تحقيقات وتقارير

تجارب ونجاحات.. آباء وأبناء في بلاط صاحبة الجلالة.. مهنة موروثة


تعد ظاهرة توارث المهن من السمات المميزة في المجتمع السوداني ويراها البعض جزءاً لا يتجزأ من تركة الأب التي يرثها أبناؤه أو أشقاؤه سعياً للحفاظ عليها، وقد يلجأ بعض الأبناء إلى وراثة مهن آبائهم كي يضمنوا نجاحهم، مستفيدون من خبراتهم وأسمائهم الكبيرة في المهنة أو المجال المعني.

وفي السياق، برز الإعلام بتخصصاته المختلفة المقروء والمسموع والمرئي كمهنة توارثها عدد مقدر من الأبناء، علاوة على بعض الأشقاء، وأصابت الأغلبية نجاحات وصنعت أسماءً براقة ومعروفة في تاريخ الصحافة السودانية والإذاعات ومحطات التلفزة، وتخطى بعضهم المحلية إلى رحاب العالمية في رحلة كفاح وصبر وتطوير للذات والمعرفة، مع الاطلاع المستمر لتنمية القدرات.

مهنة إبداعية
تعتمد مهنة الإعلام بشكل عام على الموهبة والثقافة العالية لأنها مهنة إبداعية في المقام الأول. وبحسب خبراء الإعلام في العالم فإن المهنة ليست للتوريث من واقع أن الإبداع لا يورث، علاوة على أن الموهبة تأتي من الخالق، هذا الواقع لن ينفي حقيقة الاستفادة من خبرات وإرشادات واسم الوالد أو الشقيق في المجال، لكن الرغبة الجادة والطموح، فضلاً عن وجود الموهبة وكثرة الاطلاع معينات مهمة في طريق نجاح أي إعلامي.

في حوش العمرابي
وفي السياق، قال الأستاذ سامر العمرابي المدير العام لصحيفة الزاوية الرياضية ومدير مكتب قناة الجزيرة الرياضية (بي أن سبورت) بالخرطوم لـ (اليوم التالي): منذ صغري كنت أعشق هذا المجال، وكنت مصراً على تحقيق النجاح، وقد أستفد كثيراً من نصائح والدي رحمة الله عليه. وأضاف: كافحت واجتهدت وتعلمت ودرست حتى وصلت لهذه المرحلة. وعن مسيرته الإعلامية قال: بدأت بالتدريب في الإذاعة السودانية وتمت إجازة صوتي مذيعاً عام 1999م، وعملت في القسم الرياضي وانتقلت بعدها إلى التلفزيون في العام 2000م، وعملت مذيع منوعات لمدة عام، وبعدها انتقلت لقناة الجزيرة الإخبارية مراسلا رياضيا من الخرطوم في مارس 2001م، وكنت وقتها في السنة الرابعة في الجامعة، وثم انتقلت إلى الجزيرة الرياضية مديراً لمكتبها في الخرطوم وكنت في المرحلتين من المراسلين المؤسسين، وبجانب ذلك عملت في عدد من الصحف وبدأت الصحافة منذ الصغر، وكنت أصدر الصحف الحائطية منذ المرحلة الابتدائية، وكانت لدي صحيفة رياضية بورق (الفلسكاب)، وكنت وقتها في المتوسطة، وكان يصححها لي الراحل حسن عز الدين والكاتب محمد أحمد دسوقي والشاعر التجاني حاج موسى، وكان هؤلاء أصدقاء الوالد.

أسرة إعلامية
وواصل سامر حديثه قائلاً: بعدها عملت بصورة احترافية في صحيفة الكابتن وانتقلت إلى المشاهد ومونديال والساحة والزعيم التي عملت فيها مديراً للتحرير في فترة وجيزة وبعدها صحيفة قوون وأخيراً صحيفتي الزاوية. وأردف: الأسرة كلها إعلامية ومعروفة، جدنا المعروف الشاعر الهادي العمرابي كتب (أين مي) التي تغنى بها المبدع صلاح ابن البادية، وجدنا أيضا السفير أحمد محمد عبد الله العمرابي هو صحافي وحالياً يعمل مدير تحرير تنفيذي بصحيفة الوطن القطرية، وأعمامي وعماتي من بينهم عمر إسماعيل العمرابي يعمل مخرجا بالإذاعة، ونايلة ميرغني العمرابي مذيعة، وسهام العمرابي، وأزهري العمرابي مخرج، ومحمد إسماعيل العمرابي صحافي.

دار أبوالعزائم
قدمت أسرة الراحل محمود أبوالعزائم نجوماً سامقة للصحافة السودانية. وفي الأثناء أكد حسام أبو العزائم لـ (اليوم التالي) أنه منذ مولده تعلق بمهنة الصحافة، ولم يكن أمامه سوى الالتحاق بها، إذ أنها حاصرته وسيطرت على كيانه، ولهذا فهو يراها جزءاً من وجوده في الحياة، لأنه كما يقول رضع الصحافة منذ طفولته، فقد نشأ في أسرة ساهمت في تأسيس مدارس صحافية كبيرة، فوالده محمود أسس مؤسسات صحافية جيدة من بينها صحيفة (آخر لحظة) في نهاية الستينيات وشارك في تأسيس صحيفة (العلم)، وقدم صحافيين كباراً من بينهم مصطفى أبو العزائم رئيس تحرير ومجلس إدارة صحيفة (السياسي) بجانب الكاتبة الصحفية المتمكنة منى أبو العزائم والعميد معاش محمد محمود أبوالعزائم وعبد الرحمن أبو العزائم بالإذاعة الرياضية ومؤمن ومحمود أبناء مصطفى، إضافة إلى عبد الرحمن جبر ابنه عم آل أبو العزائم والمخرج محمد خفاجة. وقال إنه استفاد كثيرا من اسم والده كصحافي كبير، فضلاً عن أنه قرأ كل كلمة كتبها والده، وظل يحرص على ذلك منذ نعومة أظافره، وعندما كبر وجد نفسه يكتب وبات في هذا الطريق من بدون أن تقابله أي عراقيل.

نماذج ناجحة
هناك العديد من الأسماء الإعلامية اللامعة في مختلف والوسائط توارثت المهنة مثل أولاد البلال (أحمد وعاصم ومبارك)، بجانب أسرة المعتصم أوشي وأبناء الراحل سيد أحمد خليفة (عادل ويوسف وأمير) وأسرة كرار وآل العتباني، وورث وائل ابن الصحافي الرقم محجوب محمد صالح الصحافة من أبيه، واللافت أن جميع هذه الأسماء حققت نجاحات مذهلة في المجال.

الخرطوم – عثمان الأسباط
صحيفة اليوم التالي