منوعات

الأسرة (الذكية) والمدرسة النجيبة في (جنة الأطفال)الكبار يشجعون الصغار لاكتشاف المواهب!


كلما يتجمع الأولاد الصغار عصراً لممارسة (لعب الكرة) يكون العم (عبد القادر) على كامل الاستعداد لحراسة الميدان الصغير قبالة منزله، يخشى من لعبهم بالكرة.. ان (تكسر أزيار) سبيله، ويعطش الناس.
عبد القادر يقوم بمطاردة الصغار، ويطردهم من الميدان وسط الحي.. وهم (البسطاء) تجدهم في شارع ضيق وهناك آخرون، ضد ان يلعب الصغار في الشارع..!
الطفل أحمد عمر، بأساس الحارة (15) يبدو في حيرة من أمره فهو (يمتليء) غضباً من (العم) عبد القادر ويقول (ما عارفين نلعب وين.. في الميدان الكبير تجد اخواننا الكبار يلعبون يومياً.. ولهذا السبب اتجهنا للعب (البلي) و(طقش.. طقش)..!
أما الطفل علي خالد فقد قال انه لا يلعب الكرة انما يرغب في (الفسحة بالعجلة).. لأن (ناس البيت) قالوا لي الكرة (تقوم نفسك)..!
اقتربت من العم عبد القادر فهو (ابن حارتنا).. فقلت له لماذا تمنع الأطفال من اللعب في ميدان (الحي).. فقال (بلا لعب وبلا ازعاج.. دا ما لعب، دا شكل.. احسن ليهم يقرأوا.. ويشوفوا مستقبلهم)..
اكتفيت (بنصائح) عبد القادر وسألت الأستاذ التوم عبد الله حسن (تربوي).. فقال ان أي طفل لابد ان يفرغ جزءا كبيرا من طاقته في اللعب (المهذب) فأطفالنا يلعبون في الميادين الصغيرة والكبير التي نخشى من ضياعها نسبة لأيدي البيوت التي تبدو فجأة في حق الميادين.. هؤلاء الأطفال بعضهم ينضمون إلى أندية تمارس الرياضة بمختلف أشكالها من الكرة الطائرة.. المصارعة بأنواعها، وتنس الطاولة ولكن الغالبية من الأطفال الذين لا يملكون امكانات مادية وغيرها تجدهم يلعبون في الشارع يتمسحون بالغبار وذرات التراب.. يطاردون (كرة قديمة) وغيرهم يلعبون (البلي) ويلهثون وراء هذا البلي من شارع إلى شارع.. مثل هؤلاء يحتاجون إلى توظيف لعبهم وتوجيههم حتى لا يقعوا في المخاطر، وما هو محظور مثل (السباق بالعجلات في الشارع العام)..
ويقول التوم، ان اللعب هو تجديد للطاقة شريطة أن يكون الطفل بعده نظيفاً ورايقاً ليراجع دروسه.. فالمعروف ان هذا الطفل هو المستهدف بالمدرسة وتكون هناك مرحلتان المدرسة والمنزل، فيجب عليهما المتابعة ليس فقط الدروس وأداء الواجب، بل في اللعب ويختلف هذا (اللعب) باختلاف (عمر التلميذ) وميوله.. ومن هنا فإن (الأسرة الذكية) أو (المدرسة النجيبة) من واجبها ملاحظة أسلوب اللعب نفسياً وبدنياً وغير ذلك.. فربما كانت هناك (مواهب) تبحث عمن يكتشفها ويقدمها إلى الأمام.. حتى ولو رسم، أو القاء شعري أو لعب المصارعة وكرة القدم وهذا ما يدعو إلى ضرورة عودة النشاط المدرسي وقيام (مسابقات) رياضية بين الفصول وكذلك جمعيات أدبية حتى ولو أثناء اليوم المدرسي، يكون عدة من الحصص في يوم محدد لهذا النشاط الرياضي والأدبي والمسرحي وإلى آخره حتى يكون من هو بالمراحل العليا في قمة التفوق.. والامتياز.
الاستاذة ابتسام صالح (معلمة) تقول ان اللعب دليل عافية وكلما كان الطفل نشيطاً يعني ذلك ان يمارس اللعب وبالنسبة للبنات فإن لعبهن يجب أن يكون بأساليب تمارين رياضية في البيت أو ان استطاعت أن تلحق بالأندية والصالات الرياضية.. وعلى ذلك نشجع لعب الأطفال بطريقة مهذبة والابتعاد عن (لغة الشوارع) يكون أفضل.
وأقول لأمثال (عبد القادر) ان اللعب هو حياة الأطفال والكبار، كل حسب (عمره واهتماماته وطاقته وحالته الصحية) فاللعب (جنة الأطفال على الأرض).. وكل ما يطلبونه المزيد من الحدائق. واصلاح حال (ميدان الحي) للمزيد من اللعب الناضج و(المهذب والناجح)..
ولابد من انتباهة نحو الصغار الذين لا يرغبون في اللعب مع أقرانهم وزملائهم في المدرسة.. فلابد أن تكون هناك (علة نفسية) أو خارج حدوده وتبقى مسؤولية البيت النظر فيما يمنع الطفل من اللعب كذلك فإن (البنات يفضلن اللعب على المنضدة مثل الرسم، وأجهزة الكمبيوتر) فقد مضى (لعب) البنات وبدلاً عنه تفكيك الألعاب مثل (العروسة) والسيارة وأعمال المطبخ..

الخرطوم:الصحافة – عمر