اقتصاد وأعمال

الخبز المخلوط… تجربة تعود إلى السطح من جديد


في إطار توجه الدولة الرامي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح باستخدام المحصولات المحلية وتقليل الاستهلاك العالي للقمح وارتفاع أسعاره عالمياً نظمت وزارة الصناعة عبر زراعها الفني مركز البحوث والاستشارات الصناعية أمس ورشة عن الخبز المخوط بالذرة ضمن أهداف المشروع الوطني للتطوير الصناعي المستمر محور “تجديد- استشارة” والذي دشنه السيد رئيس الجمهورية بالساحة الخضراء في ديسمبر من العام الماضي وبدأ التنفيذ الفعلي للمشروع بكافة ولايات السودان حيث قدم الخبير السويسري أوروس خبير طحن الدقيق بشركة بلومير السويسرية تنويراً عن صناعة الخبز المخلوط بالذرة، مستعرضاً تجربة شركة بلومير الرائدة في مجال صناعة الخبز المخلوط، معدداً فوائده الصحية والاقتصادية، مشيراً إلى إمكانية نقل التجربة وتنفيذها عبر مركز البحوث والاستشارات الصناعية ورحب د. عبده داؤود سليمان وزير الدولة بوزارة الصناعة رئيس اللجنة العليا للمشروع الوطني للتطوير الصناعي المستمر بنقل تجربة شركة بلومير السويسرية في إنتاج الخبز المخلوط، مؤكداً سعي الوزارة تنفيذ التجربة لتخفيف الاستهلاك العالي لسلعة القمح وخفض التكلفة، مبيناَ عقد مزيد من الورش لمناقشة كيفية التنفيذ لانجاح التجربة.

وكانت ولاية الخرطوم قد كشفت فى وقت سابق عن عرض روسي لمساعدة الولاية في تخفيض تكلفة انتاج الخبز عن طريق الخبز المخلوط وانشاء نموذج لمصنع ينتج مليون قطعة خبز في اليوم، بجانب الاتفاق على تطوير الانتاج الحيواني والزراعي عبر استخدام التقانات والآليات الروسية المتقدمة في هذا الجانب. ووصفت الولاية المبادرة والموضوعات المطروحة بانها خطوة هامة لجهة ان التجربة الروسية عريقة وقائمة على خبرات متراكمة وتسلمت ولاية الخرطوم دعوة رسمية من روسيا للتوقيع على برنامج عمل مشترك يتم من خلاله تبادل المنافع المشتركة مع مقاطعة بلغراد الروسية وفى وقت سابق انتقد اتحاد المخابز سياسة الولاية تجاه صناعة الخبز المخلوط بالقمح والذرة، وكشف عن عدم قدرة المخابز الحالية للعمل بالدقيق المخلوط، وأن الأفران الحالية لا يصلح معها القمح المستورد.

الا ان وزارة المالية بالخرطوم اطمأنت على صناعة الخبز المخلوط بالقمح والذرة وعلى صلاحيته والمادة الرابطة التي تضاف به وقالت الوزارة بأن إدارة المستهلك قامت بتفتيش (40) محلاً لمراجعة صلاحية السلعة مؤكداً أن قضية الخبز استراتيجية ولكن رئيس لجنة الخبز والآلية العليا للمعالجات الاقتصادية قال إن صناعة الخبز تحتاج إلى تنظيم ووضع ضوابط بغرض ضبط المتفلتين واحترام المهنة وذلك لتجويد الخدمة واكدت استمرار الدولة في دعم سلعة القمح لتوفير العملات الأجنبية .

وزير المالية والاقتصاد وشئون المستهلك بولاية الخرطوم عادل محمد عثمان اكد اهمية مشروع انتاج الخبز المخلوط بوصفه أحد المشروعات الاستراتيجية للولاية لزيادة انتاج الخبز وتحقيق الامن الغذائي واوضح ان مشروع انتاج الخبز المخلوط بالولاية وجد موافقة وزارتي المالية والصناعة الاتحاديتين لدعم انتاج الخبز المخلوط بالولاية واعتبر الوزير ان تطبيق المشروع يعد داعماً ايجابياً واشار الى اهمية التنسيق مع شركة الامن الغذائي والاستفادة من قدراتها وخبرتها السابقة في مجال انتاج الخبز المخلوط.

وبدأت ولاية الخرطوم سابقا في وضع الترتيبات الخاصة بتنفيذ تجارب الخبز المخلوط (قمح + ذرة) بعد دراسات استمرت لفترات طويلة وحققت نتائج جيدة قابلة للتطبيق والانتاج على أساس تجاري كبير عبرخطوات توريد التقانات الالمانية والروسية المتخصصة في صناعة الخبز المخلوط وتوطين زراعة المادة الرابطة للقمح والذرة معاً وقررت تركيب مطاحن خاصة بالذرة لهذا الغرض وبدأت مطاحن سيقا للغلال المملوكة لرجل الأعمال السوداني، أسامة داود في انتاج الدقيق المخلوط.

وأوضح احد المهندسين العاملين في المطاحن أن خط انتاج الدقيق المخلوط بدأ العمل فعلياً لانتاج دقيق الخبز المخلوط من الذرة مع القمح وأضاف أن نسب الخلط تتراوح من 5 إلى 10% بين الذرة المحلي (الفتريته) و القمح المستورد في معامل سيقا وهي الشركة الوحيدة التى تمتلك مطحن حديث لصناعة الذره الا ان رجل الأعمال أسامة داؤود قال في تصريحات صحفية نادرة في أغسطس 2015 انتقد مشروع الدقيق المخلوط لعدم وجود مطاحن متخصصة في إنتاج الذرة واضاف أن الذرة تخلو من البروتين إلا إذا أضيفت لها محسنات، ما يجعل تكلفة الخبز المخلوط أعلى من المستورد.

وتعتبر فكرة الدقيق المخلوط خرجت من مراكز البحوث السودانية المتخصصة على يد باحثين سودانيين في منتصف السبعينات، إستطاعوا توليف دقيق القمح مع دقيق الذرة الرفيعة (الفتريته) ويتم مزج الخليط مع مادة “رابطة” وقليل من المحسنات الغذائية المستخدمة في إعداد الخبز حاليا.

الصيحة