلة، أهمية الاتفاق الأخير تتطلب عملاً بذلك المستوى، وتحتاج إلى إشراف رئاسي كامل، لمنع أي تفلتات يمكن أن تؤذي الاتفاق. وأقول بكل صراحة، لو أدرنا ملف الجنائية بذات النهج الذي أدرنا به ملف التفاوض مع أمريكا، لما وصل الأمر إلى ما وصل إليه,, شخصياً أعتبر التطورات السالبة التي حدثت في ملف الجنائية فشلاً للدبلوماسية السودانية في ذلك التوقيت، وقتها كانت هناك دوائر دولية كثيرة تتآمر على السودان، وتسعى إلى تشويه سمعة الرئيس، وتجتهد لإحالته إلى الجنائية، مع ذلك وقفت الجهات المعنية بالشق الدبلوماسي عندنا تتفرج بسلبية غريبة على تلك المؤامرة حتى تفاقمت.. التواصل مع الصين، مثلاً، كان سيجنبنا ما وصلنا إليه، وقتها علاقاتنا كانت سيئة مع معظم الدول، لأننا لم نتحرك بالطريقة التي تكفل لنا التصدي للمخطط الخبيث الذي استهدف السودان قبل البشير، وبحمد الله تمكنا من التصدي للجنائية لاحقاً، وأبطلنا سعيها الخبيث.
في ملف التفاوض مع أمريكا، كان الرئيس حاضراً ومتابعاً لكل التفاصيل، ولولا متابعته اللصيقة، لما أصبنا أي نجاح، ولما تمكنا من إنجاز أي شيء مع الأمريكان، في بعض الأحيان أنا كنت أسافر في اليوم ثلاث مرات، أسافر إلى السعودية ناقلاً رسالة، وأتحرك منها إلى الإمارات، وأتحول إلى إريتريا مثلاً، وأعود إلى السودان في اليوم نفسه، كل ذلك تم بسرية تامة، وبأمر الرئيس وحده، ولأول مرة أنا أتحدث في حوار صحافي شامل حول هذه الملفات، هذا الحوار نفسه تم بعلم الرئيس وموافقته، وأقول إن المرحلة المقبلة ستشهد حرصاً كبيراً على تطبيق النقاط التي تم التوافق عليها مع الطرف الأمريكي، وهذا الدور مطلوب من الطرفين طبعاً، الأمريكان أيضاً لديهم التزامات تجاهنا.
– هل تعني أن العمل في ملف رفع العقوبات لم يكن لينجح لولا إشراف الرئيس عليه؟
* نعم، أقول ذلك وأبصم عليه بلا تحفظ، لو لم يشرف الرئيس على الملف بنفسه، ولو لم يتابع كل صغيرة وكبيرة فيه، لما أصبنا فيه أي نجاح، لأول مرة يدخل الرئيس في تفاصيل التفاصيل، بسبب وجود أطراف خارجية كانت مجتهدة لمساعدتنا على رفع العقوبات والتواصل مع أمريكا، وأعني بتلك الجهات الأشقاء في السعودية والإمارات، الرئيس لديه تقدير خاص للسعوديين والإماراتيين؛ لأنهم بلا أجندة خفية، ويتحركون من منطلقات سليمة.. مثلاً.. الأمير محمد بن سلمان طلب من الرئيس أن يمنحه ثلاثة أشهر إضافية لضمان رفع العقوبات، وقال له: “هذا الطلب مقدم من ابنك محمد بن سلمان”، فاستجاب له الرئيس لأنه يثق فيه، ويعلم أن قلبه على السودان، وأنه يريد أن يخدم السودان، تلك هي جسور الثقة التي شيدناها في الفترة الماضية مع الأشقاء في دول الخليج عموماً، ومع السعودية والإمارات على وجه الخصوص، وأثمرت خيراً وفيراً بحمد الله، وستثمر أكثر، هؤلاء وقفوا معنا في وقت الشدة، ودعمونا وحملوا همومنا وقدّرونا وسعوا لمساعدتنا بشتى السبل، مطلوب منا أن نشكرهم ونثمن دورهم، وذلك عين ما فعله الرئيس.
دور الرئيس متعاظم أصلاً
– هل نحن مقبلون على مرحلة تتعاظم فيها الأدوار التي يؤديها الرئيس على حساب دور الحزب؟
* دور الرئيس متعاظم أصلاً، صحيح أننا سندخل مرحلة يتعامل فيها الناس مع الحكومة مباشرةً وعبر رئيس للوزراء وليس عبر الحزب وحده.. في المرحلة المقبلة سيحضر الرئيس بعض الجلسات المهمة لمجلس الوزراء، مثل التي تتعلق بالأمور الطارئة والميزانية وبقية الملفات الكبيرة، دور الرئيس أصلاً مهم وسيزداد أهمية بعد اكتمال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، لأنه صاحب المبادرة، وهو الذي دعا إلى الحوار الوطني، وهو الذي حرص على إنجاحه، وكل الضمانات التي صاحبت المبادرة صدرت من الرئيس، لذلك هو معني بتنفيذ مخرجات الحوار أكثر من أي جهة أخرى، ولن ننسى طبعاً أن البشير هو رئيس المؤتمر الوطني، وأن كل ما دعا إليه تمت إجازته قبلاً في أجهزة الحزب، وصدر بطريقة مؤسسية، حدث ذلك لأن الرئيس رجل مؤسسي، يحترم المؤسسات، ويعمل من خلالها، ويمارس دوره كما ينبغي، وبالطبع هو كرئيس لديه مبادرات نوعية، تخدم الدولة والحكومة والحزب، وتفيد الوطن كله.
“البلد ماسكها رئيس قوي”
– هناك من يتحدثون عن أن دورك يتضخم، وأن العديد من الملفات الكبيرة أصبحت تحت يدك دون غيرك، ما ردك على مثل تلك الأحاديث؟
* أنا رجل تنفيذي أعمل بتوجيهات الرئيس، ولا أخطو أي خطوة إلا بأمره، البلد ليست بيد طه كما يهرف البعض، طه ينفذ توجيهات رئيس الدولة، ويعمل مع الرئيس، ولا يخطو أي خطوة إلا بأمر الرئيس، الرئيس رئيس.. طه ما ماسك حاجة، الماسك كل حاجة والحاكم هو الرئيس، من يرددون مثل تلك الأحاديث يستهدفون الرئيس ولا يمتلكون الشجاعة الكافية لمواجهته، وهم يعلمون أن البشير هو الحاكم الفعلي للسودان، وأنه يمارس صلاحياته التي كفلها له الدستور كاملة.. لا يوجد شخص يستطيع أن يتحكم في البشير، المقصود ليس طه.. المقصود هو الرئيس، حتى من استهدفوا طه وسعوا إلى تشويه صورته بأكاذيب عديدة، كانوا يستهدفون إثارة الغبار حول الرئيس، ويريدون النيل من الرئيس، لأن طه لا يستطيع أن يفعل شيئاً إلا بأمر الرئيس.
– كيف توليت الإشراف على ملف التعاون مع الخليجيين؟
* أنا ما مشيت براي؛ لأني ما كنت بعرفهم، الأشقاء في الخليج طلبوا من الرئيس أن يرشح لهم شخصاً يثق فيه كي يتواصلوا معه عبرهم، فقال لهم: “رشحت ليكم طه”، الرئيس هو الذي اختارني، ولم أذهب برغبتي، وبعض من يرددون الترهات المتعلقة بسيطرة طه، هم جزء من النظام للأسف الشديد، هؤلاء يعلمون الكيفية التي يعمل بها الرئيس، ويتجاهلون الحقائق الماثلة لأشياء في نفوسهم.. هم عارفين إنو البلد دي ممشيها السيد الرئيس وليس أي جهة أخرى، لأنه الرئيس الشرعي للسودان.
– هل تعتقد أن هناك جهات سابقة تحلم باستعادة أمجادها الغابرة في السلطة؟
* هناك من يحلمون بإضعاف دور البشير، وهناك من يسعون إلى إعادة البلد إلى الوضع السابق الذي رفضه الجميع، بازدواج المعايير وتعدد القنوات التي يصدر عبرها القرار، ذلك لن يحدث؛ لأن الرئيس وحّد القناة، وأمسك بكل الخيوط. في ما مضى كان الرئيس يتخذ قرارات مهمة فتأتي جهات أخرى وتفسد ما أنجزه الرئيس، هذا لا يحدث حالياً ولن يحدث مستقبلاً، وذلك أمر مهم وسيتواصل في الفترة المقبلة، وأنا أرى في ذلك النهج حلاً ناجعاً لكل مشكلات السودان السياسية والاقتصادية والأمنية والخارجية وغيرها، الرئيس رئيس، وهو الذي يحكم، وكلمته نافذة على الجميع، لا طه ولا غير طه يستطيع أن يملي شيئاً على قائد الدولة، إذا كانت عضوية المؤتمر الوطني ثمانية ملايين، فسكان السودان ثلاثون مليوناً، والرئيس مسؤول عنهم كلهم، ومسؤول أمام الله عن رعاية مصالحهم، ومأمور بتوفير سبل العيش الكريم لهم.
رئيس كل السودانيين
– هل يعني ذلك أن ما تقوله سيكون العنوان الأبرز للمرحلة المقبلة؟
* نعم، الرئيس رئيس كل السودانيين، صحيح أن لديه حزباً، والحزب لديه موجهات، والبشير هو رئيس المؤتمر الوطني.. الرئيس الحقيقي للحزب وليس مجرد لافتة، وهو يعمل من خلال مؤسسات الحزب ويحترمها، ويناقش كل الملفات المهمة في المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، وإذا وافق المكتب القيادي على أي شيء ينفذه الرئيس بلا إبطاء، وكما ذكرت سابقاً فإن البشير رجل دولة، لا يعمل منفرداً، وهو بارع في إدارة الرجال، وقادر على الوصول إلى خلاصات ونتائج مهمة قد تستعصي على آخرين، وهو قادر على تبيُّن أصحاب الأجندة الشخصية فوراً.

– هناك من يتحدثون عن أن الرئيس مرن أكثر من اللازم أحياناً، ما رأيك؟
* الرئيس يتميز بطول البال وبالحكمة، وهو قادر على متابعة أداء الوزارات وبقية مؤسسات الدولة بصبرٍ شديد، إذا كلف طه مثلاً بأي ملف، وتجاوز طه حدود التكليف قليلاً، فإن الرئيس لا يتسرع في تقييم عمله، حتى يستوثق من أن المكلف خرج عن نطاق التكليف كلياً فيبادر بحسمه، النهج المذكور متبع من قبل الرئيس مع الوزراء وكل مسؤولي الدولة، الرئيس يتدخل في الوقت المناسب، وهذا ناتج عن خبرة سبعة وعشرين عاماً في الحكم، الرئيس يقول: “أنا بفلق وأداوي”، يفلق بالحسم والحزم، ويداوي بالحكمة والموعظة الحسنة، لأنه ينطلق من ثوابت وطنية تستهدف تحقيق المصلحة العليا للسودان.. الرئيس لا يشخصن الأشياء، المرونة التي يتحدثون عنها هي التي حافظت على استقرار البلد.
– أشرت إلى أن مشكلتنا اقتصادية وأننا بحاجة إلى تغيير الطاقم الاقتصادي، ماذا قصدت بذلك الحديث؟
* أعني ضرورة تغيير النهج الاقتصادي والاستعداد للمتغيرات العديدة والكبيرة التي ستشهدها المرحلة المقبلة، أنا شخصياً أعتقد أن بدر الدين محمود أنسب من يقود هذه المرحلة، هذا هو رأيي الشخصي.
– برغم الأزمة الاقتصادية الحادة التي حدثت في عهده؟
* نعم، بدر الدين ناجح وليس لديه دور في الأزمة المذكورة، أنا متابع، وهذا رأي شخصي، وليس ترويجاً له كي يتم تجديد تكليفه في وزارة المالية.. لا بد أن أتحدث مرة أخرى عن الدور الكبير الذي لعبه عبد الرحمن حسن محافظ البنك المركزي في ملف العقوبات، لأنه أنجز الكثير.
– هناك من يتحدثون عن أنك لعبت دوراً في إبعاد محافظ البنك المركزي.. ما ردك؟
* أنا كنت موجوداً خارج السودان عندما تم تعيين محافظ جديد للبنك المركزي، وعلاقتي بالأخ عبد الرحمن حسن وطيدة، بالعكس، هناك من كانوا يرددون أحاديث عن أنني أسانده، علاقتي بعبد الرحمن ممتدة على الصعيد الشخصي، القرار اتخذه الرئيس، ولا دور لي فيه.
لماذا طه وليس أي مسؤول آخر؟
– في الفترة الماضية واجهت أنت حملة عنيفة في وسائل التواصل الاجتماعي، ما هي دوافعها في رأيك؟
* السؤال: لماذا طه عثمان وليس أي مسؤول آخر؟ لماذا أنا وليس وزير المالية أو وزير الصناعة أو أي مسؤول آخر؟ هذا سؤال في شكل إجابة. ومن يقولون “طه قافل الرئيس” أسألهم: هل الرئيس مقفول؟ الرئيس موجود في كل الساحات، ومتفاعل مع كل الفئات، ويزور الولايات كل حين، ويبقى فيها بالأيام، ويلتقي الناس في بيوتهم ومناسباتهم الاجتماعية باستمرار، ويتحدث بالهاتف، ويتواصل بـ(الواتساب).. قبل أيام كنت معه عندما اتصل بمحمد لطيف (القاعد معانا الآن)، وفي أحيان كثيرة لا أكون بجانبه لأنني أكون مكلفاً بعمل خارج السودان، أسألهم: “لما أكون خارج السودان البقفل الرئيس منو؟”، علماً أنني صرت أسافر باستمرار، وأقضي أياماً عديدة في الخارج بتكليف من الرئيس، (أقفلو كيف وأنا مافي)؟ هذا الحديث القبيح يستهدف الإساءة للرئيس وليس طه، أنا في مرات عديدة أسمع بوجود الرئيس في مناسبة فرح أو ترح من آخرين، البشير يمتلك كل المعلومات ويتواصل مع كل مؤسسات الدولة، ويلتقي الوزراء ويعمل معظم ساعات اليوم في كل الملفات، ويتلقى تقارير أداء من كل الجهات الحكومية، فكيف يكون مغيّباً أو محجوباً عن الناس؟ هذا حديث لا يستحق عناء الرد عليه.

مزمل أبو القاسم – محمد لطيف
اليوم التالي


‫8 تعليقات

  1. ماتم انجازه حتي الان من حسن علاقه مع الخليج وفي المقدمه المملكه وخادم الحرمين سلمان الخير وشيخ صباح والشباب بن سلمان وبن زايد وبن حمد والريئس البشيرحفظهم الله جميعا وايانا قاده وشعوبا,ومافتحنا من ابواب للتعاون الاستثماري لانتاج الغذاء كاساس متين للعرب والمسلمين , ومن ابواب للتعاون العسكري لحمايه الامن القومي العربي ضد التغول الشيعي الفارسي واطماعهم في ثروات الخليج والهيمنه علي دول المنطقه ذات الاقليه الشيعيه وحروبهم ضد السنه الوسطيه.
    هذان انجازان مهمان وهما ثمره لجهود متصله وعمل لافراد وجماعات ومؤسسات وتجاوب وتعاون وتبادل لمنافع مع الطرف الاخر يجب الحفاظ
    عليه لانها ثروه قوميه وفريضه دينيه وواجب وطني يتحتم علينا القيام به ونحن اهل له خاصه عندما يتقاعس الاخرون ويجعلونه سببا لابتزاز الاموال النفطيه والعبث بقيم الدين ومحاربه صحيح الاسلام.
    هذان الانجازان قادا الي كسر قيود مقاطعه المنظومه الغربيه للسودان و
    قد يكون من الافضل توسيع صلاحيات من قاموا بجهد متميز بتوجيهات رئاسيه امثال الفريق طه لترسيخ علاقاتنا الاقليميه الخليجيه استعداد لفتح المزيد من ابواب التعاون الاستثماري الخليجي الامريكي لاقامه قاعده صناعه غذائيه هندسيه بجانب الزراعيه واعني تحديدا (الفريق طه) إلا ان ذلك متروك لتقدير الرئاسه للبت فيه ومانحن الا متفائلين بالخير لبلادنا ونظن خيرا في رجالها العاملين باخلاص.
    قال رسول الله صل الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) وفي شرح الحديث قال الشيخ المباركفوري أفضل الإيمان أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله عز وجل وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وأن تقول خيرا أو تصمت.
    لذلك فاننا نرشح العاملين لمواصله حمل الامانه ونترك الكلام عن المتحذلقين والمشككين..والله من وراء القصد…….ودنبق.

  2. أحد الصحفيين أطلق على عملية رفع الحظر ( النصر في مبارة رفع الحظر ) لكن أقول هي ليست نصر بل هي مباراة خسرنا عشرين واستطاع الحكم أن ينهي المبارة بدوت ان يحسب وقت محتسب بدل الضائع مقداره (6) دقائق

  3. (…إذا كانت عضوية المؤتمر الوطني ثمانية ملايين، فسكان السودان ثلاثون مليوناً، والرئيس مسؤول عنهم كلهم، ومسؤول أمام الله عن رعاية مصالحهم، ومأمور بتوفير سبل العيش الكريم لهم.
    رئيس كل السودانيين…)
    هذا والله ما كنا نتمناه لأن هذا الحزب وعضويته والإنفاق عليه من دم الشعب وتسلط عضويته وهيمنتها على البلد واقتصاده هو الذي أدى إلى ما نحن فيه الآن … فنتمنى أن يكون كلامه حقيقة .

  4. طالما فيها مزمل فمعناها طه مريخابي وإلا ما جاب سيرته
    الآن ممكن تفسر أشياء كثيرة

  5. الغرب الأمريكي والأوروبي القذر عندما يريد خلع رئيس دولة ممكن يدبر له عملية اختطاف بري أو بحري أو جوي .. ولكن في حالة الرقاص في السودان فهؤلاء الأمريكان والاوروبيين يريدون استمرار الرقص طويلاً في السودان من أجل مصالحهم لا مصالح الشعب السوداني المغلوب على أمره.