منوعات

في عيده الثالث عشر .. تطور “فيسبوك” من الطفولة إلى المراهقة


انطلق موقع “فيسبوك” لأول مرة إلى الجمهور في الرابع من فبراير عام 2004 حينما قام مارك زوكربيرج بإنشائه لربط طلاب حوالي 800 جامعة بالولايات المتحدة الأمريكية. فكيف تطور خلال السنوات الماضية؟

انطلق موقع “فيسبوك” لأول مرة إلى الجمهور في الرابع من فبراير/ شباط عام 2004 بعد أن أنشأه مارك زوكربيرج ورفاقه لربط طلاب حوالي 800 جامعة أمريكية، وذلك بعد أن جربه قبلها على مجموعة من طلبة النزل الجامعي بجامعة هارفارد التي كان يدرس فيها وشهدت ميلاد الفكرة، والتي كان اسمها آنذاك ” فيس ماتش”.

بداية “طلابية”

قام مارك زوكربيرغ بتأسيس فيسبوك بالاشتراك مع كل من داستين موسكوفيتز وكريس هيوز، الذين تخصصا في دراسة علوم الحاسوب وكانا رفيقي زوكربيرغ في سكن الجامعة عندما كان طالباً بجامعة هارفارد. كانت عضوية الموقع مقتصرة في بداية الأمر على طلبة هارفارد، ولكنها امتدت بعد ذلك لتشمل الكليات الأخرى في مدينة بوسطن وجامعات أخرى خاصة تُعرف باسم “آيفي ليغ”، إضافة إلى جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا.

لكن منذ لحظة انطلاقه عام 2004، استغرق الأمر عامين حتى وصل “فيسبوك” إلى الهواتف المحمولة، وهذا كان قبل انتشار الهواتف الذكية. حينها كان بالإمكان استخدام “فيسبوك” عن طريق متصفحات الإنترنت البسيطة على الهواتف. لكنه كان طفلاً سريع النمو ولم يلبث كثيراً حتى بدأ خطواته الأولى نحو الشهرة وتحقيق النجاح، فخرج “فيسبوك” من نطاق طلاب الجامعات واتسعت دائرة الموقع لتشمل أي طالب جامعي، ثم طلبة المدارس الثانوية، وأخيراً أي شخص يبلغ من العمر 13 عاماً فأكثر، ليصل عدد المستخدمين وقتها إلى نحو 12 مليون شخص عبر العالم.

“لايك” و صناعة التاريخ الرقمي

“لايك” .. ذلك الزر الأيقوني الشهير الذي أصبح جزءاً من الحياة اليومية. لم يدخل هذا الإبهام المرفوع إلى أعلى – والذي يمثل علامة الرضا أو الموافقة – “فيسبوك” حتى فبراير/ شباط عام 2009، أي بعد خمس سنوات من انطلاقه. أما في عام 2012، فقد تحول “فيسبوك” إلى شركة مساهمة مدرجة في سوق الأسهم الأمريكية، ليشكل – قبل أن يبلغ عمره عشر سنوات – نموذجاً هاماً في عالم ريادة الأعمال والتكنولوجيا في العالم، وسمح للناس بشراء أسهمه بمبلغ 38 دولاراً للسهم الواحد. يشار إلى أن سعر السهم حالياً يصل إلى 131 دولاراً للسهم.

أما مارك زوكربيرج، فقد أصبح هذا الشاب البالغ من العمر 32 عاماً أحد أصغر المؤثرين وأصحاب المليارات في العالم، إذ تقدر ثروته بحوالي 54 مليار دولار، ليقترب بذلك من مؤسس شركة “مايكروسوفت” ومخترع نظام تشغيل “ويندوز” الأشهر في العالم، بيل غيتس.

لم يتوقف تطور “فيسبوك” عند تطوير الموقع ذاته وإضافة خدمات جديدة، كإمكانية المحادثات الصوتية والفيديو وخدمة “فيسبوك لايف”، التي تم إدخالها عام 2016، بل امتدت الشركة لتمتلك موقع “إنستجرام” الخاص بمشاركة الصور في عام 2012، وذلك في صفقة بلغت قيمتها مليار دولار. وبعدها بعام استحوذ “فيسبوك” على تطبيق “واتساب” لتبادل الرسائل والمحادثة بمبلغ 19 مليار دولار، حسب ما ذكرت مجلة فوربس العالمية، لتصبح “فيسبوك” الشركة الحاصلة على ثلاثة تطبيقات من الأكثر استخداماً حول العالم .

حظر و عودة إلى الماضي

لكن الحظ لم يكن حليف “فيسبوك” في كل العالم ، إذ تم حظر خدمة “فيسبوك” في دول عدة منها الصين وإيران وكوريا الشمالية. كما مُنع لبعض الوقت في دول أخرى مثل ماليزيا، التي حظر فيها لعدة أيام عام 2011، وفيتنام التي أغلق فيها موقع فيسبوك لإجازتي نهاية أسبوع في شهر مايو/ أيار عام 2016. وتبرر بعض الدول التي تحظر “فيسبوك” ذلك الحظر بأنه وسيلة لنشر القلاقل والإشاعات أو الأخبار الكاذبة التي من شأنها أن تؤثر سياسياً على الدولة، فيما يعتبر آخرون أن “فيسبوك” منبر مهم للتعبير عن حريتهم، مثلما حدث في ثورات الربيع العربي بمصر و تونس.

لم يستخدم “فيسبوك” أساليب حديثة فقط بل عاد بالحنين إلى القديم، إذ سمح للمستخدمين بإرسال صور متحركة “GIF” في عام 2015، وبالتالي إحياء واحدة من أقدم أشكال تنسيقات ملفات الصور المتحركة التي تم إطلاقها لأول مرة في عام 1987 – أي قبل ثلاثين عاماً، والتي تعد الآن من أشهر وسائل التعبير بعد الوجوه التعبيرية (إيموجي)، التي زودها “فيسبوك” بخصائص أكبر عبر الوقت حتى لا تقتصر فقط على ” اللايك”.

واليوم، يستخدم “فيسبوك” نحو 1.8 مليار شخص شهرياً، منهم 1.23 مليار يستخدمون الموقع بشكل يومي و1.15 مليار يستخدمون “فيسبوك” من خلال هواتفهم الذكية.

(DW)