تحقيقات وتقارير

جرائم ذوي القربى


صارت تحدثنا صفحات الحوادث يومياً عن شتى أنواع الجرائم الممزقة لفاتورة القرابة وصلات الرحم من الدرجة الأولى، وهي جرائم دخيلة على مجتمعنا المتسامح، فهذه ابنة تقتل والدها بسبب منعها من الخروج مع صديقاتها ليلاً، وذاك أخ يستبيح دم أخيه لشك انتابه في علاقة آثمة بزوجته، وأبناء عمومة (تربوا في حوش جدهم لأبيهم فرضعوا من ثدي العشرة محنة وخوة)، أهدروا دماء تلك المحنة ثمناً لميراث أرض يبلغ أمتاراً من الفانية والكثير من الجرائم التي تتفطر لها القلوب وتدمع المقل لفظاعتها.

نلاحظ أن بعض الأهل صار يقتل بعضهم بعضاً لأتفه الأسباب مع اختلافها ودوافعها التي عادة ما تندرج تحت مسمى اختلافات عادية تنشأ منها نقاشات حادة تفضي إلى القتل تحت تأثير الغضب وبحضور الشيطان.
تغيرت لغة مجتمعنا وبيوتنا فحل محل الثقة الشك.. والحنية الجفاء.. وحتى روابط الحياة الزوجية التي أنزل الله بها سلطانه.. وكانت سياجاً منيعاً ضد عوامل الضياع والشتات لإحاطتها كالمعصم في يد المجتمع، نقلت عدوته إلى المجتمع الكبير.

وللأسف لغة القتل صارت هي اللغه الأولى في جميع معاملاتنا على كافة الأصعدة والمستويات.
والسؤال الذي يطل برأسه ما هي الأسباب؟.. هل الحالة الاقتصادية التي ضربت بورصتها أسهم إنسانيتنا ساهمت بشكل مباشر في حلحلة وشائج علاقتنا، أم هو الابتعاد عن ديننا المربي ونعرة الانشقاق التي طالت نفوسنا، أم التأثير السلبي للمجتمعات الغربية التي يحكمها قانون الغابة وضمير أمتها دائماً مسجلاً غياباً في دفتر الأخلاق، أم هو تأثير المخدرات على عقول المتهمين، بلا شك هناك أسباب نفسية معينة لكل حالة (منفصلة).

لعمري إنها كارثة حقيقية تلقي بظلالها على تفكك مجتمعنا المترابط الذي كان في السابق مثالاً للفضيلة والتسامح.. وصار الآن مسخاً مشوهاً للرذيلة واستباحة الدماء..
فلنبحث يا سادة عن أخلاقنا وسط كومة سوء السلوك في معاملاتنا اليومية.. ولنرفع حديث رسولنا الحبيب شعاراً (الدين المعاملة).

*سوسنة
ارتكبت جريمة قتل في قلبي الذي صار ميتاً
من كثرة همومه وآلامه.. فأحياه ذكر الله

راي:سوسن نايل
صحيفة آخر لحظة