منوعات

تعلم لغة الإشارة وإن لم تكن أصم.. والسبب؟!


اكتشف بعض الباحثين أن تعلم لغة الإشارة يمكن أن يكون مفيداً أيضا للبالغين ممن يتمتعون بنعمة السمع، وبذلك فإنه يتيح لهم ردود فعل أسرع في الرؤية المحيطية، وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

ويعتبر تحسن الرؤية المحيطية مفيداً في العديد من الألعاب الرياضية وقيادة السيارات، ويجعلك أكثر يقظة وانتباها لأي تغيرات في مجال الرؤية الطرفية الخاصة بك.

كما أظهرت نتائج دراسة أجريت في الوحدة الأكاديمية لأمراض الإبصار، التابعة لجامعة شيفيلد، أن البالغين الذين يتعلمون لغة رؤية مكانية، مثل لغة الإشارة البريطانية BSL، يكون لديهم تأثير إيجابي في ردود أفعالهم تجاه مجال الرؤية، وفقا لما صرحت به دكتور شارلوت كودينا، الأستاذة المحاضرة بجامعة شيفيلد والمؤلفة الرئيسية لهذه الدراسة.
مترجمو لغة الإشارة

وفي هذا السياق، قالت كودينا: “لقد كنا مندهشين لسرعة وقت الاستجابة من المترجمين الذين يجيدون لغة الإشارة البريطانية، والتي لم يكونوا قد تعلموها منذ فترة طفولتهم، بل إنها أثمرت عن تحسن درجة حساسيتهم في مجال الرؤية المحيطية إثر تعلمهم لتلك اللغة واستخدامها يوميا.

وأضافت:” تبين تلك النتيجة أن العمل كمترجم للغة الإشارة البريطانية ليس أمرا مشوقا فحسب، بل إنه يفيد المرء أيضا بجعله متنبها للتغيرات في مجال رؤيته المحيطية، مما يكون فعالا، على سبيل المثال، عند قيادة السيارات أو ممارسة الرياضة، أو التحكيم في مباراة كرة قدم.”

الرؤية المحيطية

وفي التفاصيل، قام الباحثون باختبار قدرات المشاركين على الكشف عن ضوء معين، بينما يجلسون على جهاز كشف للبصر يسمح بوضع الذقن والجبهة أمامه لضبط مسافة الرؤية و تمركز الأعين في المنتصف. ويقوم المشاركون برصد ضوء خاطف يصدر من مصابيح LED، يمكن أن يومض بالمجال البعيد لرؤيتهم المحيطية (الرؤية المحيطية هي القدرة على رؤية الأشياء دون التركيز عليها مباشرة، وهي بمثابة المجال الثانوي لرؤية العين البشرية).
تفوق الصم

وبين البحث، الذي نشرته دورية “فرانتيرز إن سايكولوجي” (حدود في علم النفس)، أن الصم كانوا أسرع استجابة في ردود أفعالهم في كل مجال رؤيتهم الذي امتد حتى 85 درجة قرب حافة الرؤية، متفوقين على من ينعمون بحاسة السمع، أو حتى من يستمعون ممن تعلموا لغة الإشارة.

وتقول كودينا: “تبين دراستنا أن للصم قدرة استثنائية على الإبصار، لا ينعم بها من لديهم القدرة على السمع. وتؤيد هذه الاكتشافات الاعتقاد العام في قدرة التعويض الحسي.”
التعويض الحسي

ويعرف التعويض الحسي بأنه إذا ما حدث فقد لحاسة معينة لدى شخص ما، مثل السمع فإن باقي الحواس الأخرى تزداد قدراتها، وذلك بناء على دراسة نشرت في دورية “نيوروساينس” في سنة 2011، التي أثبتت أن من ولدوا وهم يعانون من الصمم يستخدمون مساحات من المخ ترتبط طبيعيا بالتعامل مع الأصوات لتشغيل الرؤية واللمس بدلا من السمع.

وتبين من الدراسة أيضا أن التعويض الحسي يؤثر في كيفية إدراك الصم، ومساعدتهم على تجربة أنماط متعددة للإدراك، والتي لا تتاح لمن يتمتع بنعمة السمع.

العربية نت